الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رامي مالك بين التكريم والتنكيل


لا يوجد شىء أعظم من أن تذكر بلدك وترفع لها القبعة ويكرم ابن من أبنائها، هذا الإحساس الرائع ينتابك عندما تجد كل وسائل الإعلام تتحدث وتذكر اسم مصر وفوز الممثل رامى مالك المصرى الأصول بجائزة الاوسكار عن دوره فى فيلم لفرقة موسيقية يصاب أحد روادها بالإيدز لأنه شاذ.

الخبر وحده يكفى ليجعلك تفتخر وتفخر بمصرية هذا الشاب ابن الابوين القبطيين المهاجرين من محافظة المنيا منذ اكثر من ربع قرن الى الولايات المتحدة ؛ ولكن المؤسف ردة فعل بنى جلدته ووطنه واصله ، فعلى الرغم من ان مالك اهدى جائزته للمصريين كلهم ولم يستثن منهم احدا الا ان البعض منهم هاجمه وانضم اليهم كثيرون ممن يصطادون فى الماء العكر وشنوا حملة هوجاء على رامى وعلى الجائزة..

ولا أدرى كيف تحدثوا بكل جرأة وحللوا شخصية مالك ورصفوه بأنه شاذ وأن الجائزة منحت له لأنه كذلك ، بل ان بعضهم اكد ان رامى لو مثل اى دور آخر ولاسيما دور راهب او عابد لما منح هذه الجائزة ، ونسوا أن رامى ابن من ابناء مصر ونجاحه يزيد مصر رفعة وازدهارا ، كما نسوا ايضا ان هذه الجائزة ليست الاولى التى ينالها رامى مالك بل انه حصل على جائزة فخيمة لدروه فى مسلسل امريكى ناجح يقوم فيه بدور هاكر لخدمة المحتاجين والفقراء والمشردين .

الغريب فى الموضوع ان كتيبة المحبطين والمتشككين والكارهين لكل ما هو جيد وناجح ، استطاعوا بسهولة ويسر تجييش وسائل التواصل الاجتماعى وجروا وراءهم كل من هلل وآمن بكل ماكتب وصور وقيل عن مالك . هذه الواقعة تجعلنا نسأل ونتساءل الى متى سيقتل ابناء الوطن الناجحون بسهام مارقة صادرة من بنى جلدتهم ؟ وأيضا هل سب مالك ووصفه بالشاذ سيحد من نجاحاته وطموحاته؟ وهل سنظل نتعامل على كوننا أنبياء وغيرنا فاسقين ؟ والمحير ايضا من الذى اعطى بعضنا صكوك الغفران والتعذيب كى نمنح ونمنع على اهوائنا؟ المساحة بين نجاح مالك وبلده الاصلية مصر هى نفس المساحة بين الناجحين والفشلة .

رامى مالك نموذج نشرف به رغما عن كل ما يقال عنه من اقاويل وحكايات لن تقلل من نجوميته وانفراده وعالميته. نجاح مالك يذكرنا بمثلما قيل عن فوز الاديب العالمى المصرى نجيب محفوظ بجائزة اوسكار فى الادب عن رواية أولاد حارتنا والتى قيل عنها حينها ان منحه الجائزة لأن روايته خروج عن قدسية الخالق وألوهيته ...أيها الكارهون للنجاح دعونا نفرح بنجاح مصري حتى لو كان نجاحه يغضبكم لأنكم ترونه نجاحا عن دوره كشاذ فى فيلم حتى لو تخطى به الى العالمية..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط