الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحب على الطريقة السورية


يحكى ويقال إن الألمان بعد انتهاء الحربين العالميتين أصبح شعبا جامد المشاعر متحجر العواطف وأصبح مفهوم الحب عنده فقط رغبة فى البقاء على ظهر الدنيا إن صح تعبير ظهرها هذا . ويقال ايضا ان القائمين على محاولة اعادة المانيا الى الحياة والانتاج والعمل والبقاء بقوة فى قلب أوروبا والحفاظ على ما تبقى من كبرياء الألمان واعتزازهم بألمانيتهم ، وجدوا أن الطريقة المثلى تبدأ من المرأة وإعادة قلبها لينبض مرة اخرى بالحب ، سواء كانت فتاة او ام او زوجة او حتى مسنة قاربت على مفارقة الحياة . 

وبالفعل بدأت الماكينة الالمانية عملها ونثرت ورود الحب بين الالمان وعملت وسائل الاعلام على احياء المشاعر من جديد واعطاء دفعة الحب الى الروح المتعبة التى قتلتها قسوة الحروب وارهقتها صواريخ وقنابل الاعداء . وبسرعة فائقة اثمرت التجربة واصبحت الاسرة الالمانية نموذجا قابلا للتحدى واصبحت معانى الحب المتمثلة فى الحب الاعظم وهو حب الوطن هى من تدفع بكل المانى الى العودة للحياة العملية والعلمية ، وعلى نفس النهج سرت شرايين حب كل شىء تنبض وتعمل وتصل بالمانيا الى ماهى عليه الان والى ماهو متوقع لها غدا بأن تصبح من القوى المهيمنة على العالم مستقبلا أسوة بالقادمين الجدد كاليابان والصين .

اذن هو الحب الذى يعطى للحياة لون وطعم يجعل منها هدفا وقيمة يسعد بها من يحيون فيها ، على عكس النهج تماما صار تعامل مواطن سورى مع حبيبته بأن اهداها قنبلة فى عيد الحب وبغض النظر عن تفاصيل الحدث ونتائجه الا اننا امام مفارقة غريبة وعجيبة فالالمان خرجوا من تجربتهم القاسية بمغزى واحد وهو بحبهم تعاد بلادهم وتحيا وتستمر .. بينما المواطن العربى خرج بتجربة ان الحرب مستمرة وان من لايتفق معه ولايرضى به فمصيره التفجير والانفجار . 

المفارقة تجعلنا نطلب من علماء الاجتماع والنفس وكل علماء البشرية ان يفسروا لنا مالذى لم يجعل ردة الفعل السورية موازية للردة الالمانية ؟ وايضا هل ويلات السوريين اقسى واكثر مما عانه الالمان؟ وهل قوة تحمل السورى اقل بكثير من الالمانى ؟ وهل للدين دور فى طبيعة رد العربى والغربى ؟ والسؤال ايضا ماذا حدث فى غياهب السنوات الثمانى التى تمثل فيها الصراع السورى اسفر عن كل هذا الكم من الحزن وردة فعل يعجز عن فهمها كل المفسرين ؟ الحب على الطريقة الالمانية افرز ماكينة تعمل ليل نهار وشعب لايلتفت الا لصوت المصانع وسماء الانجازات؛ بينما الحب على الطريقة السورية اقتطع جزءا كبيرا من شرايين المحبة وجعل بعض من ابناء سوريا يختصرون معنى الحب اما ان تكون لى وأما الفناء والنهاية.. عذرا ايها الحب فقد ظلموك بالضاد و صانوك بالالفا بيتكال ...

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط