الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم رضوان يكتب: جامعة الإسكندرية.. إعادة تأهيل..!

صدى البلد

جامعة الإسكندرية، فصل جديد من فصول الحزن في مدينة الثغر، كانت في يوما ما أعجوبة من الأعاجيب، فأصبحت مجرد مبان قبيحة، خالية من المعنى، قال رئيسها الأول طه حسين خلال حفل تدشينها: "يقال منذ قرون إن مصر هي أم العجائب، وقد أبت مصر هذه الأيام إلا أن تثبت هذا القول وأن تحدث أعجوبة من الأعاجيب وأن تنشئ جامعة فاروق في حين كان الألمان على بعد مسافة قصيرة من الإسكندرية - أثناء الحرب العالمية الثانية - وذلك حين كانت أمور مصر على كف القدر".

وجامعة الإسكندرية ، تأسست عام 1938، باسم جامعة الملك فاروق، وأسَّست الجامعة لاحقًا فرعيْن فى دمنهور ومرسى مطروح، وفروع ضعيفة في دول قريبة، وتخرّج فيها عالم الكيمياء الأول فى القرن الحادى والعشرين أحمد زويل، وتخرج فيها أيضًا الخبير النووى العالمى يحيى المشد، كما تخرج فيها كوكبة عظيمة من العلماء فى كليات الطب والهندسة والعلوم والكليات الأخرى، وثمّة مفكرون واقتصاديون وفلاسفة تخرجوا فى كليات الحقوق والآداب والتجارة والزراعة والفنون الجميلة، كما كانت مشهدا مهما من قوة مصر الناعمة.

إلى أين وصلت الجامعة الآن وهي تحتفل بعيدها الماسي؟

قال الدكتور عصام الكردى رئيس الجامعة ذات يوم ـ بفخر ـ إن جامعة الإسكندرية جاءت فى المركز 151 ضمن أحد التصنيفات العالمية ضمن 200 جامعة حول العالم، أرأيتم هذا هو حال جامعة الإسكندرية، شأنها شأن مؤسسات كثيرة تحتاج إلى إعادة تأهيل وترميم!

ساءني، وكانت - مهزلة كبرى -، أن يؤدي الطلاب اختبارات الفصل الدراسي الأول داخل خيام، أو مخيمات، طارت وانهارت، ولم تقو على مواجهة رياح النوات التي توافقت مع الاختبارات، فهل هناك جامعة محترمة في العالم كله، يؤدي طلابها الإختبارات داخل خيام، وقد حكي لي صديق كيف أن ابنته أصيبت بإلتهاب رئوي حاد جراء البرد القارس الذي هاجمهم داخل الخيام، هذه المهزلة ستتكرر أيضا في نهاية العام، والسبب معروف، ـ البزنس الضخم ـ الذي ينتج عن تأجير مخيمات الاختبارات، واسألوا رئيس الجامعة في ذلك.

الناس تتساءل، لماذا لم يتم بناء مبان خاصة للاختبارات، وتصلح في نفس الوقت لأغراض أخرى، خاصة وأن الجامعة بها متسع من الفضاء، ومن المسئول عن ذلك، خاصة وأن الفكرة مطروحة منذ سنوات طويلة؟

الناس تتساءل، لماذا لا يوجد قاعدة بيانات تربط الجامعة بخريجيها النابهين حول العالم للاستفادة منهم، مع أن هذا لن يكلف شيئا كما أخبرني أحد الأصدقاء، ولكنها العقول المتحجرة التي تسعى للتسلط دوما ، ولا تسمع نصحا أو رأيا مغايرا، على اعتقاد إن "مفيش في البلد غير ها الولد"..!

الناس تتساءل لماذا حصلت الجامعة على "زيرو" في مبادرة الجامعات المصرية التي أطلقها الرئيس عن أفضل بنية أساسية  والناس تتساءل لماذا فتح السيد كردي "بطن الجامعة" بهذا الشكل، وخاصة المجمع النظري، فانتشرت الردميات، والتشوه البصري في كل مكان؟

الناس تتساءل عن أحوال مستشفى الطلبة الجامعي، والذي كان معلما في يوم ما، فأصبح ـ أثرا بعد عين ـ خاليا من الأجهزة الحديثة، والأسرة الكافية، والتخصصات الدقيقة، وعلى المتضرر انتظار الموت؟

الناس تتساءل، عن سبب عدم توفير قاعات للأقسام الوليدة مثل قسم الإعلام بكلية الآداب الذي يتسول طلابه الجلوس هنا أو هناك ويتساءلون أيضا عن سبب اختفاء الكراسي البحثية الممولة من رجال الأعمال؟

الناس تتساءل ، عن أشياء كثيرة تحدث في جامعة الإسكندرية، وأشياء كثيرة كان من المفترض أن تحدث، ولكن للأسف لا يجدون لها إجابات، وقد حكي لي أحد العمداء الذين يحضرون اجتماع مجلس الجامعة كل شهر، عن كم التسلط والرأي الواحد، وعدم مناقشة المشكلات الحقيقية التي تنهض بهذا الصرح الشامخ.

جامعة الإسكندرية للأسف خارج النطاق المكاني والزماني لا يقدم بها ابتكار ولا يرجى منها تطور، طالما حكمتها عقول مغلفة بالروتين الوظيفي، ويكفي أن خريجي كلية الحقوق فيها يفشلون في كتابة لفظ الجلالة صحيحا، وهل هو بالتاء أو الهاء المربوطة!