الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب البراهمي تكتب: التعديل الدستوري.. لماذا ؟

صدى البلد


وضعت الدساتير للسير على ما جاء بها من قوانين ويتم الموافقة عليها من مجلس النواب ثم تطرح للاستفتاء للموافقة من الشعب . ومواد الدستور وضعت لصالح الدولة والشعب .
و أنا مع التعديل ...لأننا

أنا عن نفسي مع التعديلات الدستورية . ليس من أجل مكافحة الإرهاب . فكل إنسان مصري رئيس أو مرؤوس سوف يحارب الإرهاب ولن يسمح بتواجده .

ولكن لسببين مختلفين :-
السبب الأول أننا كمصريين تعودنا علي الأنا العالية , وعلي حب الذات وعلي محاولة الوجود بطمس دور من قبلنا والقضاء علي منجزاته . سواء كان قضاء فعليا بتغيير ما قام به , أو تغيير بالإهمال المتعمد , أو الاكتفاء بتغيير الاسم . وذلك وضح جليا ولن أذهب بعيدا . سأتحدث عن الماضي القريب جامعة فؤاد الأول و هي ثاني أقدم الجامعات المصرية والثالثة عربيًا بعد جامعة الأزهر وجامعة القرويين تم تغيير أسمها إلي جامعة القاهرة بعد ثورة يوليو . 

ولو تم الاحتفاظ بالاسم لكان أفضل ليدل علي وقت نشأتها ولن يغير من الثورة شيئا .وليس معنى كلامي أنني مع الملكية . 

ثم تولي الرئيس جمال عبد الناصر وقام بالبدء في إنشاء مدينة ناصر ستاد ناصر ومصنع ناصر للسيارات . وعندما جاء الرئيس السادات أصبحت أسمها مدينة نصر واستاد القاهرة ,و تم إهمال مصنع النصر للسيارات . 

ثم جاء الرئيس أنور السادات وبعد حرب أكتوبر قرر البدء في إنشاء مدينة العبور ومدينة السادس من أكتوبر ومدينة العاشر من رمضان ومدينة السادات . ولم يمهله القدر. 

وجاء الرئيس مبارك وجعل مدينة السادات مدينة للأشباح والغربان والطيور وأوقف أي عمل بها لأنها تحمل اسم السادات . اختفت أغنية عاش اللي قال التي غناها عبد الحليم حافظ . ولم نسمع أو نشاهد في كل عيد 6 أكتوبر غير أول طلعة جوية فتحت باب الحرية بقيادة حسني مبارك وكأنه أنتصر بمفرده .و أصبح كل ما هو منشأ جديد يحمل أسم حسني مبارك .

