الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ميسرة السيد تكتب: في استقرارنا...نستثمر

صدى البلد

انعقدت أول قمة عربية أوروبية بشرم الشيخ برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الاتحاد الإفريقي، وشهدت القمة حضور كثيف من الجانب العربي، وكذلك الجانب الأوربي حيث تم مناقشة العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وهي: الإرهاب، الهجرة غير الشرعية، الجريمة المنظمة عابرة القارات، وغيرها من القضايا الإقليمية.
كما انعقدت أول قمة تحت رعاية مصرية خالصة، وتمثل عظمة اللقاء في تجمع أكثر من خمسين دولة ذات مركزية في منطقتها بالإضافة لحضور رئيس الاتحاد الأوروبي، رئيس المفوضية الأوروبية، ومسؤول العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، وذلك لا يحدث إلا في اللقاءات الخاصة بالاتحاد الأوروبي، كما حضرت المستشارة الألمانية، وملك السعودية الذي أعطى للقاء ثقل قوي، ووضح اهتمام الدول العربية بهذا الحدث الجليل الذي لم يحدث من قبل.

إن الترتيبات اللاحقة لهذا الحدث سوف تكون عميقة، ومؤثرة في المنطقة، ولا يمكن إغفال دور الدبلوماسية المصرية، وكذا الخارجية المصرية؛ لترتيب تلك القمة التي جمعت الأقطاب العربية، والأقطاب الأوروبية، وتمثل أهمية اللقاء حول محورين أساسيين، فالمحور الأول يشير إلى حرص الدول العربية، وكذلك الأوروبية التوافد إلى مصر، وذلك لأن العالم بتغيراته وتحدياته يتمركز تمركزًا قويًا من حيث الاستقرار، ويأتي الاستقرار من البقاء، فالدول التي تذهب لا ترجع مرة أخرى، فدول كالصومال، سوريا، العراق، مالي، وتشاد كلها غنية بمواردها الطبيعية وبالتواجد الاستثماري فيها، لكنها ذهبت بسبب عدم الاستقرار، إذَا فتواجد الاستثمار لابد أن يسبقه الاستقرار، والاستقرار يعني إقامة منطقة يتواجد بها تنمية اقتصادية حقيقية، فالاستثمار في العقول والموارد مهم للحفاظ على المنطقة.

أما المحور الثاني يتمركز حول تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على المنطقة، وبخاصة على أوروبا، فالخروج البريطاني هو خروج متعمد خلفه إرادة سياسة دولة مهيمنة متحكمة ألا وهي: الولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن الجزم الآن بأن الديمقراطية أصبحت لاتؤول لشعوبها بل تؤول لأصحاب الإرادة السياسية، والهيمنة العالمية.

وبسبب تلك التداعيات، تسعى الدول الأوروبية لإيجاد بديل اقتصادي يتمثل في الدول العربية بزعامة مصرية، وإذا تساءلنا عن سبب اختيار مصرلتلك المهمة المحورية، فإن هذا يكمن في عدة نقاط، أولًا:استطاعت مصر إيجاد مجال حيوي لها، ولم يكن ذلك متاحًا منذ فترة طويلة، ثانيًا: قامت مصر ب87 لقاء بينها وبين إفريقيا بمعدل أكثر من زيارتين أساسيتين في الشهر، وأدى ذلك لوجود تواصل حقيقي بين مصروإفريقيا تبلور في رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي2019، وكذلك وجود تبادل اقتصادي تكاملي بين مصر والقارة السمراء، ثالثًا: ربطت مصر بينها وبين دول الخليج خاصة السعودية والإمارات من خلال زيادة نسبة الاستثمارات، كذلك العمل التكاملي العسكري الذي ظهر جليًا في معرض إيديكس، وقد أظهر المعرض التعاون المصري الإماراتي في الإنتاج العسكري، ليس ذلك فحسب، بل تعاون مصر والسعودية والإمارات في فك الحصار بين إثيوبيا وإريتريا، رابعًا: استطاعت مصر فرض سيطرة حقيقية على دولة ليبيا، فأغلقت طريق الهروب الإفريقي ذلك المنفذ الخطيرالذي يصدر أكثر من 20 ألف مواطن كل شهر لأوروبا، ويمثل ذاك عبء على الاقتصاد الأوروبي بخاصة الاقتصاد الفرنسي؛ لأنها أكثر الدول المتضررة، وتبين ذلك من خلال زيارة الرئيس الفرنسي لمصر منذ فترة وجيزة رغم الاضطرابات التي تشهدها بلاده.
دشنت القمة العربية - الأوروبية اللبنات الأولى لتحالف سياسي واقتصادي وعسكري قادم؛ للتحرر رويدًا رويدًا من الهيمنة الأمريكية، وستكون مصر هي محور هذا التحالف؛ لأنها محور الارتكاز الأفرومتوسطي ليس هذا فحسب، بل بداية إعلان قوى إقليمية جديدة بزعامة مصرية.