الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة تولي الخديو إسماعيل حكم مصر بعد حادثة قطار قضت على ولي العهد

الخديو إسماعيل
الخديو إسماعيل

"رب صدفة خير من ألف ميعاد".. هذا المثل انطبق على الطريقة التي تولى بها الخديو إسماعيل حكم مصر، فلم يكن إسماعيل يحلم بالوصول إلى سدة الحكم بهذه السرعة التي رتبها له القدر.

في عام 1858 أقام والي مصر محمد سعيد باشا حفلة بالإسكندرية، ودعا إليها الأمراء من أسرة محمد علي فذهبوا جميعًا إلا إسماعيل باشا لأنه كان مريضًا.

وبعد انتهاء الحفلة عاد الأميران أحمد باشا رفعت، وهو أكبر أبناء إبراهيم باشا ابن محمد علي وولي العهد، ومعه الأمير حليم بقطار خاص إلى القاهرة وتصادف عند وصول القطار إلى كوبرى كفر الزيات أن الكوبرى كان مفتوحًا لمرور السفن، فسقط القطار فى النيل وغرق كل من فيه إلا الأمير عبد الحليم باشا.

تمكن الأمير حليم من النجاة ولكن الأمير أحمد باشا رفعت كان بدينًا فلم يستطع الوثوب من النافذة فمات غرقًا وبموته أصبح إسماعيل وليًا للعهد.

بهذه الحادثة، تولى إسماعيل الحكم في 18 يناير 1863، بعد وفاة محمد سعيد باشا، سار على خطى جده محمد علي، حاول التخلص تدريجيًا من معاهدة لندن التي قيدت جده، استطاع بنزعته الاستقلالية التخلص من قيود الدولة العثمانية، باستثناء الجزية السنوية، وعقد المعاهدات السياسية الدولية.

في عهده تمت بعض الإصلاحات، فجرى افتتاح جلسات مجلس شورى النواب في عام 1866، والانتهاء من حفر قناة السويس وإقامة حفلاتها، كما تمت بعض الإصلاحات الإدارية، والقضائية والاقتصادية.

في حياة الخديو إسماعيل جريمة اغتيال لوزير المالية إسماعيل صديق الشهير بـ "إسماعيل المفتش"، وهو أخوه من الرضاعة، تقول الرواية غير الرسمية، إن الخديو إسماعيل ضاق ذرعًا من معارضة إسماعيل المفتش لسياسات الخديو بشأن التدخل الأجنبي، فأقاله الخديو من نظارة المالية.

وتحدثت مصادر تاريخية بأن الخديو زار المفتش في منزله صباح يوم جمعة، واصطحبه إلى مقره بالجزيرة (فندق ماريوت الآن)، وهناك حُبس المفتش حتى آخر النهار ثم حُمل إلي سفينة منفيًا إلى دنقلة، وقبل حلوان قُتل بإلقائه في مياه النيل، ولم يعرف له جثة أو قبر حتى الآن.

لكن الرواية الرسمية تقول إن المفتش وصل منفيًا إلى بلدة دنقلة شمال السودان، ومات هناك من شدة السكر، وفقًا لشهادة وفاة حررها طبيب إيطالي.

وتحت ضغط دولي على السلطان العثماني، بالإضافة إلى الأطماع الاستعمارية لكل من إنجلترا وفرنسا في مصر وتحت ضغط كل من قنصلي إنجلترا وفرنسا على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني أصدر فرمانًا بعزل الخديو إسماعيل في 26 يونيو 1879م.

توفي إسماعيل في عام 1895 قبل أن يقوم بمجموعة من الإصلاحات العمرانية التي لا زالت حاضرة حتى الآن، وهي قناة السويس، قصر عابدين، دار الأوبرا، كوبري قصر النيل، استخدام البرق والبريد وتطوير السكك الحديدية.