الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب البراهمي تكتب: منظومة فاشلة ‎

صدى البلد

وزارة النقل وهيئة السكك الحديدية فاشلة بكل معنى الكلمة السبت الماضي شاهدت بعيني في قطار989 الإسباني الدرجة الثانية والمتوجه من أسوان الساعة العاشرة مساء إلى القاهرة أن الكمساري أخذ من كل شخص له كرتونة صغيرة مبلغ 36 جنيها غير ثمن تذكرته على أساس أن تلك الكرتونة طرد ..ولا يحق له أن يصطحب معه غير شنطة سفره الصغيرة.

وكان كل الذي يحمل كرتونة واحدة طالب ذاهب ليدرس إنسان بسيط لا يملك مالا، ويأخذ ماله ونفقاته من والده أو والدته والذين لديهم أخوة غيره ومصروفات الله وحده يعلم بها.

وعندما تدخلت في الحوار ورفضت هذا السلوك من الكمساري وتدخل بعدي بعض الأشخاص قال إنها تعليمات ولا يريد أن يصعد إلي القطار مفتش ويجازيه هو نفسه بغرامة.

وزارة فاشلة تضغط على المواطن البسيط ولا تهتم لظروفه في قطار متهالك قديم وخدمة في منتهى السوء، ولا يوجد بها قطار آدمي غير ال VIP الدرجة الأولى منه فقط.

وتتوالى اليوم الأحداث المؤلمة والمحزنة والمتكررة في منظومة فاشلة لا تهتم بحياة المواطن، ولا كرامته ولا تحافظ على سلامته.

بدءا من المزلقانات التي لا يوجد بها أكثر من عامل فتحدث كوارث عند مرور القطار إلى اشتعال القطار بمن فيه.

مرورا بعدم وجود دورة مياه نظيفة يستعملها الإنسان في سفر قد يصل إلى 14 ساعة إذا كان متوجها من أسوان إلى القاهرة.

أو تسع ساعات لو كان من قنا للقاهرة في قطار المفروض في وصفه وتذكرته وسعرها أنه مكيف سريع.

كنت سأكتب عن الإتاوة التي تفرضها السكك الحديد على الركاب في مواصلة يجدها المواطن الأساسية قبل الميكروباص والاتوبيس. 

كنت أتعجب هل يعلم الرئيس عبد الفتاح السيسي بتلك الإتاوة التي تفرضها وزارة النقل على المواطن البسيط. وتضغط عليه أكثر مما هو مضغوط  ليزداد ألما ويشعر بالسوء تجاه بلده ووطنه.

ثم جاء هذا الحادث المفجع والذي يدمي القلوب، ولسوء التفكير والتصرفات يمتلئ النت بصور الحادث المؤلم. والأشخاص الذين لقوا ربهم شهداء.

فيزيد من حسرة وألم أهاليهم دون مراعاة للمشاعر أتمنى أن يكون ذلك الحادث هو الأخير في منظومة السكك الحديدية ووسائل النقل عموما أتمنى أن يتم إصلاح وسيلة النقل الأساسية والمفروض الأكثر أمانا للمواطن.

وأن يراعي فيها تقديم الخدمة الآدمية والجيدة بدءا من وجود دورة مياه نظيفة، وتكييف يعمل في فصل الصيف في عربة تحتوي على أكثر من ستين راكبا في جو خانق، وإن يتم وضع عربات للمدخنين وأخرى لغيرهم ليختار عند شباك التذاكر.

وإن يتم تعيين أكثر من مسئول في كل جهة، سواء مزلقان أو سائق قطار.

أتمنى أن تتغير تلك المنظومة كلها لصالح الإنسان المصري وأن يكون هناك متابعة دقيقة لمعرفة كيف تدار تلك الوزارات وماذا تقدم من خدمات للمواطن, ومدى تناسب أسعار تذاكرها مع عامة الشعب، وكيف يمكن تطويرها بدلا من القطارات المتهالكة والتي في حالة لا يرثي لها, وعقوبات رادعة للمتسببين والمهملين الذين لا يقومون بواجبهم في أعمالهم ومتابعة الموظفين والعاملين الأصغر. 

البقاء لله وحده ورحم الله شهداء مصر.