EN 
«أن يضع أبي يده في يد من أحب لعقد القران لأنتقل من عصمته لعصمة زوجي المستقبلي».. هذه اللحظة التي تحلم كل فتاة بمشاهدتها يوم زفافها أو عقد قرانها، ويحلم كل أب بها أيضا أن يكون هو وكيل ابنته، كان هذا الدافع لـ"ياسمين" ابنة محافظة دمياط، التي قررت تحقيق أمنيتها هي وأبيها "الأصم" من خلال ترجمتها بلغة الإشارة له، خلال عقد قرانها، وهو وكيلها، تلك الدقائق المعدودة التي نشرتها ياسمين على مواقع التواصل الاجتماعي، جعلتها العروس الأكثر إلهاما في مصر خلال الأيام الماضية.
الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي كان لعقد قران أحمد محمد الشهاوي وياسمين محمد عبدالرازق الذي تم في التاسع من فبراير الجاري، بعد خطبة دامت لـ10 أشهر.
"كنا معارف وياسمين مراتي كانت صاحبة أختي، واتكلمنا، وحصل نصيب" كما قال أحمد لـ"صدى البلد"، واعتادت ياسمين على نشر فيديوهات تعليمية لطبيعة عملها كـ"مترجمة لغة إشارة"، وقبل نشر فيديو عقد قرانها لم تتوقع رد الفعل بهذا الشكل، حيث شاركها فرحتها بعقد قرانها أكثر من 300 ألف شخص.
تدرس العروس في الفرقة الرابعة بكلية التربية قسم "تربية خاصة" تخصص إعاقة سمعية وعقلية، وتعمل مترجمة لغة إشارة ومدربة، إذ قالت لـ"صدى البلد": "ترجمت مؤتمرات كتير لرئيس الجامعة والكلية، وبشتغل مدربة لغة إشارة في المركز الأمريكي للغات".
نشأت ياسمين محمد عبدالرازق في أسرة لأب وأم من الصم؛ كان سببا في تعلمها لغة الإشارة بالممارسة منذ طفولتها، فالابنة الكبرى هي القائمة بكل مكالمات العمل لأبيها: "مش بيروحوا مشوار من غيري"، ورغم فهم والدها ووالدتها للغة الشفايف؛ إلا أنها ليست طريقة فعالة في كل الأوقات: "لازم اللي بيتكلم، يتكلم براحة عشان يفهموا"، فكانت لغة الإشارة هي الأنسب.
قبل عقد القرآن تواصلت ياسمين مع أكثر من مأذون؛ لمعرفة حكم الدين في أن يكون والدها الأصم "وكيلها"، وجميعهم أجازوا ذلك؛ شرط الرد كتابة بالموافقة، ووجود مترجم لغة إشارة له،: "تواصل زوجها أحمد الشهاوي مع المأذون الشيخ السيد الصياد حيث يقطن بمحافظة دمياط، ولكنه تعجب من الطلب: "قولت له نفسي بابا يبقى وكيلي".
ورفض المأذون في بداية الأمر، وطلب منها أن يكون الخال هو وكيلها؛ لضرورة ترديد الحديث وبعد محاولات؛ وافق المأذون بأن يكون الأب هو وكيلها، شرط أن يكون المترجم من خارج الأسرة، ولكن في النهاية وافق بأن تكون العروس ياسمين هي المترجمة لأبيها، وبعد انتشار الفيديو على مواقع التواصل الإجتماعي؛ تواصل الكثير مع والد العروس لتهنئته، واستقبل كل ردود الفعل بالسعادة.
واعتبرت ياسمين نجاح هذا الفيديو؛ رسالة إلى كل شخص أصم، في عدم التنازل عن حقوقه خلال أي موقف، وألا يتنازل أن يكون وكيلا لابنته في هذه اللحظات السعيدة: "من حقه يكون في المكان ده، ويحس بالفرحة وذاته خلالها".
