الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسامة الأزهري: المواطن يتعرض لـ 3 أمواج من الشكوك في وطنه وذاته.. نثق في مؤسساتنا ولا يعني أنها لا تخطئ.. ونثق في تاريخنا ولا يعني عدم نقده.. وهناك محاولات ماكرة لهدم الإنسان المصري من داخله

صدى البلد

  • الأزهري: نثق في أنفسنا بدون غرور أو تكبر
  • الأزهري لكل مصري: إياك أن تحبط أو تيأس و قف على قدميك
  • أسامة الأزهري يوجه رسائل هامة لكل مواطن على أرض مصر لاستعادة الثقة في الذات


تحدث الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية وكيل اللجنة الدينية بالبرلمان، خطيب مسجد الفتاح العليم، خلال خطبة الجمعة أمس حول "إعادة الثقة في الذات".

وقال الأزهري، إن من وظائف الأنبياء في أوقات الشدائد أن يضحوا في القلوب الناس جرعة عالية من الثقة واليقين، فتزيح عن الإنسان كل ظلمات الحيرة والإحباط والتشكك، ليستعيد الانسان ثقته في ذاته، مما هو نابع من يقينه في ربه جل جلاله، مستشهدا بقصة سيدنا موسى عيه السلام "فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون"، وذلك لما نزل في قلوب بني إسرائيل من الخوف والرهبة من لحاق فرعون بهم، فضخ سيدنا موسى في أنفسهم حالا ربانيا شريفا من اليقين في بناء الثقة من جديد فقال "كلا إن معي ربي سيهدين"، وقال تعالى في وصف حال يعقوب ونصيحته لأبنائه "يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"، ومن سيدنا موسى لسيدنا يعقوب لسيدنا محمد، فلقد وقف الجناب النبوي المعظم ومعه أبو بكر الصديق واشتد الخطب في وقت عصيب، فنزل في جنان الصديق من الخوف والوجل ما نزل، فأراد له الجناب النبوي أن يمتلأ جنانه ثقة ويقينا، لأن المألوف في الانسان أنه لو احبط أو تشكك فإنه يدخل في نفق مظلم من فقدان الثقة في الذات وفي إمكان صناعة أي نجاح، وقد بعث الأنبياء لإزالة تلك العلل النفسية، فإذا بسيدنا محمد صلوات الله وتسليماته عليه يقول لأبي بكر الصديق" لا تحزن إن الله معنا".

وأوضح مستشار الرئيس أن أي أمة من الأمم لا يمكن أن تبني المؤسسات ولن تجد لها موضعا بين الأمم إلا إذا ملأت قلوب مواطنيها بحالة من الثقة في الذات والمؤسسات وفي الوطن، وذلك بأكمله ينبع من قيمة عليا من الثقة في المولى جل جلاله، فالولايات المتحدة منذ 3 قرون تقريبا قد جعلت شعارها الأول المطبوع على الدولار – نحن نثق بالله – ليتبين أن أي أمة من الأمة لها قيمة مركزية يستمد المواطن منها يقينًا عظيما ينعكس على ثقته في ذاته وثقته في مقدرته على أنه يصنع نجاحا.

وأضاف أن الأمم والحضارات بأكملها تحتفل بأعيادها الوطنية والقومية وبانتصاراتها وأمجادها لتضخ في وجدان كل مواطن حي على أرض وطنه، أن وطنه عظيم، يفختر به، ويثق فيه ولا يفقد ثقته في ذاته ولا وطنه ولا مؤسساته أبدا.

