الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد الصاحي يكتب: بأي ذنب قتلوا؟!

الكاتب الصحفي محمد
الكاتب الصحفي محمد الصاحى

لا تسألني ماذا حدث؟ أو كيف حدث؟ فقط اسألني أين ذهبوا؟ أخبرك أنهم ذهبوا لمقعد صدق عند مليك مقتدر، حيث لا فساد ولا إهمال، ولا استهتار بأرواح لم تجنِ من تلك الحياة غير الشقاء والعناء من أجل لقمة العيش.

اسألني هل اغتالهم الإرهاب؟ أخبرك أن الإهمال أشد ضراوة وأشد قسوة من ذاك الإرهاب، فمن اغتاله الإرهاب مات شهيدا للدفاع عن الوطن -ونحن جميعا فداؤه- لكن من اغتاله الإهمال راح ضحية، وظل الإهمال ينهش في جسد هذا الوطن.

صورة ربما لن تتكفل الأيام بمحوها، فأي نفس تستطيع أن تهنأ في نومها بعدما رأت أجسادا قد التهمتها نيران الإهمال، وأي عاقل يأمن في أن يسلم روحه لهذا الإهمال -اللهم إلا من اضطرته الحاجة للسفر بالقطارات- وقبل أن يكتب وصيته ويستشهد على روحه.

على مدار السنوات الأخيرة، تواصل الدولة خطتها الطموحة لإصلاح منظومة السكة الحديد، - كخطتها في إصلاح جميع مؤسسات الدولة- لكن أن يأتي الإهمال وينسف تلك الخطط، فهو ما يتطلب وقفة حاسمة، إن لم تكن للقصاص لمن ماتوا، فهي وقفة لمنع إزهاق مزيد من الأرواح.

استقالة الدكتور هشام عرفات وزير النقل، عقب الحادث، درس في الوطنية وتحمل المسئولية، ربما تحسب لتلك الحكومة، وللرئيس عبدالفتاح السيسى، لكنها ليست حلا لوقف هذا الإهمال والحفاظ على أرواح المواطنين، لكن الحل الحقيقي في عقوبة رادعة لكل من سولت له نفسه الاستهانة بالأرواح، وأهمل عمله كي يستريح.

الجزاء العادل أن يحاسب كل من كان عليه دور في متابعة حركة القطار من مخزنه حتى مستقره، قبل أن يأتي يوم ويسأل ضحايا الإهمال: بأي ذنب قتلنا؟!.