الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.جيهان جادو تكتب: مصر أقوى من الألم

صدى البلد



اكتب تلك الكلمات وقلبي يعتصر ألما علي ضحايا القطار الأخير في محطة مصر . هذا الحادث الذي راح ضحيته المواطنون الابرياء وكل ذنبهم انهم يذهبون الي أعمالهم وقضاء اشغالهم بالقطار هذه المحطه التي لها تاريخ كبير والتي كانت تعد ثان محطه في العالم . ناس أبرياء ضحايا الاهمال والاستهتار من بعض عمال السكه الحديد وسائقي القطارات الذين هم غير مؤهلين ابدا لتحمل مخاطر ارواح بريئة تستقل تلك القطارات يوميا .

تلك الحوادث تتكرر في كل دول العالم واعلم ذلك جيدا ومن الوارد جدا ان يحدث في اي مكان لكن ماذا بعد ؟في اي مكان يتم محاسبة المهمل والمقصر حسابا رادعا بالاضافه الي برامج تاهيليه وتدريبه علي اعلي مستوي لتأهيل السائقين وأيضا يتم تطوير تلك القطارات والاشراف عليها بشكل دوري .

مصر دوله كبري تحملت الكثير من أبنائها وهي ضحية الاهمال والفساد من البعض الذين شوهوا فيها كل ما هو جميل .

كلمتي لكل مقصر ومفسد ومهمل في عمله كيف تواجه الله سبحانه وتعالي وانت تحمل في رقبتك دماء هؤلاء الابرياء . كيف تقف أمام الله وانت كنت يوم ناهب لخيرات هذا البلد. كيف تستطيع أن تتعايش مع الحياة وانت سلبتها من غيرك باهمالك او كنت سببا في إصابة او وفاة بريء .

ولكل مسؤول ان لم تكن علي قدر المسؤوليه لماذا تقبل بها ؟ ان لم تكن يوما عين الله التي تحرص الابرياء علي الارض وتكون سببا في قضاء حوائجهم لماذا السعي وراء المسؤلية . اننا جميعا مسؤلون امام الله وحده عن كل من سأل لبريء ولكل روح زهقت بدون سبب .

ولكل من يستغل اي حادثه لإثارة الفتنه وبث روح الحسره والغضب في نفوس أبناء المصريين هو محاسب امام الله بكل أسف مات الضمير فمات معه كل شيء . فقدنا الانسانيه وأصبحنا نتراقص علي جثث الموتي لنلتقط صورا للذكري .فقدنا الاخلاق فأصبح كل منا يتملص من المسؤلية . فقدنا النخوه وأصبحنا نشمت في الكوارث والحوادث بل ونحرض علي الدوله ونستغل الانسانيه لنتكسب منها ونتاجر بها .

ونسينا او تناسينا ان العمر كله بيد الله وأن الوطن غال لا يقدر بثمن وأن الأصيل يظهر وقت الشده . لكن مصر باقيه واقوي من الألم. لابد للتماسك والترابط بعد كل أزمة وبعد كل ضيق لان بلدنا تستحق المثابره. وطنا ينزف من الألم والاحزان المتكرره لكن له أبناء شرفاء يساندونه ويتكاتفون وقت الضيق .

ان منظر الشباب الذي تهافت امس علي المستشفيات للتبرع بالدم هو نتاج طبيعي لأصل المصري ومعدنه . نعم هناك الم لكن مع الالم يخرج الأمل
وستظلي يا مصر دوما اقوي من الألم