الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وائل عبد العزيز سيد يكتب.. لو بص كل مسئول حكومى فى المراية؟!

صدى البلد

"لو بصينا ف المراية .. تبقى دى البداية" هى حملة التوعية التى ترعاها هيئة الرقابة الإدارية فى الفترة الأخيرة، والتى اختارت لها شعارًا يمثل الواقع، وهو أن يبدأ المرء بنفسه وينظر فى مرآته بحثًا عن عيوبه وتقصيره فى واجبه قبل أن يُطالب المجتمع بالتغيير والمرأة هنا هى ضمير كل واحد منا فالفرد بطبيعة الحال هو وحدة قياس المجتمع، إن صلح الفرد صلح المجتمع كله.. وكان تأثير هذه الحملة الدعائية كبير ولمس مرارة الواقع الذى نعيشه وخاصة انها تعرضت على الفساد الناتج من التربح من الوظيفة العامة أو سرقة المال العام مثل سرقة التيار الكهربائى.

لكن الفساد فى الجهاز الإدارى للدولة وإهدار المال العام قد يكون تأثيره أكبر فى جمود فكر المسئول أو القيادة الموجودة فى القطاع الحكومى ... فالتربح واستغلال النفوذ ...صور مباشرة للفساد ومعروفة للجميع.

فقد يكون هناك مسئولون يشهد لهم بالنزاهة والكفاءة التنفيذية فى مهام العمل .... ولكن أداءه فى إدارة الجهة وفى ممارسة الوظائف المكلف بها تؤدى إلى إهدار للطاقات الإبداعية والموارد المتاحة له بسبب عدم تقبله للتطوير والفكر الآخر.

فأغلب القيادات فى المجتمع العربى والمصرى بصفة خاصة لا يرى سوى نفسه فقط .. ولديه قناعة أن كل قراراته صحيحة وأن الآخر لا يمثل له شىء وهو دائمًا على صواب كأنه نبى مُرسل من الله ويوحى إليه فى كل أعماله ويرى فى نفسه أنه لديه كل القدرات والمهارات التى يرى بها الأمور ولا يحترم فكر ووجهة نظر الآخرين.

وهذه النماذج الموجودة بيننا بكثرة لا تقبل التغيير والتطوير إلا لو تم فرضه عليه من قيادات أعلى منه ولذلك فأنه دائمًا غير قادر على اتخاذ القرارات المناسبة التى تلائم ظروف وبيئة العمل الموجودة والنتيجة الحتمية لكل ذلك هو تراكم مشكلات العمل وعدم استخدام الموارد المادية والبشرية المتاحة الاستخدام الأمثل.

وهذا هو العامل الأساسى الخفى وراء سوء الخدمات الحكومية المقدمة فى جهات كثيرة وإهدار المال العام واحباط كل محاولات الابتكار والإبداع التى تؤدى إلى إنجاز العمل بشكل أفضل واستخدام الموارد المتاحة بكفاءة وفاعلية.

فيجب على كل مسئول عام (يبص فى المراية) ومراية الفرد هو ضميره ومراية المسئول هى مشكلات ومعوقات العمل والموارد المتاحة فى الجهة المسئول عنها لإنجاز العمل المكلف به ... فلا يكفى سيادة المسئول أن تتمتع بالنزاهة الشخصية والمهارات الفنية فى عملك وهذا كان يكفى فى حالة كونك موظف مسئول عن عملك فقط ولكن مادمت أصبحت مسئول.

(فكل راع مسئول عن رعيته) فحجم المسئولية أكبر أمام الله والمجتمع ... فلابد أن يكون المسئول على دراية بمشاكل ومعوقات العمل ويترك مجال للآخر أن يعرض رأيه ووجهة نظره فى معالجة الأمور .. وعلى كل قيادة مسئولة لابد أن يتولد لديها قناعة داخلية بأن قدرته ومهاراته لا تكفى بمفردها ... لرؤية ومعالجة كل الأمور...!!

ولذلك يجب على المسئولين منح الثقة للآخرين بعد التأكد من إمكاناتهم وقدراتهم للقيام بالمهام المختلفة (( ثق بالآخرين وسوف تجدهم مخلصين لك )) وعدم التدخل فى كل أمور وتفاصيل العمل بشكل يعطى إيحاء بعدم الثقة لأنه هذا يخلق شعور بالضيق وعدم الارتياح ولابد من إعطاء المرؤوسين بحسب مواقعهم الموارد والمساحة الكافية للإبداع فى إنجاز الأعمال ....لكى تتحقق الأهداف المرجوة.

وكما قال الرئيس فى أحد الاجتماعات مع المسئولين بالإسكندرية بشأن نقده للفئة من المواطنين التى تقوم بالبناء بصفة عشوائية وغير رسمية ثم يطالبون الحكومة بتوفيق الأوضاع ((إن الحق حق ولو لم يتبعه أحد وإن الباطل باطل وإن أتبعه الجميع)).

فيجب أيضًا هنا على كل مسئول أن يراقب الأعمال التى تخص الجهة المسئول عنها لأنه هناك ممارسات فاسدة تتكرر بشكل متكرر مما أعطاها الشرعية الباطلة، فلابد أن يتم النظر فيها ومراجعتها حفاظا على المال العام والقضاء على التربح من الوظيفة العامة باستغلال المنصب العام ومن واجب المواطن أن يكون إيجابيًا فى تصديه للفساد وإبلاغ الجهات الرقابية.

((فلو بص كل مسئول حكومى فى المراية ... تبقى دى البداية الحقيقية للإصلاح فى الجهاز الإدارى للدولة)).