الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثمار اكتشافات المتوسط.. خبراء عن خطة مصر لتحويل المركبات للغاز: توفر للدولة 517 مليون دولار سنويا

الإكتشافات البترولية-أرشيفية
الإكتشافات البترولية-أرشيفية

تخطط مصر لتحويل المركبات للعمل بالغاز الطبيعى، فى خطوة تهدف لدعم الاقتصاد المحلي وحماية البيئة وخفض البصمة البيئية، فضلًا عن تلافى تنفيذ خطة رفع الدعم كليًا عن المحروقات، فى ضوء ما حققته مصر من نجاحات كبيرة فى اكتشافات حقول للغاز من المتوقع أن ترفع حصيلة إنتاجها لـ 8 مليارات قدم مكعب غاز يوميًا خلال الأشهر المقبلة، وذلك وفق بيانات أعلنتها وزارة البترول.

ويرى الخبراء أن خطوة تحويل المركبات مهمة لمستخدميها والاقتصاد ككل، وخطوة ضرورية تأخرت كثيرا وسبقت بها دول العالم وتطبيقها يوفر لخزانة الدولة ملايين الدولارات مقابل ما يتم استيراده من الخارج.
وقال الخبير البترولى مدحت يوسف، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق، إن خطة مصر نحو تحول مركباتها للعمل بالغاز تقلل الضغط على الموازنة العامة للدولة والتى لا تتحمل أى تكلفة دولارية مباشرة، لافتا إلى أن توافر الغاز الطبيعى بكميات كبيرة سيخلص مصر من أعباء الفاتورة الدولارية السنوية لوقود السيارات.


وأضاف "يوسف"، فى تصريحات لـ"صدى البلد"، أن قيمة الغاز الطبيعي تعادل 3 دولارات للمليون وحدة حرارية، فإن طن البنزين يعادل 47 مليون وحدة حرارية، وقيمة الطن الواحد من البنزين يصل سعره إلى 650 دولارا عند سعر لخام برنت 62 دولارا، وبالتالي فالمليون وحدة حرارية تعادل 14 دولارا، وهذا يعني توفير 11 دولارا لكل مليون وحدة حرارية عند استخدام الغاز الطبيعي بديلا للبنزين المستورد، موضحا أنه عند استبدال مليون طن بنزين الكمية المستوردة من الخارج للسيارات بالغاز الطبيعي المضغوط من إنتاج مصر المحلي، فهذا يعني توفير ما يعادل 517 مليون دولار سنويا.
وأظهرت إحصائية للجـهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن عدد المركبات المرخصة حتى نهاية 2018 وصل داخل نطاق المحافظات لـ 12 مليون سيارة مرخصة، بشتى أنواعها، والتى يتم ترخيصها من داخل الوحدات المرورية المنتشرة بجميع أرجاء المحافظات.
وأكد أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة البريطانية ثروت راغب، أن اتجاه الدولة للتوسع فى تحويل السيارات للغاز خطوة مهمة للاقتصاد تقلل من عجز الموازنة وتوفر ملايين الدولارات التى تتكبدها الموازنة مقابل استيراد وقود من خارج البلاد، لافتا إلى أن تحويل 200 سيارة للعمل بالغاز سيوفر مليون دولار سنويا لخزانة الدولة.

 


وأضاف "راغب"، فى تصريحات لصدى البلد ، أن الدولة تتجه لتنفيذ هذه الخطة على أكبر قدر من مركباتها الأن للإستفادة من كميات الغاز المتوفرة من الإكتشافات البترولية الأخيرة، فضلاً عن أنها مبادرة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي  فى ضوء توجيهاته بتحويل كل المركبات فى مصر للعمل من الوقود إلى غاز طبيعى.


ولفت الخبير البترولى إلى أن أهمية عملية التحويل لا تقف فقط عند العائد الاقتصادى بل تمتد لأبعاد أخرى من بينها أنه يطيل من عمر السيارة على عكس الوقود "السولار"، ويقلل من معدلات التلوث الهوائي.

وأوضح "راغب" أنه توجد فى مصر شركة متخصصة تقوم بعملية التحويل تعرف بـ"غازتك"، تقوم بتحويل المركبات التي تعمل بالوقود التقليدي إلى العمل بنظام وقود مزدوج وتستغرق عملية التحويل من أربع إلى خمس ساعات.

يذكر أن مصر أعلنت فى ديسمبر الماضي أن حقل "ظهر" سيحقق إنتاجًا يصل إلى 3 مليارات قدم مكعب يوميًا من الغاز خلال العام الحالي، بدلًا من ملياري قدم مكعب يوميًا بنهاية 2018.

يشار إلى أنّ إنتاج مصر من الغاز الطبيعي بلغ قرابة 6 مليارات قدم مكعب يوميًا في يوليو الماضي، فيما اكتشفت شركة "إيني" الإيطالية حقل ظهر في عام 2015، الذي تشير تقديرات إلى أنه يحوي 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، منذ بدء تشغيل حقل ظُهر في ديسمبر الماضي.

وأوقفت مصر استيراد الغاز الطبيعي المسال من الخارج، بعد أن تسلمت آخر شحناتها المستوردة في سبتمبر الماضي.