الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى اغتياله.. كيف ألقى فكر حسن البنا بأتباعه إلى التهلكة

حسن البنا وسط أتباعه
حسن البنا وسط أتباعه

لم يعتقد حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية يوما، أنه سيشرب من نفس كأس الاغتيالات التي دأبت عليها جماعته، وأذاقته للعديد من الشخصيات السياسية والعامة في مصر قبل اغتيال البنا نفسه، كأن أشهرها اغتيال القاضي أحمد الخازندار، والنقراشي باشا.

الجماعة التي ادعت للوهلة الأولى منذ نشأتها بأنها «دعوية»، لكن سرعان ما تحولت لجماعة اغتيالات خلال أربعينيات القرن الماضي، بمباركة زعيمها ومؤسسها «حسن البنا»، الذي تم اغتياله في 12 فبراير 1949 ليذوق من نفس الكأس التي أذاقت منها جماعته العديد من الشخصيات المصرية.


في عشرينيات القرن الماضي، بدأ حسن البناء في تأسيس جماعته على أساس دعوي، في مدينة الاسماعيلية خلال فترة عمله بها، والتي كان يدور فيها التنظيم حول حركة وفكر البنا نفسه، والتي سارت خلال بداياتها في المجال الدعوي حتى تعارضت مصالح تلك الجماعة مع مصالح السياسيين في مصر فبدأت الجماعة تكشف عن وجهها الحقيقي، وتتخلى عن دعويتها وتتجه للجهاد.

بعدها عمل البنا على تشكيل التنظيم السري لجماعة الإخوان، وهو جناح شبه عسكري زعمت الجماعة وقتها ان الغرض منه محاربة الإنجليز، في حين أنه استخدم لاغتيال السياسيين المصريين، حتى بدأت عمليات الاغتيال بقتل أحمد باشا ماهر رئيس وزراء مصر عام 1945، في قاعة البرلمان، ومن بعده القاضي أحمد الخازندار عام 1948، ثم اغتيال رئيس الوزراء محمود باشا فهمي عند ديوان وزارة الداخلية.


وفي 12 فبراير عام 1949 اغتيل حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، تاركا طلابا معتنقين لأفكاره ومبادئه التي سببت العديد من الكوارث لمصر والمصريين من بعده، حتى أدى الصراع بين جماعته والسلطة إلى إحداث تطور كبير، بعد تنامي فكرة الجهاد التي سجلتها كتابات سيد قطب، أحد أعضاء الجماعة ومفكريها المشهورين.

كان قطب التلميذ النجيب لحسن البنا، يؤيد فكرة الجهاد ضد المجتمعات الجاهلية، الغربية منها والإسلامية أيضا، والتي كان يرى أنها بحاجة لأن تشهد تحولا جذريا، حتى كانت كتاباته، وخاصة ما كتبه عام 1964 في كتابه «معالم في الطريق»، مصدر إلهام لمؤسسي العديد من الجماعات الإسلامية الأصولية، بما فيها جماعة الجهاد الإسلامي وتنظيم القاعدة، حتى ترك بعد إعدامه عام 1966 كتبا شاهدة على فكرة الجماعة وإرهابيتها.


شعار الإخوان الذي رفعه أتباع الجماعة، على مدار السنوات: «الله غايتنا والرسول زعيمنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا»، هو الشعار الذي احل به عناصرها الدماء، أقحموا به أنفسهم في السياسة بعد الدين، مقتبسين من فكر البنا ومنهجه في القتل والتخريب دون مراعاة حرمة لوطن أو دين.

رحل البنا ورحل الرعيل الأول لجماعته، مخلفا أفكارا لم ترحم دولة ولا دينا، دعوة اتخذت ستارا للقتل والتخريب، وجدت من ينتمي لها ويرتمي في أحضانها، لما تقدمه من أموال وما تمارسه من غسيل ذهني للشباب، ومن خلال عناصرها المنتشرين في الأقاليم والمحافظات، حتى ألقت تلك الأفكار بالعديد من الشباب إلى التهلكة، حتى عملت الدولة على تصحيح مسارها بحظر تلك الجماعة وتصنيفها كجماعة إرهابية لما سببته من قتل وتخريب.