الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إن لم تمت تحت عجلاته مت بنيرانه.. حكايات اللحظات الأخيرة لضحايا قطار رصيف نمرة 6

حادث قطار رمسيس
حادث قطار رمسيس

لم تكد عقارب الساعة تقترب من العاشرة صباحا، وفي الوقت الذي كان يتأهب فيه المترددين على محطة السكة الحديد برمسيس لمغادرة المحطة، لم يتوقعون أن مغادرتهم تلك ستكون الأخيرة ليست للمحطة فحسب لكنها للحياة أجمع.

محطة الوصول التي كان يقصدها الركاب كانت أقرب من التي وصلوا إليها الآن، فالمحطات التي كانوا في طريقهم إليها متعددة ومختلفة في المحافظات منهم من كان في طريقه إلى عمله وآخر في طريقه لأسرته، لكن القدر شاء أن يجمع محطة وصولهم لتكون نهاية الحياة.

دقائق، وقد تكون أقل، تغير الأحوال على رصيف نمرة 6 داخل محطة القطارات برمسيس، فبعدما كانت يسودها الهدوء، وانتظام حركة المواطنين والقطارات، تحولت في لحظات إلى كارثة خلفت الأما وجراح قد لا تكفي الأيام على محوها، من ذاكرة من شاهدوا الحادثة ووقفوا عاجزين من شدة الصدمة وهول الحادث.

نتيجة كثرة حوادث القطارات ربما توقع كثيرون خاصة من معتادي السفر بقطارات هيئة السكة الحديد، أن مصيرهم سيكون أسفل تلك عجلاتها، لكن لم يتوقع أحد منهم أن القطار سيترك قضبانه ويصل إليهم على الرصيف، ومن لم يمت منهم أسفله، يمت متفحما بنيرانه، في مشاهد مأسوية ربما لم تكن الأيام كفيلة على محوها.

المشاهد واللحظات الأخيرة في حياة ضحايا القطار المنكوب، لن تنساها ذاكرة من شاهدو الحادث، خاصة بعدما وقفوا عاجزين عن مساعدة الضحايا من هول الصدمة، وفقا لما رواه شهود العيان وقت الحادث.

«كنا واقفين مستنين القطر على رصيف الصعيد.. ولقينا قطر داخل بسرعة كبيرة.. ومشفناش غير الإنفجار والنار والعة في البني آدمين»، بتلك الكلمات وصف «محمد عادل» أحد شهود العيان، والذي كان يقف على الرصيف المجاور ينتظر قطار الصعيد، لم تنقطع دموعه من هول الكارثة وفظاعة المشاهد التي يصعب على الأيام محوها على حد وصفه.

«محمد» البالغ من العمر 25 عاما، لم ير في حياته قط كارثة كتلك التي شاهدها داخل محطة القطارات برمسيس، وهو ما وصفه قائلا: «اتفرجت على كوارث كتير في حياتي بس عمري ما شوفت ناس النار مولعة فيها وبتصرخ بأعلى صوتها ومش قادر أساعدها وكلنا واقفين عاجزين من الصدمة مش عارفين نعملهم أي حاجة».

«صراخهم مش راضي يروح من وداني.. ومش سامع أي حاجة غير الناس اللي كانت بتصرخ وهي بتموت»، وهو ما وصف به الشاهد على الكارثة اللحظات الأخيرة في حياة الكثير من ضحايا الحريق، والمصابين، حتى افاق المتواجدون على الأرصفة من صدمتهم وبدأو في إنقاذ من اشتعلت النار في أجسادهم لمحاولة إطفاء تلك النيران وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح.

أغرب المشاهد التي لن ينساها «محمد» وفقا لكلامه لأحد الركاب الذي فر هاربا لحظة انفجار القطار إلا أن النيران لم تتركه ينجو من الموت، قائلا: «شاب كان ماشي في أمان الله ولحظة الإنفجار جره لكن الحريق وصله والنار ولعت فيه وكان بيجري في المحطة علشان يهرب من الموت وفي الأخر مفيش حد لحق بنقذه».