الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

داعش يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد حصاره في سوريا.. والمخابرات العراقية توجه أكبر ضربة للتنظيم الإرهابي.. ومواقف متضاربة للدول الغربية في التعامل مع الدواعش الأجانب

صدى البلد

  • داعش يشن حرب عصابات رغم انهيار خلافته المزعومة
  • العراق يتسلم 150 داعشيا كانوا معتقلين لدى "سوريا الديمقراطية"
  • استجابة أوروبية ضعيفة لمطلب ترامب بشأن الدواعش

يعيش تنظيم داعش لحظات عصيبة على عدة مستويات فبينما كانت ضربات جوية تستهدف آخر جيب له في شرق سوريا، اقتربت قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة من السيطرة على المنطقة، وأعلن جهاز المخابرات العراقى تفكيك "أكبر مجموعة تمويل" لتنظيم داعش فى تاريخ البلاد، فيما تواجه عناصر التنظيم الأجنبية أزمة في عودتهم لبلادهم حيث أنهم قد يحاكموا ويسجنوا أو تسحب جنسياتهم.

وبرغم أن التنظيم لا يزال يسيطر على مناطق بالصحراء في وسط سوريا، ويشن هجمات على غرار حرب العصابات في مناطق خسرها في كل من العراق وسوريا، فقد انتهت دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم هناك، وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على ربع أراضي سوريا الواقع إلى الشرق من نهر الفرات منذ عام 2015، وفقد التنظيم في عام 2017 معظم أراضيه في كل من العراق وسوريا وذلك خلال حملات عسكرية منفصلة شنتها قوات سوريا الديمقراطية والحكومتان العراقية والسورية.

وكشف القيادي في الحشد العشائري بمحافظة الأنبار قطر العبيدي، عن تسلم القوات الأمنية العراقية 150 عنصرا بتنظيم "داعش" كانوا معتقلين في سوريا لدى قوات سوريا الديمقراطية، وقال العبيدي إن "قيادة عمليات الجزيرة والفرقة السابعة تسلمتا 150 عنصرًا في تنظيم داعش سلموا أنفسهم إلى قوات سوريا الديمقراطية"، وأضاف العبيدي أن "أغلب هؤلاء هم مجرمون مطلوبون للقضاء العراقي وفق المادة 4 إرهاب كانوا يمارسون القتل والتعذيب وكانوا يقاتلون الجيش والعراقيين منذ عام 2014".

وأكد المتحدث باسم مركز الإعلام الأمني العراقي، العميد يحيى رسول أن القوات الأمنية العراقية استلمت من قوات سوريا الديمقراطية المسلحين الذين كانوا يقاتلون في صفوف داعش في سوريا، وأضاف رسول أن "هؤلاء كانوا يقاتلون في العراق، وبعد انتهاء المعارك انتقلوا إلى سوريا، وخلال المعارك الأخيرة اعتقلتهم قوات سوريا الديمقراطية"، التي تنسق مع الجانب العراقي، بحسب قوله.

دوليا، مازالت مواقف الدول متباينة بشأن التعامل مع ملف مسلحو داعش الأجانب، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية طالبت دول العالم بالسماح لمواطنيها الذين قاتلوا أو دعموا هياكل تنظيم داعش بالعودة لبلادهم، ويطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي بالقبول بعودة 800 من مواطنيه انضموا لداعش وجرى اعتقالهم.

ورغم طلب ترامب ، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لن تقبل بعودة امرأة ولدت في أمريكا، وغادرت ولاية ألاباما للانضمام لداعش في سوريا منذ أربعة أعوام.

وقالت الحكومة الدنماركية إنها لا تستطيع منع مواطنيها الذين سافروا للقتال في صفوف التنظيم من العودة لبلادهم، فيما أعلن متحدث باسم مجلس الوزراء البلجيكي أن مجلس الأمن الوطني، الذي يضم الوزارات والهيئات المعنية بالأمن في البلاد، يفضل تشكيل محكمة دولية خاصة لمحاكمة مسلحي التنظيم الإرهابي وأن يقضي المسلحون فترة عقوبتهم في دول المنطقة.

وعبرت فرنسا عن استعدادها للنظر في قضية مواطنيها حالة بحالة، وقالت إنها لن تستجيب لطلب الرئيس الأمريكي بترحيل المقاتلين السابقين وعائلاتهم فورا، أما بريطانيا فقد اتخذت موقفا أكثر تشددا في قضية الداعشية شميما بيجوم، إذ قال وزير الداخلية، ساجد جاويد، إنه لن يتردد في منع عودة البريطانيين الذين دعموا التنظيم في الخارج.

وذكرت مصادر أن حكومة كندا تريد أن تسترجع من سوريا الكندي الداعشي محمد خليفة (35 عامًا)، الذي كان كبير مذيعي تلفزيون "داعش"، وأذاع فيديوهات فيها قتل وذبح، فيما اكد قانونيون كنديون إن على حكومة كندا جمع معلومات كافية لإثبات ما قام به خليفة، وقال تلفزيون جلوبال نيوز الكندي، إن "اسمه بالكامل هو: محمد عبد الله محمد خليفة، وإنه إثيوبي الأصل، ثم هاجر إلى كندا مع عائلته، ودرس في مدارس كندا، وفي عام 2014، سافر إلى سوريا، حيث انضم إلى تنظيم داعش".

وذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن دراسة أجريت في عام 2016 أحصت ما بين 3900 إلى 4300 من مواطني دول الاتحاد الأوروبي التحقوا بصفوف تنظيم الإرهابي، أغلبهم من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا، وعاد 30 في المئة منهم إلى بلدانهم.
وأضافت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة تحتجز من 800 إلى ألف مقاتل أجنبي في سجونها بينهم بريطانيون وأمريكيون وفرنسيون وألمان، ونحو 4000 من أقاربهم أغلبهم نساء وأطفال، في مخيمات، وتابعت أن عودة المقاتلين السابقين وعائلاتهم تطرح مخاوف لدى السلطات الأمنية في الدول الغربية، إذ يرى مسئولون أمنيون تحدثت إليهم الصحيفة أن هؤلاء المقاتلين السابقين "تلقوا تدريبات وحصلوا على مهارات وقدرات تجعلهم يشكلون خطرا أمنيا محتملا"، كما تخشى السلطات الغربية من غضب شعبي من السماح لهؤلاء المقاتلين السابقين بالعودة خاصة الذين لم يعبروا عن الندم، إذ أن شميما قالت لوسائل الإعلام إنها لم تندم على السفر إلى سوريا.

وأحصت منظمة "أنقذوا الأطفال"، أكثر من 2500 طفل أجنبي من نحو 30 جنسية مختلفة يعيشون في مخيمات للاجئين شمال شرق سوريا، هؤلاء الأطفال الذين لهم صلات مع تنظيم "داعش" يعيشون منفصلين عن باقي اللاجئين، تؤكد هذه المنظمة العالمية التي تعنى بإنقاذ الأطفال بصفة عامة وبأطفال المتورطين في جرائم إرهاب ضمن ما يعرف بتنظيم "داعش"، ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى الالتفات لهذه الشريحة مؤكدة أن بعض الأطفال لا تزيد أعمارهم عن أيام وأسابيع.