وتابع: "قبل 40 سنة بعد أن تجلى الله على أرض الكنانة بالنصر المبين في حرب أكتوبر ومنذ اليوم أريد لمصر أن تدخل في مسار طويل يغرس في نفس كل مواطن مصري شكوكا في بلده ومؤسساته عبر أمواج متتالية، بدأت الموجة الأولى بأن يتشكك الإنسان في مؤسسات وطنه واستغلت في هذا تيارات مغلوطة شككت في قيمة الوطن وشاعت بين الناس اهتزاز ثقة الإنسان في مؤسسات وطنه ولم يزل هذا المسار يتبلور حتى وصل لذروته بأن يتشكك المصري بقوة في مؤسسات وطنه، وعلى الأخص من ذلك 4 مؤسسات بأن يفقد ثقته في مؤسسة الشرطة ، ثم مؤسسة القوات المسلحة، ثم فقدان الثقة في القضاء، ثم فقدان الثقة في مؤسسة الأزهر الشريف، وقد استغلوا خطأ أفراد هنا أو هناك ولا تخلو مؤسسة من أخطاء، وتتسارع هذه الوتيرة بغرض أن تمتلأ نفس المصري بشك عميق في مؤسسات بلده".

واستطرد: "وانطلقت الموجة الثانية من التشكك في تاريخه المشرف، فإذا بحمله تهدم رمز مثل الشيخ الشعراوي، وحملة تهدم رمزا مثل أحمد عرابي، وحملة تشكك المصري في انتصار أكتوبر، وحملة تشكك في رمز مثل القائد صلاح الدين الأيوبي، وحملة أخرى أن المصري لم يبن الهرم بل بنته كائنات فضائية، في أمواج متتالية لفقدان الثقة في مؤسسات بلده ثم تاريخه".

وقال إن هناك فارقا كبيرا بين نقد التاريخ ونقد الرموز، مما هو واجب على كل صاحب عقل حر لنستفيد من التجارب ولا نكرر أخطاءها، وبين إهانة الرموز والتاريخ، وبعد فقدان المصري ثقته في مؤسساته وتاريخه وجدوا أنه ربما يظل قادرا على صناعة نجاحه لأنه يظل واثقا في ذاته، فانطلقت الموجة الثالثة التي تملأ المصري إحباطا وكآبة حتى يغلب على ظنه أنه لن يستطيع أن يجتاز أمة أو يبني وطنا، مؤكدا أن هناك التفافا ماكرا على يقين الإنسان المصري ورسوخه وثقته محاولة ماكرة لهدم الإنسان المصري من داخله.

وتوجه بالنداء لكل مواطن قائلا: "ثق في نفسك وفي تاريخك وفي مؤسسات وطنك، أيها المواطن المصري لا تحزن حيث أذكرك بقول موسى "كلا إن معي ربنا سيهدين"، وأوجه نداء امتنان لكل أم مصرية كريمة ربما رجع إليها ابنها في يوم من الأيام كئيبا محبطا فكانت تملأ قلبه يقينا في ربه وفي ذاته، فإذا بِنَا تربينا على يد أمهاتنا التي تملأ قلوبنا ثقة ويقينا في النجاح".

وأضاف: "ثم إلى المواطن الكريم على أرض العراق لا تفقد ثقتك في ذاتك ويمكن أن تعيد بناء وطنك، وإلى المواطن اليمني يمكنك أن تعيد بناء وطنك، وإلى كل أبناء ليبيا: ثق في ذاتك وقف على قدميك وامتلأ يقينا في مقدرتك على النجاح وطهر بلدك من الإرهاب وأعد تعمير وطنك وشعب مصر العظيم في ظهرك، وإلى السودان وسوريا والجزائر والمغرب وموريتانيا ، نداء حار من أرض مصر ثقوا في التاريخ المشرف لبلادكم، إن الثقة في الذات متفرعة عن امتلاء قلب الإنسان يقينا في ربه وكلما امتلأ قلب الإنسان يقينا أشرقت أنوار اليقين في الجنان والفؤاد فانعكست على الإنسان ثقة في ذاته ومقدرته ومعالجة لهمومه ومشكلاته".

وتابع: "إياك أن تحبط أو تيأس أو تغرق في نفق مظلم من الشكوك أعد بناء الذات قف على قدميك كن صاحب قامة مرتفعة، سنعيد بناء أوطاننا ومؤسساتنا وسندفع عنها".