الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.هشام فهمي يكتب: إصلاح السكة الحديد

صدى البلد

نعي جميعًا أن آخر موجة للثورة في "30 يونيو" قد سبقتها فترة عصيبة مر بها الشعب المصري، من فساد واستبداد وإهمال وغياب تام للعدالة الاجتماعية والحكم الرشيد، وخلق صف تالي من الشباب قادر علي القيادة، مما جعل الشعب"القائد والمعلم" يتخذ قراره بالخروج لأزاحه هذه الأنظمة، وكان الشباب "أيقونة الثورة" لأنهما أصحاب الجهد الأكبر في كسر الأغلال_ ولأن الشباب يهدأ ثم يثور كالموج يقتلع كل من يقف في طريق تحقيق طموحاته في النمو والتقدم لمصرنا الحبيبة _ثم استقرت سفينة البلاد بانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي خرج من رحم الشعب المصري مناديًا بالإصلاح والتنمية الاقتصادية الشاملة ومواجهة كافة التحديات، واستقلال القرار السياسي ووحدة الشعب المصري ضد التشرذم، وتثبيت جذور الدولة المصرية في الداخل والخارج، ومُصر علي حشد الشعب لهزيمة الإرهاب الأسود والإهمال الذي عشش في جميع القطاعات والذي مازال يحصد أرواح المواطنين.

لكن كلنا يعلم أن المؤامرة الكبري التي حيكت لتجريف مقومات الشعب المصري وإنسانيته وأخلاقه في السنوات السابقة علي الثورة لن يتم محوها بسهولة، وأن مع كل حادثة سواء كانت بسبب الإرهاب أو الأهمال نجد أن العنصر البشري هو حجر الزاوية فيها والسبب الرئيسي لها، فالإرهاب سببه تتطرف العنصر البشري والإهمال سببه المباشر العنصر البشري، لذلك كان لازما علي المفكرين أن يطرحوا رؤيتهم التي تساعد القادة في إصلاح ما أفسدته الأنظمة السابقة وفي اتخاذ القرارات للعبور بالبلاد إلى بر الأمان، والسؤال الذي يشغل بال الكثير منا، من أين أو كيف يبدأ الإصلاح؟ _"نبدأ بإصلاح الإنسان أو إصلاح المعدات " _ ولتبسيط الفكرة للقارئ, فلنضرب المثل التالي, وهو عملية تبديل افتراضية بين قبيلة أفريقية مازالت تعيش في الجبال ودولة متحضرة مثل اليابان، وتم نقل جميع أفراد القبيلة للإقامة في اليابان ونقل اليابانيين للعيش في مكان القبيلة بين الجبال، كلنا سيلاحظ ان الشعب الياباني _بما يمتلك من علوم وأفكار وثقافة وأشخاص مهرة_ سوف يغير البيئة القبلية إلي مدينة حضارية، في المقابل فإن فقدان أفراد القبيلة للأفكار والثقافات ومهارة الأشخاص سوف تهدم دولة اليابان علي بكرة أبيها.

فلكي نبدأ الطريق الصحيح نحو إصلاح مرفق السكة الحديد، يجب أن نحدد الطريق هل هو إصلاح العنصر البشري بجميع قطاعاته العليا والدنيا ؟ أم إصلاح العنصر المادي من المعدات والآلات والأدوات؟, أنا مؤيد للرأي القائل بأن الإصلاح يجب أن يكون أولًا لبنية العنصر البشري، ثم يتم التفكير في إصلاح المعدات والآلات, ولنرجع إلي المثل السابق فقدرة الشخص الياباني الفكرية ومهاراته الشخصية كانت عامل البناء عندما نقل إلي الجبال، وانعدام البنية الفكرية والشخصية عند أفراد القبائل الإفريقية كانت عامل هدم لأنهم لم يستطيعوا التعايش مع الحضارة والتقدم.

شعب مصر العظيم، يخطئ من يظن أن الدولة يمكن أن ترجع إلي الوراء, فنحن الآن في ظل عهد جديد, وكما ذكر سيادة الرئيس، أن الإرهاب والإهمال وجهة لعملة واحدة، يجب أن تكون المرحلة القادمة، مرحلة إصلاح لعوالم الأفكار والأشخاص والأشياء، بذلك نستطيع أن نبني مصر الجديدة التي يحلم بها الجميع. وفي مقدمتهم الشباب ....حمي الله مصر وشعبها وجيشها.