الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لأنه رفض الزواج منها.. قصة أسترالية قتلت عشيقها وسلخت جلده وطبخت لحمه

صدى البلد

تظهر بملامح أنثوية بريئة، ينسدل الشعر الأشقر على جبينها ليحيط بخديها الموردين بالأحمر مثل فتاة محرجة تضحك على استحياء، تقف داخل القفص بقاعة المحكمة، يستعجب القضاة من التهم الموجهة إليها، فكيف لهذا الوجه البريء أن يقتل ويقطع ويطهو لحم جسد زوجه.


كاثرين نايت، فتاة هزت أستراليا بجرأتها، تجردت من إنسانيتها، استغلت أنوثتها وحيلها النسائية لإيقاع الرجال في حبال حبها، ليدخلوا شباكها العنكبوتية التي لا مفر منها، ففي حياة كاثرين لا مجال للخطأ، وإلا ستنال العقاب إما بالخنق أو الطعن، أو الذبح وتقطيع جسدك إلى أجزاء وطهوها، بل قد يصل الأمر إلى إطعام لحمك إلى صغارك.

ولدت عام 1955، في أسرة غير مستقرة، ووالدة فرت من زوجها إلى رجل آخر محدثة فضيحة كبرى في قريتها، حياة مشتتة عاشتها كاثرين جعلتها غير مستقرة نفسيا، خاصة بعد تعرضها للاغتصاب أكثر من مرة من أقاربها، وصمت والدتها بعد علمها بالأمر، وأثناء دراستها في المدرسة الثانوية أصبحت منعزلة عن الآخرين، متسلطة على الصغار، عنيفة في الرد على زملائها، حتى أنها اعتدت على أحدهم بسلاح وأصابت آخر.


ظهرت أمام الناس بهيئة الفتاة البريئة التي تدافع عن نفسها من الأشرار، حتى أنها حصدت جوائز بسبب سلوكها الجيد، ولكنها لم تلبث كثيرا في المدرسة حتى تركتها في الخامسة عشرة من عمرها، لتلتحق بالعمل في مصنع للملابس، ولكن لم تجد نفسها في هذه المهنة، وتمنت العمل في حرفة أخرى، شاذة عن مثيلاتها من بنات جنسها، فحلمت الفتاة بالعمل لدى جزار، وسمتها وظيفة الأحلام، والتحقت بالعمل في المسلخ المحلي، وبدهائها وحنكتها وقبضتها الحديدية تمت ترقيتها في العمل بسرعة، لتعشق السكاكين وتعتبرها جزءا لا يتجزأ من شخصيتها، دائما ما يصاحبها في أي مكان.

تزوجت أول مرة من ديفيد كيليت، وفي ليلتها الأولى قامت بخنق زوجها أثناء نومه، وبررت ذلك بأنه نام في هذه الليلة وهما حديثي الزواج، وظهر عنف السيدة الأسترالية وشجارها المستمر بسبب وبدون سبب معه، حتى أنها قامت بضربه بمقلاة الطهي في مؤخرة رأسه وأحرقت ملابسه فقط لأنه تأخر في العودة إليها مساءً من مباراة، وبعد تكرار حوادث العنف وضربها، أبلغ الشرطة ولكنها ظهرت أمامهم بملامح بريئة تدفع عنها كل الشبهات التي وجهت إليها، وبعدما يأس كيليت منها تركها بعدما وضعت طفلتها الأولى، ودخلت كاثرين في اكتئاب بسببه وساءت حالتها النفسية، حتى أنها تركت رضيعتها على القضبان وأنقذها أحد المارة في آخر لحظة، كما قامت باختطاف إحدى السيدات وشوهت وجهها بالسكين لتقودها للبحث عن كيليت، وفي محطة توقفهما، أبلغت الفتاة الشرطة وتم القبض عليها، وأدخلت مستشفى الأمراض النفسية وشخصت باكتئاب ما بعد الولادة.

وبعد فترة، خرجت السيدة من المصحة، لتبدأ حياة جديدة برفقة ابنتها وزوجها وحماتها، ولكن بعد إصابتها خلال العمل في المسلخ، خرجت للمعاش المبكر وأعطتها الحكومة منزلا في مدينة أخرى، وتعرفت كاثرين على ديفيد سوندرز، وانتقلت للعيش معه، وأظهرت غيرتها الشديدة تجاهه حتى أنها انتزعت حنجرة أحد الجرواي في يوم ما أمامه، كتحذير منها له بما قد تفعله إذا اكتشفت خيانته، وكثيرًا ما طردته من المنزل، إلا أنه في كل مرة كان يعود إلى شقته بعدما كانت تتبعه وتتوسل إليه للعودة معها، وقامت بتزيين المنزل في جميع أنحائه بجلود الحيوانات، والجماجم، والقرون، والفخاخ الحيوانية الصدئة، والسترات الجلدية، والأحذية القديمة، والمناجل، والمرايل ومذاهب، ولم تترك أي مساحة، بما في ذلك السقوف، مكشوفة.

