الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب..سائسو العقول آلة صناعة الإرهاب والتطرف

زين ربيع شحاتة
زين ربيع شحاتة


أن الإرهاب وفكره المتطرف الذى ينهش فى جسد الدولة المصرية بين الحين والآخر ، و يطل علينا بوجه قبيح ليقطف زهرة من زهور مصر المرابطين على حدودها و فى شوارعها لحراسة أمن وممتلكات ومستقبل شعبها ، الذى ينتفض كلما اقتلع الإرهاب جذر زهرة من زهور جنوده النابتة من قلب الشعب ومن كل طوائفه الإجتماعية و الجغرافية ، لا يمكن أن يكون منتجا بلا صناعة ، أو ذيل بلا رأس ، فالدلائل جميعها تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن لهذا الارهاب من يموله ، وينتظر جنى ثماره التدميرية الخبيثة .

ولو نظرنا إلى أدوات هذه الصناعة التى وجد أعداء الوطن فيها سلاح بديل أقل تكلفة وأكثر تدميرًا من سلاح البارود التقليدي ، ويعتمد فى صناعة هذه الآلة الحربية على أشخاص يعلمهم ويدربهم على طرح أفكار و توجهات لا تتطابق بأى صورة من الصور مع الواقع الإجتماعى ، ويدعمه ببعض المعانى الزائفة والمستحدثة و بعض الشعارات السياسية الرنانة كالحرية والديمقراطية وغيرها من المصطلحات التى تمزج و تخلط جيدًا لينتج عنها وعى معلب ، و بعد تمام تدريب هؤلاء الأشخاص يصبحوا جاهزين للقيام بعملهم كسائسي عقول ، يستخدم كلًا منهم الوسائل المتاحة التى تمكنه من تجنيد الفئات المستهدفة.

ويمكن أن يكون سائس العقول طبيبا فى مستشفى، أو مهندسا فى موقع ، أو معلما فى مدرسة ، أو إعلاميا على شاشة قناة فضائية و الذى يعد أكثرهم فاعلية وقوة ، فلو نظرنا إلى بعض القنوات التى تبث من الخارج ، سنرى بوضوح سائس العقول حين يتعمد تكريس نظرة تشاؤمية للوضع القائم وتصويره بالكيان الثابت الذى لا يتحرك إلى الأمام ويدعو الناس أن تتكيف معه بوصفهم متفرجين لا حول لهم و لا قوة ، لأن النظرة التشاؤمية تكون عزاء لمن يشعرون بالذنب من المتقاعسين عن المشاركة الفعالة سياسيًا و مجتماعيًا ، و إذا تصدر المشهد خبر إنجاز يدعوا إلى التفاؤل يوازيه بتحليلات سلبية تقلل من قيمته ليستعيد النظرة التشاؤمية مرة أخرى ، لعلم قائده ومموله أن النظرة التفاؤلية التى لا أفراط فيها ستجعل المواطن يعترف بالإنجازات و يدرك نواحى ضعفه ومشكلاته ، بما يقوده إلى التفكير والإيمان بأمكانية تحويل الممكن إلى واقع .

ويلجئ سائسي العقول إلى التقليل دائمًا من شأن قدرات المؤسسات الحكومية على إحداث تغيير لأن تعزيز موقعه يعتمد على بقاء الشعب بشكل عام و عقوله المستنيرة بشكل خاص فى حالة إنعدام ثقة وشك فى المؤسسات لينتشر الإحباط بين العامة ، ومن ثم يتسلل إلى العاملين داخل هذه المؤسسات فتقل الكفاءة والإنتاجية.

ويجدر الإشارة إلى أن صانع الإرهاب إعتمد فى صناعة ألته الحربية على الصبغة الدينية لثقافته التاريخية التى تؤكد أن الطاعة والحكم المطلق لا يؤيد بمثل الدين ، ولا دليل أكثر من تسمية الخليفة فى عهد المتوكل بظل الله الممدود بينه وبين خلقه .

مما سبق يتضح لنا أن " سائسي العقول " هم رقبة الإرهاب التى تربط بين رأسه و بين ذيله الممثل فى الدُمى التى تستخدم فى تنفيذ مخططه التدميرى ، و أى محاولات لمواجهة الإرهاب دون قطع هذه الرقبة هى محاولات محكوم عليها بالفشل ، ولقطع هذه الرقبة وفصل الرأس عن الجسم نحتاج إلى برنامج فكرى شامل تشارك فيه جميع مؤسسات الشعب الرسمية وغير الرسمية تحت سقف نظام يحترم الجميع هيبته .