الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يتساوى الراحلون!!


معادلة غريبة وصورة مغلوطة فرضت نفسها فرضا على وسائل التواصل الاجتماعى بطريقة مستفزة جعلتنى أتساءل من هى هذه الكتيبة الإلكترونية، التى تجيش الأفراد لأن يقولوا بلا فهم ولا وعى آمين ؟ وكيف تستمرئ نفسها، وتتحدث عن الحق وهى للباطل قبلة ومأوى ! 

أشد الاشياء استياء تلك التى تخلط الحق بالباطل، بل وتمعن فى الدفاع عن القتلة، وتصورهم على أنهم أبرياء وأن يد الظلم اغتالتهم، وأنهم غدر بهم بلا ذنب ولا جريرة. 

كل ذلك يندرج على ماتناقلته كتيبة الإخوان الإلكترونية الممنهجة عقب تنفيذ حكم الإعدام فيمن ثبت تورطهم فى مقتل المستشار الجليل خالد الاسم والذكر والسيرة، فقد تسابق أهل الباطل فى الدفاع عن المحكوم عليهم بالإعدام وظهرت صورهم وأحاديث لهم مغلوطة ودفاع بأقوال باطلة يراد بها حق وفوق كل هذا تعالت الأصوات بالدعاء بكل الدرجات على كل من فى مصر من الشرفاء بالفناء والهلاك، وقنوات الاخوان هى الأخرى لم تدخر وسعًا فى سكب المزيد من الزيت على النار الموقدة وصورت المنتحبين يبكون دمًا على قتلة المستشار المنفذ فيهم حكم الإعدام. 

وفى مداخلة تليفونية تحدثت والدة أحد المنفذ فيهم حكم الإعدام وقالت إن ابنها لم تكن معه شنطة المتفجرات المستخدمة فى عملية الاغتيال فقط كان دوره مقتصرا على ارشاد الخمسة الآخرين على مكان منزل المستشار، وبالطبع نحن نراعي أنها أم وحديثها له ألف تبرير وتبرير ولكن فى المقابل شهداء الجيش والشرطة والمدنيين الذين استشهدوا على ايدى القتلة الفجرة، فهم أيضا لهم أهل ولديهم أمهات انتزعت فلذات اكبادهن منهن، وأباء ضاع نور أعينهم فى لحظة طى صحيفة ابنهم بلا ذنب سوى خدمة الوطن بعين تحرس حدوده ومداخله ومخارجه ، شهداء مصر لهم ابناء يتموا واصبحوا بلا سند ولا عون ، لهم اخوة انتزع منهم عمود بيتهم بلا جريرة ، لهم زوجات ترملن واصبحن يعلن ابناء يعصرهم الحزن على فقدان عائلهم وسندهم ودرعهم فى الحياة ، شهداء الوطن كانوا يحافظون عليه ويقدمون ارواحهم فداء له ولنا كى ننعم بحياة آمنة وبيوت مستقرة ونعيش فى رحاب دولة آمنة مطمئنة بينما الاخرون ماتوا لانهم ارادوا الخراب للوطن والتشرد لابناءه والتشرذم لعوائله ، فهم لا يعنيهم الوطن لأنه لا يحمل مفهومه الراقى لديهم فالوطن عندهم امارة وليس شمسًا وارضًا ونيل يجرى وشعب يزرع ويحصد ويصنع ويمشى مفاخرا بمصريته ووطنيته. 

شتان بين أن تتحدث عن القتلة بميزان أنهم شرفاء وقتلوا ظلما وان تغمض عينك وتغضها غضا فاجرا عن الحديث عن الشهداء الانقياء ، شتان ان تصور القتلة وتتحدث عنهم حزنا وهما وتمحى صور الشهداء وتصفهم غما ، شتان بين ان يكون معيارك للحديث عن الباطل بأنه حق وعن الحق بأنه باطل ، وعن ابناء الوطن البارين بأنهم مارقين وتتحدث عن من يعيثون فى الأرض فسادا بأنهم أشراف مطهرين .. كتائب الإخوان لابد من مواجهتها ولابد من وجود طريقة ممنهجة من الهيئة العامة للاستعلامات لفضح اساليب هذه الكتيبة المارقة ولابد من تأهيل الهيئة واستعانتها بشباب واعى داخليا وخارجيا للرد على هذا العبث، والاهم لابد من إقناع من يوالون اهل الباطل بزيف مايؤمنون به واعادتهم الى روح الوطن الشريفة الطاهرة التى لا تقبل ولاترضى بالمارقين الكاذبين فيها ولا بينها، حرب الافك لن تنتهى والشرفاء لن يتنازلون عن حبهم لوطنهم مهما كلفهم كل نفيس وغالى فلتعش مصر وليموت أعداء الحياة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط