EN 
لم يمضِ أكثر من شهرين، حينما تلقى موقع «صدى البلد» الإخباري، مكالمة من إحدى أولياء أمور طلاب مدرسة الحوامدية الابتدائية الحديثة، بمركز الحوامدية، مدعومة بصور للواقع، تستغيث فيها من البناء المخالف وبصورة عشوائية في محيط المدرسة خلال سير اليوم الدراسي، وبما يهدد أرواح الطلاب وسلامتهم.
مكالمة السيدة «منى الجمال»، إحدى أولياء أمور طلاب مدرسة الحوامدية الحديثة، مرت وكأنها شكوى عابرة، فكما مرت على مكاتب المسئولين في مدينة الحوامدية مرورًا الكرام، مرت عليهم من خلال ما نشر بـ «صدى البلد» مرور من لا يسمع ولا يبصر ولا يشاهد المخاطر أو يمنعها للحفاظ على أرواح وسلامة الطلاب.
اليوم وبعد مرور قرابة شهرين، وقعت الكارثة، وحدثت الفاجعة، وتحققت مخاوف أولياء الأمور، بعدما شهدت مدرسة الحوامدية الحديثة بمدينة الحوامدية بمحافظة الجيزة، سقوط سور من أحد الأبراج السكنية المخالف والتي يتم بناؤها بطريقة مخالفة، والذي سقط داخل فناء المدرسة في أول أيام الفصل الدراسي.
سقوط السور داخل فناء المدرسة تسبب في إصابة طالبين، تم تقديم الإسعافات الأولية لأحدهما وخروجه من المستشفى، ونُقل الآخر إلى مستشفى قصر العيني لإصابته بارتجاج في المخ، ونزيف داخلي لم تتمكن مستشفى الحوامدية من وقفه.
مديرية التربية والتعليم بالجيزة، شكلت لجنة على الفور للتحقيق في الواقعة، وتقديم الدعم للطلاب المصابين داخل فناء المدرسة، والتأكد ما إذا كان وجود تقصير من إدارة المدرسة من عدمه، للحفاظ على حياة الطلاب وسلامتهم خلال اليوم الدراسي.
محافظة الجيزة كعادتها التزمت الصمت، ولم يصدر منها بيانات رسمية تجاه تلك الحادثة، وسبب انتشار البناء المخالف وبصورة عشوائية في تلك المنطقة الحيوية من مدينة الحوامدية، والذي يتم بالتعدي على حرم المدرسة الابتدائية الحديثة بالمدينة، وفور وقوع الحادث ألقت قوات الأمن القبض على صاحب البرج السكني والمقاول المكلف بأعمال الإنشاءات في البرج السكني.
وبعد سقوط السور وإصابة طالبين، حتى بدأت نيابة جنوب الجيزة مباشرة التحقيقات والتي بينت أن العقار يتم بناؤه بصورة مخالفة، وأن السور سقط على الطلاب من الدور الثامن بالبرج المخالف.
سقوط السور داخل المدرسة وخلال سير اليوم الدراسي، سبب حالة كبيرة من الفزع عند جميع أولياء الأمور، وفقًا لما وصفته «مني الجمال» إحدى أولياء الأمور، قائلة: «أول ما سمعنا بالخبر كل الناس بقت بتجري ومش عارفه بتعمل ايه وكل واحد بيدور على ولاده علشان يطمن عليهم».
الحادث الذي وقع نتيجة الفساد جعل «الجمال» تشكو حالة الإهمال وانتشار الفساد والمحسوبية داخل مجلس مدينة الحوامدية: «ولادنا اتعرضوا للخطر نتيجة الإهمال والفساد في مجلس المدينة.. واشتكينا كتير من البناء المخالف خلال اليوم الدراسي ومفيش حد اهتم بينا ولا سأل في ولادنا لحد ما وقعت الكارثة».