وفي إحدى المشاجرات بينهما، ضربته كاثرين بالمكواة الحديدية على رأسه وطعنته بالمقص في بطنه، ما دفع الزوج المغلوب على أمره للفرار منها والعودة إلى مدينته، وبعد أشهر من غيابه، افتقد الأب ابنته التي تركها، وعاد إليها، ليفاجأ بأن كاثرين أبلغت الشرطة عن قيامه بتعنيفها هي وابنتها وضربهما، وأصدرت الشرطة أمر اعتقال ضده.

لم تلبث كاثرين في وحدتها كثيرا، فحملت من أحد العمال جون شيلينجوورث، وعاشت معه فترة قصيرة، ولحسن حظه، تركته للذهاب إلى الرجل الذي طالما رغبت به، جون برايس، وبالرغم من زواجه من امرأة أخرى، إلا أن حبه مازال يملأ قلبها، وأخيرا عاشا معا، برفقة أطفاله الذين أحبوها، وكان يكسب الكثير من المال بالعمل في المناجم المحلية، وبصرف النظر عن مشاجراتهما العنيفة، فقد كانت حياتهما في البداية مليئة بالحب والورود، ولم يلبث الود بينهما طويلا واشتعلت المشاجرات بينهما بسبب إصرار كاثرين على الزواج منه ورفض جون للفكرة، وانتقاما منه، قامت بتفكيرها الشيطاني بتصوير عناصر زُعم أنها سُرقت من العمل وأرسلت الشريط إلى رئيسه، وفقد برايس الوظيفة التي كان يملكها لمدة سبعة عشر عامًا، وفي اليوم نفسه، طردها من منزله.

بعد مشاحنات وتوتر عاد الزوجان للعيش معا، ولكن القتال أصبح أكثر عنفا، ولم يعد لدى معظم أصدقائه أي علاقة معه أثناء بقائهما معًا، وبلغت المشاحنات بينهما ذروتها حتى أبلغ الشرطة عن كاثرين للابتعاد عنه وعن طفلته، وذات يوم، أخبر برايس زملاءه أنه إذا لم يأت إلى العمل في اليوم التالي، فذلك لأن كاثرين قد قتلته، وعلى الرغم من مناشداتهم له ألا يعود إلى دياره، أخبرهم أنه يخشى من أن تقتل أطفاله إذا لم يفعل ذلك.

وفي الليلة المشئومة، وصل برايس إلى المنزل ليجد أن كاثرين أرسلت الأطفال بعيدًا في منزل أحد الأصدقاء، ثم أمضى المساء مع جيرانه قبل النوم كعادته، وذهب إلى الفراش في الساعة الحادية عشرة مساءً، ليجد كاثرين أمامه بملابس سوداء أنيقة جديدة، وبعد علاقة جسدية بينهما، نام جون، لم يكن يعلم أن نومته هذه ستدوم طويلا، وفي اليوم التالي، قلق الجيران والأصدقاء على جون، وذهبوا إلى منزله لرؤيته، وأبلغوا الشرطة التي اقتحمت المنزل واكتشفت المجزرة.

جثة معلقة على باب غرفة المعيشة منزوعة الجلد، مقطوعة الرأس، فُقدت منها أجزاء من الفخذ، وكاثرين ملقاة في جانب من جوانب المنزل مغشي عليها، فوق أرض غطتها الدماء، مائدة معدودة بدقة وضعت عليها أطباق اللحم المطهي بالخضراوات، جريمة شنيعة نفذتها كاثرين في منتصف الليل، بعدما ذهب زوجها في النوم، سحبت سكينتها من جوارها وطعنته 37 طعنة، حاول في البداية الهرب منها إلا أن قبضتها كانت أقوى منه، وسحبته للأسفل، وقامت بسلخ جلده عن اللحم وقطعت أجزاءً منه وقامت بطهيها مع البطاطا المخبوزة، والقرع، والشمندر، والكوسا، والملفوف، والقرع الأصفر، ومرق اللحم، وأعدتها أطباقا على المائدة ووضعت أسماء أطفاله على الطاولة لتناولها، وعثرت الشرطة على رأس جون في إناء فوق الموقد، وتناولت بعدها حبوبا لتسقط مغشيا عليها لتبرئ نفسها من الجريمة. 

وفي أكتوبر 2001، كانت محاكمة كاثرين نايت جاهزة تقريبا للبدء، وبعدما اعترفت بجرائمها، دخلت في التماس غير مذنب، وكان فريقها القانوني جاهزًا للدفاع، كانوا مستعدين لدعمها بشهود خبيرين، وبدا الأمر وكأن هيئة المحلفين ستتأرجح لصالحها، ورفع القاضي القضية دون شهادة، بعدما غيرت كاثرين نايت إقرارها بالذنب، وتمت مرافقتها إلى السجن في ذلك اليوم، وأمر القاضي بحبسها على ألا يُطلق سراحها أبدًا، ولأول مرة في التاريخ، حُكم على امرأة في أستراليا بالسجن المؤبد دون إخلاء سبيل مشروط.