الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هما دول ولادها.. قطار المتبرعين بالدم ينتظم في شارع محطة مصر..صور

صدى البلد


أمام مستشفى الهلال الأحمر، وقفت صباح متكئة على عمود حديدي، وسط طابور نسائي، تنتظر دورها في التبرع بالدم لإنقاذ مصابي حادث قطار محطة مصر، بينما يعج المكان بعشرات المتبرعين من الشباب والشيوخ أتوا من كل حدبٍ وصوبٍ.


وأعلنت وزارة الصحة صباح اليوم سقوط نحو 20 قتيلًا وإصابة 40 آخرين في تصادم جرار قطار برصيف السكة الحديد، نجم عنه حريق هائل إثر انفجار "تنك سولار" الجرار.


كانت صباح تشتعل في عينيها بريق الصدمة والخوف والقلق على المصابين، يتهدج صوتها أثناء الحديث، بينما طفت على بشرتها حمرة مخلوطة بالدموع " تصورت نفسي إني واحدة من المصابين وكان وارد إني أكون واحدة منهم، عشان بسافر كل شهر بقطر الصعيد.



كل شهر تسافر صباح من القاهرة إلى الصعيد مسقط رأسها بواسطة القطار، تزور عائلتها وتعود إلى القاهرة موطن الزوجية " امبارح كنت في المحطة، يعني كان ممكن أتعرض أنا لنفس الحادثة، لكن الحمد لله، وأصريت أني آجي هنا عشان أقدر أساعد في أي حاجة".


يتقطع صوتها أثناء الحديث، بينما ترتفع يدها بشكل عفوي لحبس دموعها المتساقطة على وجنتيها، وحولها أصوات المتبرعين الذين وقفوا في صفوف متوازية وأحيانًا متداخلة يعلوا صوتهم للسماح لهم بالتبرع للمصابين، فكلما اقترب الليل كانت الأعداد في تزايد، وفرص الدخول للتبرع باتت صعبة لدى صباح " أنا خلصت كل اللي ورايا وجيت، وحاسة بانبساط من العدد الكبير ده، الناس كلها فيها خير بعيد إني اتبرع أو لأ".




بـ منشور متداول على مواقع التواصل يطلب متبرعين بالدم، عرف طارق إسماعيل بالحادث، انتظر انتهاء محاضراته بكلية الهندسة في جامعة أكتوبر، ليتوجه إلى مستشفى الهلال الأحمر قبل أن يضرب طريقًا ليس قصيرًا بالسفر إلى بنها مسقط رأسه " أول ما شوفت البوست على الفيسبوك جيت على طول وقلت لازم اتبرع ومش مهم السفر".


هذه أول مرة يشارك فيها الطالب العشريني بحملة للتبرع بالدم، حتى مطالب التبرع بالدم في الطرقات ومحطات المترو لم يستجب لها، لكن هناك ثمة شيء جذبه إلى التبرع لمصابي القطار " حسيت إني تبرعي ممكن ينقذ إنسان من الموت".


من منطقة الألف مسكن إلى ميدان رمسيس، جاء أيمن محيي الدين مهرولًا إلى مستشفى الهلال الأحمر، لم يتفاجأ الطالب الجامعي من الأعداد الكبيرة التي طوقت مبنى المستشفى " ده المتوقع مننا في الأوقات دي إننا نشوف عدد أكبر من كده".




مثل أقرانه من المتبرعين علم أيمن بنبأ الحادث من على مواقع التواصل الاجتماعي، انتظر حتى أنى محاضراته في الجامعة، ليعود مسرعًا إلى المستشفى، إلا أن هذه المرة من التبرع مختلفة بالنسبة لأيمن عن المرتين السابقتين للتبرع بالدم لشقيقته ولأحد مرضى السرطان " إحنا هنا بنتبرع عشان ننقذ عشرات الأرواح مش روح واحدة، فالموضوع مختلف وصعب.