الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحدى الفقر من أجل النجاح.. قصة كفاح حامد من محو الأمية للكلية

صدى البلد

تحدى ظروفه والعادات وتجاهل الانتقادات والسخرية وأصر على التعليم رغم وصوله إلى سن الـ١٩ دون تعليم، حامد عبد الحفيظ من قرية طهواى بمركز أشمون بمحافظة المنوفية، أحد المتحررين من الأمية والحاصل على ليسانس تربية قسم لغة إنجليزية بتقدير جيد.

وقال حامد عبد الحفيظ، لـ"صدى البلد"، إنه حرم من التعليم ولم يلتحق بالدراسة بسبب ظروفهم الأسرية وحالتهم المادية التي أعاقت أن يتعلم ويلتحق بالدراسة مثل أشقائه وكان يعمل ليساعد والده في مواجهة أعباء الحياة وفقط اكتفى أن يلتحق بـ"الكتاب" وحفظ أجزاءً من القرآن.

وأضاف أنه أصر في سن الـ ١٩ على الالتحاق بمحو الأمية رغم محاولات الإحباط من العائلة والأصدقاء ومحاولات الاستهزاء، إلا أنه التحق وخاض امتحان محو الأمية وأكمل تعليمه بالصف الأول الإعدادى، ولكن واجهته صعوبات، حيث حصل على درجات متدنية ورسب في أول عام دراسي له، ولكنه أصر وتظلم من الدرجات وحصل بالفعل علي درجات عالية وأكمل حتى انتهى من الشهادة الإعدادية والتحق بالثانوية العامة رغم محاولات النصح بالالتحاق بالتعليم المتوسط والاكتفاء بالدبلوم، ولكنه رفض وأكمل تعليمه وحصل على ٩٧ درجة ونصف الدرجة فى الصف الثالث الثانوي والتحق بكلية التربية في عمر ٢٤ عاما.

وأكد أنه في أول يوم في الكلية قام بشرح مادة اللغة اللاتينية لأصدقائه وذاع صيته في الكلية، إلا أنه فوجئ قبل ٢٥ يوما من امتحاناته أنه ممنوع من دخول الامتحانات لكبر سنه، مشيرا إلى أنه تقدم بالعديد من الشكاوى ووصل إلى رئاسة الجمهورية وقابل مستشار الرئيس لعرض شكواه ولكنه قوبل بالرفض وعدم دخوله.

وقال إنه لم يستسلم ورفع قضية بالقضاء الإدارى وكسب القضية وعاد وخاض الامتحانات والتحق بالجيش وحصل على ليسانس تربية قسم لغة إنجليزية بتقدير جيد في عمر ٣١ عاما.

وأضاف أنه عمل مدرسا بمدرسة خاصة بالقاهرة لغة إنجليزية ورفضت الدولة تعيينه لكبر سنه وتخطى سن الثلاثين، ولكنه قام بعمل خاص بعد أن تدرج في شركة عالمية للمياه الغازية وافتتح عمله الخاص في مجال الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية.

ولفت إلى أنه تزوج وأنجب أطفالا حرص على تعليمهم حتى أصبحت ابنته من الأوائل وحافظة للقرآن، موضحا أنه لم يستسلم وأصبح من سخرية الجميع إلى مثال للجميع وقدوة.

وطالب بأن يكون هناك قوانين تضمن تعيين المتحررين من الأمية والحاصلين على مؤهلات عليا في وظائف بالدولة لتشجيع الكثيرين على محو أميتهم لأنه بعد محو أميتهم تكون أعمارهم تعدت الـ٣٠ ويكونوا محرومين من الوظائف الحكومية رغم تعبهم الشديد والصعوبات للتحرر من الأمية.