الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين تكتب: الإرهاب وفكر الشباب

صدى البلد

ربما كان الحادث الارهابي بمنطقة الدرب الاحمر ومن قبله حادث مقتل عدد من جنودنا في كمين العريش مؤخرا يلقي بظلاله علي ضرورة تعظيم وتدعيم دور الدولة في مواجهة هذا الخطر الذي يواجه الوطن ويسبب خسائر فادحة في منعطف خطير تمر به مصر في مسيرتها التنموية الحالية والمستقبلية, وتجعل الدولة بكل مؤسساتها تشحذ كل طاقتها لمواجهة هذا الارهاب الذي يرتبط مباشرة بجماعة الاخوان والتي لا تتواني عن فعل أي شيء يضر بمصالح البلاد والعباد ولا تضمر بداخلها سوي الشر للبلاد والعباد ..

كما ان العمليات الارهابية التي ترتكب هنا وهناك من قبل الجبناء والمأجورين من دول جماعة الاخوان الارهابية المنتشرة في تركيا وقطر واسرائيل ايضا , ليست من قبيل الكوارث الأمنية فقط ولكنها ايضا كوارث اجتماعية وثقافية واقتصادية وبشرية من خلال عمليات القتل والدمار والتخريب و تستهدف من ناحية ثانية ايقاف تنمية البلاد وتقدمها وايقاف مسيرتها ونجاحاتها في مختلف المشروعات التي تقوم بها !

اعتقد ان الدولة في المرحلةالمقبلة عليها دور كبير تجاه الباب الذين وصل اعدادهم الي 60 مليون شاب من 106 مليون نسمة وهم عدد سكان مصر حاليا , الامر الذي يجعل من مصر دولة شابه الامر الذي يلقي بظلاله علي ضرورة الاهتمام بثقافة الشباب وقضاياهم وخاصة التكوين الفكرى والعقلى والوجدانى وتدعيم بذور الانتماء والولاء للوطن وتعنى أيضا غرس القيم والثوابت التى يقوم عليها بناء المجتمع..

ولابد من توضيح الحقائق امام الشباب وابعادهم عن الانسياق وراء الافكار المتطرفة التي تقودهم الي الهلاك دون ان يعلموا والدليل علي ذلك شباب تم القذف بهم لكي يلقوا حتفهم وهم مغيبون تماما عن حقائق الامور وكان ارهابي الدرب الاحمر الذي يبلغ من العمر 37 عاما واحد من ضحايا الفكر المتطرف والذي فجر نفسه وقتل ثلاثة من الشرطة والامن من اجل ان ينال الشهادة كذبا ويهتانا ! وهناك ألغاز تحيط بحالة الإرهابى الحسن عبد الله العراقى وأسرته، فوالده هرب من مصر ويعيش في امريكا وأن الأسرة تحمل الجنسية الأمريكية. فهل كان على اتصال بأسرته أم أنه انقطع عنهم؟!

ثم ان المتفجرات وادوات صنع القنابل الموجودة في شقته بالدرب الحمر كفيلة بنسف محافظة باكملها فكيف دخلت هذه الادوات والمتفجرات بهذه الكمية الي الشقة ومن قام بتدريبه علي صنع القنابل في الشقة والاحزمة الناسفة ؟ وكيف وصل إلى درجة الكراهية تجاه مواطنيه، خاصة أنه يبدو محترفًا فى الإرهاب ؟! وغيرها من التساؤلات التي ستظهر الاجابة عنها قريبا لا محالة. الامر الاخر وهو ما هي القناعة التي ساقتها الجماعات الارهابية الي عقل وفكر هذا الشاب وجعلته يصل الي اليقين بضرورة تنفيذ العمل الاجرامي الارهابي وقتل ابرياء دون ذنب والانتحار مقابل دخول الجنة كذبا ! كما أن الإرهابي وفقا لشهود عيان بالمنطقة كان لا يتحدث مع أحد من جيرانه أو أقاربه الذين يسكنون في نفس الشارع، ويخفي وجهه دائمًا ولا يشتري مستلزماته من الشارع الذي يقطن به!

وما هي المكافأة التي وعد بها الجامعات الارهابية هذا الشاب الارهابي لكي ينهي حياته الي الابد ويفجر نفسه وهو في ريعان شبابه وميسور ماديا وفي مقتبل حياته ! اعتقد ان واقعة ارهابي الدرب الاحمر لا ينبغي ان تمر مرور الكرام ولابد من البحث فيها وبقوة لمعرفة الجماعة او الخلية التي ينتمي لها هذا الارهابي .

ربما هي أزمة ثقافية بين شباب اختلطت عليهم الأفكار وشوهت عقولهم وسلوكياتهم ودخلت بهم إلى دوائر الإرهاب وهذا يتطلب من الدولة والمثقفين مواجهة فكرية بالثقافة والوعى ومحو الأمية الثقافية لدي شبابنا اليوم ، خاصة أن بين شبابنا ملايين لا تقرأ ولا تكتب وانما تكتفي فقط بعالم الشوشيال ميديا وقنوات اليوتيوب الذي جعلتهم ربما يعيشون في جذر منعزلة عن دولتهم وبيئهم وربما مستقبلهم ! وهذه الكارثة الفكرية تحتاج إلى تكاتف الجهود المجتمع بكل مؤسساته .! وهذا يعنى أن المسئولية تشمل جوانب أخرى منها ثقافة الشباب وقضايا الشباب وهموم الشباب وأحلامه.

لابد من الاهتمام بثقافة الشباب وفكرهم وضرورة تشغيل اوقات فراغهم بالعمل والانتاج والمشروعات الصغيرة والمتوسطة حتي تختفي البطالة التي هي سبب كل ازمة مجتمعية ومعطلة للتنمية ومسيرة الوطن الغالي مصر الي الامام !