لا أنكر أيضا أن الإعلام المصري به بعض النفاق حيث يكون كل تركيزه مع الرئيس الموجود . ربما لكسب ود أو لدرء عقاب متوقع , وأن بعض المسئولين يعتقدون أن بقاءهم في السلطة بالإطراء علي رئيس الدولة وتفخيمه وتعظيمه من المحافظين وغيرهم فيتم تغيير أسماء الشوارع والمدارس وغير ذلك باسم الرئيس .
.
و لو كنا كشعب يحمل قدر من العدل ما كنا علي كافة المستويات إما التقليل بمن كان سابقا . وذلك يظهر جليا حتي في المستويات الأقل كالمحافظين والوزراء ورؤساء المدن وحتي مديري المسنتشفيات أو الجامعات أو المدارس .
فكلما قام محافظ او رئيس مجلس مدينة بتطوير محافظته يأتي من بعده ويمحو ما فعله أو يهمله من أجل أن ينشئ مجدا لشخصه هو وكذلك في كافة المستويات القيادية إلا القليل منهم والذي لا يهتم بمثل تلك الأمور ويقوم بالدور المنوط به .
وأنا أريد أن يستمر الرئيس . لا أريد أن يأتي آخر فيعطل مسيرة البناء والتشييد , والمصانع التي تم إنشاؤها والمشاريع العملاقة التي سوف تأتي ثمارها .
لا أريد أن يأتي شخص فيغدق علي الشعب الذي يطالب فقط بالطعام ويوقف البناء وبعد بضع أعوام نجد أنفسنا أو أولادنا يجدون أنفسهم في مجاعة حقيقية وفي بطالة دائمة , وتدمير لكل مستقبل .
أقول ذلك لأننا لسنا مثل الدول المتقدمة والتي هي دول مؤسسات وخطط مدروسة يسير عليها كل رئيس ليكمل ما فعله سابقه . فطالما الرئيس يقوم بعمله علي أكمل وجه , ولا يدخر جهدا من أجل بلده وشعبه .فليستمر ولو بتعديل الدستور , فالدستور ليس قرآنا ولا سنة عن نبينا صلي الله عليه وسلم .
ولكن هو مواد ونصوص أتفق عليها من وضعوها قابلة للتغيير كلما ظهرت الحاجة إلي ذلك , و أري أنه عندما يتم تغييرها يكون من أجل المصلحة العامة للوطن وللمواطنين ,و في أي وقت كان .
السبب الثاني :-
أن المرأة ستحصل علي 25% من مقاعد مجلس النواب . وذلك ليس تحيزا مني للمرأة . ولكن لأن المرأة حقيقة تجد محاربة في الوصول , صحيح وأعترف أن أغلب النساء اللاتي يتقدمن للترشح لا تستحق أن تمثل الشعب ولا لديها الإمكانيات التي تؤهلها لذلك المقعد .
ولكن ليس من أجل ذلك تتم محاربتها لأن كثير من الرجال أيضا الذين يسعون لنفس المنصب لا يملكون كذلك الإمكانيات المؤهلة , وللأسف أن الشعب المصري تعود علي أن تلك المقاعد والتي هي إنتخابية بالأساس , والمرشحون كذلك يعتقدون أنهم ورثوها عن أجدادهم , ويتحدثون بذلك إفتخارا أو إنذارا بأنهم لن يتركوا المقعد الخاص بهم , وكأنهم أشتروه بمالهم الخاص .
ومن أجل وجود ذلك الفكر تقوم الحروب , وبكل أنواعها حتي الحديث عن الأخلاق والطعن في الأعراض والمحاربة بكل وسيلة سواء كانت شريفة أو وضيعة .
وفي مثل تلك الحروب تخسر النساء الكثير من الوقت والجهد والصحة , وقد تجد من يحاربها حتي في وظيفتها أو بالتدخل في حياتها الأسرية وذلك يحدث لها حتي من النساء أنفسهم . وبذلك يضيق عليها المجال , ويجعل نسبة نجاح النساء ضيئلة جدا , وذلك إن حدثت , بل ويجعل النساء تحجم عن الترشح .
فبزيادة النسبة وجعلها 25% سيكون للنساء فرصة أكبر , ويتاح لها الوصول والنجاح وإثبات الذات .
وأتمني أن يصل الشعب إلي قدر من الرقي الفكري في الإختيار , لأننا للأسف كشعب مصري لا أدري لماذا لا نهتم بدراسة الشئ والإختيار للأفضل ,بل أننا نختار بعواطفنا وفكرنا الموروث ثم نهاجم ما يتم أخذه من قرارات .
أنا أريد بلدا قويا في مصاف الدول المتقدمة ,وأريد إقالة كل مسئول يفسد في إدارته سواء بقرارات عشوائية أو إهدار للمال العام , فيحزنني علي سبيل المثال عندما أجد رصف حديث للشوارع ثم حفرها من أجل توصيل أية خطوط ثم إعادة رصفها من مال الدولة والذي هو مال الشعب . يحزنني أن أجد من لا يقوم بعمله إلا عندما يجد متابعة وعقوبة .
ويحزنني أجد من هو يسرق المال العام وأتمني فعلا عقوبات رادعة وفصل نهائي وسجن وإسترداد يجعل من يأتي بعده يفكر مليون مرة قبل الإقدام علي نهب مال الشعب . يحزنني أن يتم إختيار مسئول ثم يتم القبض عليه لأنه مرتشي فعلي أي أساس تم إختياره من البداية . وأين كانت التحريات عنه وعن نشاطه وحياته قبل المنصب .
وختاما أنا مع الرئيس في منع المسئولين من السفر إلا بموافقة منه , كفانا من هرب من مسئولين نهبوا مال الشعب ولم نستطع محاكمتهم أو الوصول إلي ما سرقوه .
و لتلك الأسباب أنا مع التعديل الدستوري ليس من أجل الرئيس عبد الفتاح السيسي كشخصه ولكن من أجل مصر , من أجل أن يتم إنجاز ما بدأناه , لا أريد أن يأتي آخر فيلغي أو يهدم أو يهمل ما وصلنا إليه .
وأريد للمرأة مقاعد تعبر عنها حقيقة وتصل إليها من تستحق من النساء وإتاحة الفرصة لإثبات الوجود والتعبير الفعلي عن نصف المجتمع , أو بإختيار من تستحق ومن لها دور في البناء .فلن ينجح المجتمع إلا بنجاح شقيه معا .