الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد 24 ساعة من حريق محطة مصر.. رائحة الموت والخوف تفوح من رصيف 6.. صور

صدى البلد

صباح الخميس، المكان كما هو، والزحام أقل قليلا من المعهود، نفس المارة، ولكن بوجوه مختلفة، رسم عليها الرعب، الخوف من ملاقاة نفس مصير الركاب أمس، رائحة الموت مازالت تطغي على المكان، ليغدو رصيف 6 بمحطة مصر بمثابة رصيف الموت الذي شهد أبشع حادث أمس أودى بحياة العشرات ممن تفحمت جثثهم وآخرين أحرقت أجسادهم بالنيران.

المشهد اليوم لم يختلف كثيرا عن أمس، بخلاف الضحايا والنيران، الدموع تنهمر من المارة بالرصيف الذين تسارعت خطواتهم مرورا بالمكان، يهرول أحد المسافرين حاملا حقائبه يدفعه الخوف للركض وتوقفه عيناه لتخيل حادث أمس، فتعجز قدماه عن مواصلة طريقها ويقف شاحب اللون أمام الرصيف، ليتمتم بكلمات غير مفهومة، يمسح بأنامله دموعه التي فاجأت خديه، ليخفيها بسرعة ويكمل طريقه.

المارة في الرصيف ينظرون إلى حطام القطار في حالة ذهول، تبحلق الأعين أمام الحطام، منهم من رفع هاتفه لتصوير المكان وتوثيق الحدث، ومنهم من مر بجواره مرور الكرام، ومن لم يستطع حبس دموعه فخرجت مع طرفة عينه، ليكون المارة بمثابة زائري لجنازة ضحايا احترقوا فأشعلوا قلوب المصريين حزنا عليهم.

الحاج حامد، عامل قمامة برصيف 11، لطالما كرهه ولكن أمس فقط، اعتبر هذا الرصيف هو طوق النجاة من حادثة كادت تودي بحياته، واليوم لم يفارق حامد الرصيف، يجلس في أحد أركانه يبكي زملاءه الذين رحلوا في حريق أمس.

يجلس عم نوح في كشكه برصيف رقم 6، ابتسم له قدره أمس ليكتب له حياة جديدة، ليهرب بروحه من النيران التي خطفت أصدقاءه، مازال يتذكر أمس ويمرر الحدث أمام عينيه كشريط الفيلم الذي تعاد أحداثه، صوت الصراخ والعويل حرمه من النوم أمس.

يروي عم نوح كيف انقلب المشهد في غضون ثوانٍ، وتحولت إلى لحظة مأساوية، استطاع النجاة بنفسه من بين ألسنة النيران، حاول إنقاذ بعض من لم يستطع النجاة منها، بواسطة طفاية الحريق الصغيرة المثبتة في كشكه، التي لم تغن أو تكن ذات جدوى في الحادث.