الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد 40 عاما على ثورة الخميني.. إيران تبكي على الأطلال

الخميني
الخميني

أربعون عاما مرت على ثورة آية الله روح الله الخميني، وسقوط نظام الشاه محمد رضا بهلوي، وتحول إيران من نظام ملكي إلى جمهورية؛ رفعت من الدين شعارًا واتخذت التطرف والإرهاب سلاحًا لترويح أعدائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.

الثورة التي سماها الخميني بـ"الإسلامية" عند رجوعه من المنفى في فرنسا، ليتسلم منصبًا جديدًا لم تشهده البلاد من قبل، "المرشد الأعلى" ليكون بذلك أقوى شخص في البلاد، وتلك الثورة غيرت خريطة الشرق الأوسط للأبد، ولا تزال أثارها مستمرة حتى الآن.

مجلة "إيكونوميست" البريطانية نشرت تقريرًا بعنوان "أربعون عاما مرت على ثورة الخميني.. وإيران لا تزال تعيش في الماضي"، استعرضت فيه صورًا مختلفة من الثورة الإيرانية بداية من وصول الخميني وسقوط نظام الشاه بعد احتجاجات عارمة ضد نظامه، مشيرةً إلى أن مساعدي الخميني كانوا حريصين على عودته من المنفى في باريس ليملأ الفراغ في السلطة، إلا أن حكومة الشاه حالت دون ذلك وهددت بإسقاط طائرة الخميني.

وتقول المجلة إن الطائرة هبطت في النهاية في العاصمة طهران، وسرعان ما خرج الخميني ونزل على درجات سلمها، حيث ساعده مضيف في سلاح الجو، واستقبله أكبر حشد في التاريخ، وكان ذلك في فبراير 1979، وبعد 10 أيام من العنف استقالت الحكومة التي تركها الشاه، وتركت الشاه للثوريين.

وأكدت المجلة البريطانية أن إيران دولة ديكتاتورية تزعم أمام العالم أنها ديمقراطية، فلا يزال الملالي يحكمون هناك دون انتخاب متمتعين بالسلطة الفعلية، ورغم ذلك فلقد زادت نسبة الطلاب الذين دخلوا الجامعات، وتحسنت الخدمات للفقراء، وأصبح الاقتصاد أكثر تنوعا، إلا أن إيران في المجالات الأخرى أصبحت في حالة سيئة.

وأشارت المجلة إلى أن الخميني وأتباعه المتطرفين اتخذوا قرارات- في الأشهر التي تلت الثورة- أضرت بالبلاد بشكل مأساوي، بيد أن إيران لم تصبح قوة عظمى في الوقت الراهن كما كانوا يأملون، وهي تشهد أقل أوقاتها ازدهارًا، فضلًا عن أن عدائها المستمر مع الولايات المتحدة والعقوبات المفروضة عليها والحصار الاقتصادي الذي تعانيه، أدخلها في أزمة اقتصادية طاحنة.

ولفتت المجلة إلى أن بعض الملالي إبان الثورة شعروا بالخوف من خلط الدين بالسياسة، أشهرهم كان المرجعية العظمى آية الله محمد كاظم شريعة مداري، وهو الذي منح الخميني لقب آية الله عام 1963؛ لمنع الشاه من تنفيذ حكم الإعدام عليه، لكنه عاد شجب التطرف الجديد في النظام، ورفض ولاية الفقيه، إلى أن انتهى به المطاف تحت الإقامة الجبرية.

وبالفعل تحولت مخاوف مداري إلى حقيقة، إذ أن الخميني حرَّف الإسلام لخدمه أفعالة لدرجة أنه قال بشكل صريح أن المسئولين يمكنهم تجاوز النص القرآني طالما كان ذلك يخدم الإسلام، ناهيك عن أنه حينما اختار خليفة له؛ تعمد التخلي عن مبادئ ولاية الفقيه التي تنص على أن يكون الخليفة هو الأعلم بين العلماء، وعندما طالب آية الله حسين علي منتظري بحريات أوسع، تخلى عنه الخميني، واختار الرئيس السابق علي خامنئي، الذي يحظى الآن بمنصب المرشد الأعلى.

وبحسب "إيكونوميست"، فإن الرأي العام فقد حماسه للثورة منذ وقت طويل، وهناك الآن ما يزيد على 150 ألف متعلم إيراني يغادرون بلدهم في كل عام، وهو أعلى رقم في العالم من ناحية تجفيف العقول، ولم يعد الشباب يرتادون المساجد بالوتيرة التي كان يقوم بها آباؤهم ذاتها.