الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسامة علي يكتب: حسناء التعليم.. عيدة أحمد

صدى البلد

يميز المستيقظ مبكرا ذهابا لعمله فئات عدة من الأطفال خططت الأقدار لهم حياتهم فى سن مبكرة على قدر الشدائد ومقتضيات الأمور، فهذا المدلل يذهب بسيارة أبيه الفارهة لمدرسته الأجنبية، وذاك ميسور الحال ترافقه أستاذته فى باص المدرسة، أما الطفل الذى يكافح أبوه من أجل تعليمه، تتكفل والدته بإيصاله لمكان تعليمه يوميا حتى يشتد عضده.

ثلاث فئات أخرى من الأطفال تستحق الرعاية المجتمعية بعناية؛ الأولى تلك التى تتسرب ليس باستمرار من التعلم مرغمة لتعمل لفترة ثم تعود لتكمل دراستها قبيل الامتحانات النصفية والنهائية، وقد فاتها ما فاتها، وتلك الفئة خصيصا تصبح مستقبلا من الناجحين لأنها تشبعت بالخبرة الكافية لسوق العمل وأيقنت أنه بعد العسر يسرا.

الفئة الثانية من الثلاث الأخرى، تلك التى تقاتل عادات وتقاليد وظروفا اجتماعية طاحنة لا يتحملها إلا من أنعم الله عليه بنعمة الصبر والجلد، وذلك فى سبيل التعلم تتلخص هذه الفئة فى قصة الحسناء الصعيدية بنت الأقصر عيدة محمود أحمد_التى عجبت من جرأتها_ بدأت عيدة حديثها مع الإعلامية منى الشاذلى بالسلام على من حضر مختصرة قصتها فى أن والدها رفض ذهابها للتعليم لرعاية الغنم برفقة أخيها، ولكنها لم تيأس وذهبت للمدرسات للتوسط لها عند أبيها، وبالفعل حدث ما كانت تصبو إليه ووافق، ولكنه كان يجبرها على الدراسة غير المنتظمة فتارة تذهب وتارة أخرى يجبرها على الغياب لرعاية الغنم، فما كان منها إلا أن تتحجج بمرضها وتنام، وعندما يذهب أبوها ساعيا وراء رزقه كانت تخرج إلى مدرستها وتعود قبل رجوع أبيها، ثم قررت فى النهاية أن تتخلص من المعضلة "الغنم" التى تقف حائلا دون حلمها، وأجبرت أباها على أن يرجعها لصاحبها لأنها كانت بنظام المشاركة المعروف لدى الفلاحين.

الفئة الأخيرة من الأطفال، حدث ولا حرج، لقد خالف المجتمع - بداية من الأسرة وحتى الوزارات المعنية - فيهم كل الأديان السماوية والمواثيق الدولية، وتنقسم إلى شرائح لا حصر لها، منها "صبيان المعلمين" تلك التى اختطفها سوق العمل بمختلف أنواعه، وتتجرع هذه الشريحة كل ألوان الإهانة من "المعلم المكبوت"، وشريحة أخرى "المشردة" اختارت محبطة أسفل الكبارى ومقالب القمامة مسكنها، وهناك شريحة أشدهم خطورة قررت تحارب الباطل بالباطل وهى التى أتقنت وقفة "النواصى" وتربت بين "دواليب" المخدرات، ظلمناها صغارا وبالقيود سلسلناها كبارا.