الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حسام عيسي يكتب: الاستثمار في الاستقرار

صدى البلد

إن انعقاد القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ المصرية له بعدين أساسيين، يتمثل البعد الأول حول اللقاء على خلفيات، ومتغيرات سياسية، وتحالفات اقتصادية جديدة؛ من أجل التغلب على التحديات، وصنع مستقبل يكون قادرا على التعاون مع القوة القادمة، أما البعد الثاني في تمحور اللقاء حول المردود السياسي والاقتصادي على الإقليم الأوروبي والعربي في كيفية وضع هذا الإقليم على الساحة العالمية.

تتركز الدول المشاركة في المؤتمر على خلفيات عدة، وهي:
1- الدول الأوروبية في الاتحاد الأوروبي بعد الخروج البريطاني، وفقدان شريك مهم أحدث ذلك لهم خللًا في ميزان القوى الأوروبية سياسيًا واقتصاديًا.

2- تسعى الدول الأوروبية ( خاصة ألمانيا وفرنسا ) من تقليل الهيمنة الأمريكية عن طريق ربط أوروبي- عربي- سياسي- اقتصادي بقيادة مصرية، وذلك ببناء مجمع للغاز المسيل في مصر خاصة بعد اكتشاف حقل العريش بالتعاون المصري الإماراتي، وحقل النور في الصحراء الغربية بالتعاون المصري الإيطالي، وحقل ظهر، وأيضًا المستقطب من شمال إفريقيا والبحر المتوسط؛ وذلك لتنويع مصادر الطاقة لأوروبا، بالإضافة للتعاون المصري العسكري مع ألمانيا وفرنسا.

3- تكوين خط دفاع متقدم لحماية أوروبا من الهجرة غير الشرعية بحيث تكون مصر مركز الارتكاز الإفريقي، وبخاصة بعد تمكن مصر بالتعاون مع ليبيا في إغلاق طريق الهروب الإفريقي.

4- بناء جسر اقتصادي بين أوروبا، ومصر خاصة بعد إلغاء الجمارك على كل من الصادرات والواردات بين مصر وأوروبا، بحيث يكون هذا الجسر معبرًا من وإلى أوروبا لكلًا من الدول العربية والإفريقية.

5- بناء تحالف عربي جديد عسكري سياسي اقتصادي يتكون من مصر- السعودية- الإمارات برعاية أمريكية تكون مصر مركزها؛ لمواجهة النفوذ الإيراني- الروسي على المنطقة البترولية الخليجية.

أما عن الآثار المترتبة على هذا التجمع العربي الأوروبي المنعقد على الأراضي المصرية، تتمثل في:
1- استطاعت مصر في الخمس أعوام السابقة خلق مجال حيوي لها متكون من تكامل القوى المصري الإفريقي من جهة، والتعاون العسكري الاقتصادي الروسي المتمثل في المشاركة الروسية في المدينة الصناعية المصرية الروسية ببورسعيد.

2- الترتيب لبناء تقارب تحالفي جديد بين أوروبا بقيادة ألمانية فرنسية مع روسيا بحيث تكون مصر محور الارتكاز لها في كل من المنطقة العربية والإفريقية، ويكون هذا التحالف قادر بصفة تبادلية تكاملية مع القوى الاقتصادية العالمية الأمريكية والصينية.

3- إن التجمع الأوروبي العربي في مصر بحضور أكثر من خمسين دولة من ملوك وأمراء ورؤساء ورؤساء حكومات ورئيس الاتحاد الأوروبي ما هي إلا رسالة لشعوبهم تتمثل في مكانة مصر الجيوسياسية والاقتصادية، فهي الآن قلب الأورومتوسطي( قلب الإقليم العربي الأوروبي).

4- اعتماد القادة السياسيين في المنطقة الأوروبية والعربية على مصر؛ لتكون محور الارتكاز الجغرافي والسياسي والاقتصادي للمنطقة.

إن المؤتمر رسالة قوية لمافيا السياحة العالمية المتمركزة في بريطانيا وشعوب العالم في ما تدعيه بأن مصر غير آمنة كذبًا وزيفًا تصدره تلك العصابة من أجل الحصار السياحي على مصر؛ حتى تركع مصر سياسيًا واقتصاديًا، لكن هيهات ثم هيهات أن يقدروا من النيل من مصر، فإنها ليست فقط صانعة للحضارة، لكنها الآن محور الاستقرار في قلب العالم، فإن ذهبت مصر ضاع الاستقرار، وكذا العالم.