الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هادي المهدي يكتب: درس في المنطق

صدى البلد

ما نفتقد إليه في هذه الجغرافيا التي لا تلقي بالا للعلم وقيمته وطرائقه التي برزت في أوروبا مع بزوغ عصر النهضة وانقضاء مرحلة القرون الوسطى المظلمة هو المنطق أو علم المنطق.

أول من تحدثوا في المنطق هم اليونانيون ويعد رائد هذا المجال هو الفيلسوف اليوناني العظيم "أرسطو".

وكان المنطق وقتها منطقا واحدا وظل هكذا حتى القرن التاسع عشر ومع تجلي عصر التنوير وتوسع العلوم تفرع المنطق إلى منطق رياضي ومنطق فلسفي ومنطق تصوري ومنطق تجريبي وغير ذلك الكثير.

إلا أن ما أعنيه في هذا المقال علم المنطق في أصوله الأولية إذ أجد الحاجة ملحة لطرق هذا الباب للسبب الذي ذكرت مقدما وهو أن هذه الجغرافيا العربية والإسلامية لا تلقي بالا لهذا الشأن انطلاقا من حجة قيلت في عهود الخلافة العباسية بأن من تمنطق فقد تزندق ومن هذا المنطلق حرقت كتب بن رشد وتم تكفير بن سينا والفارابي.

أهمية المنطق تبرز في أنه منهج للتفكير والاستدلال وهذا احد ابسط تعريفاته غير التعريف الكلاسيكي له وهو أنه العاصم للإنسان من الوقوع في الخطأ العقلي.

نسأل سؤالا منطقيا بسيطا الآن في مستهل هذه المجموعة من المقالات عن المنطق: ما الفرق بين النقيضين والضدين contradictory and opposite وخير معين لنا في الإجابة علي هذا السؤال هي الأمثلة.

مثال 1 : إنسان ولا إنسان
مثال 2 : أعمى وبصير 

أما الأولى إنسان ولا إنسان فإنهما نقيضان فكل شيء في الوجود أما أنه إنسان أو لا إنسان ويستحيل أن يكون شيء ما إنسان ولا إنسان في نفس الزمان ونفس المكان لأن وجود أحدهما يجعل الآخر معدوما. 

أما المثال الثاني أعمى وبصير فما ليسا متناقضين إنما هما ضدان لأن هناك من الأشياء ما هو موجود ولكنه ليس أعمى أو بصير مثل الكرسي الذي تجلس عليه وهنا نفرق بين النقيضان بالمطلق والنقيضان بالملكة أي النقيضان للشيء الذي يمكن أن ينطوي علي هذه الملكة فالعمي والبصر نقيضان لمن يمكن أن يكون أعمى أو بصير أما الحرارة والبرودة فما ضدان لأنهما من الممكن أن يتعاقبان علي نفس الشيء في نفس المحل ولكن مع اختلاف الزمان فالشيء قد يكون ساخنا الآن باردا بعد قليل.

يبقى سؤال مهم نطرحه الآن هل هناك من شيء ليس له نقيض ولا ضد له ؟! .