الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طلعت القاضي يكتب.. الأخلاق والقيم قبل البطولات

طلعت القاضي
طلعت القاضي

هكذا هو الحال في مجتمعات نضجت وتحضرت وتعاملت مع الرياضة عامة وكرة القدم خاصة بوضع معايير وأسس أخلاقية وإبداعية تسير على نهج مستقيم وقواعد للنبل والقيم في تنفيذ أصول اللعبة .

منذ أيام شاهدنا تعمد لاعب ريال مدريد الأسباني سيرجيو راموس الحصول على بطاقة صفراء في مباراة فريقه أمام أياكس امستردام الهولندي بدوري الأبطال الأوربي في لقاء الذهاب الذي أقيم بين الفريقين بهولندا ، وذلك في حيلة منه للغياب عن لقاء العودة في مدريد وحتي يتسنى له اللعب بإرتياحية في حالة صعود الريال للأدوار المقبلة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فشلت خطة اللاعب وسقط الريال في لقاء العودة.

وهنا لم تمر هذه الواقعة مرور الكرام على مسئولي الإتحاد الأوروبي لكرة القدم وخاصة عندما أعترف اللاعب وصرح أنه تعمد الحصول على بطاقة صفراء في الدقائق الأخيرة من المباراة .

فقد قرر الإتحاد الاوروبي على إثرها إيقاف اللاعب مباريتين كعقوبة على فعله الغير لائق أخلاقيا وأيضا على نفس نهج احترام وتقدير أصول لعبة كرة القدم تعالت أصوات في مختلف الصحف الإنجليزية تطالب بإيقاف النجم المصري ولاعب ليفربول الإنجليزي محمد صلاح مباريتين أيضا .

صلاح الذي تم إتهامه بخداع حكم اللقاء الذي أحتسب له ضربة جزاء في مباراة ليفربول ونيوكاسل في الدوري الانجليزي والتي سجل منها صلاح الهدف الثاني في اللقاء ولكنه تم تبرأة صلاح من تهمة السقوط والإدعاء.

في تلك الحالتين على سبيل المثال وليس الحصر نجد هناك فارق كبير في التعامل مع تلك الحالات التي يثبت فيها التحايل والإدعاء والسقوط ومحاولة تضليل الحكم داخل ملاعب كرة القدم .وتلك الظاهرة التي نعيشها في ملاعبنا من تحايل وإدعاء السقوط وتعمد الحصول على الكارت الأصفر والذي يكون احيانا متفق عليه مسبقا بين اللاعب وإدارته حدث ولا حرج. ويظهر ذلك بوضوح عندما يتولى حكام أجانب إدارة مباريات تسند اليهم في ملاعبنا وسط إندهاش واستغراب من المبالغة في تلك الإدعاءات والسقوط المتكرر .هل أصبحت تلك الظاهرة في ملاعبنا غاية تبرر الوسيلة؟ ؟؟

ومتى نستطيع صناعة قرارات رادعة لتلك الظاهرة؟؟؟

والتي أصبحت تسيطر على أسلوب اللعب داخل ملاعبنا والتي على إثرها تهيج الملاعب من مدرجات تشتعل مصحوبة احيانا بهتافات وشتائم وأجهزة فنية لها ردود أفعال غير محسوبة كأن ترى الجهاز الفني بالكامل داخل أرضية الملعب معترضين على قرار الحكم

فهناك حكم يثبت في قراره وآخر يهتز، هيجان عام وسط غياب تام للإحترام والاخلاق والقيم والتأدب في التعامل مع اللعبة التي أساسها الاخلاق والروح الرياضية .وهنا يأتي ذكر أيقونة الأخلاق ورمز الإنضباط وصاحب الخلق الرفيع في ملاعبنا على مر التاريخ. ( الكابتن علي خليل ) اللاعب الخلوق صاحب المبادئ والقيم العليا والذي ضرب لنا المثل الأعلى في التحلي بالخلق الرفيع لاعب نادي الزمالك في جيل السبعينات وصاحب واقعة الإعتراف الشهيرة والمعروفة للجميع وذلك عندما سدد علي خليل الكرة تجاه مرمي نادي الإسماعيلي لتدخل المرمى من خارج الشبكة موسم 78-79 وسط فرحة عارمة وإحتفال من جماهير نادي الزمالك بالهدف والذي كان كفيلا بتتويج الزمالك بطلا للدوري بالتعادل مع الاسماعيلي. ليفاجئ علي خليل الجميع مصرحا للحكم أن الكرة من خارج الشباك وليس من الداخل وسط ذهول من الجميع وبكل شجاعة لم يخشى جمهوره العريق ولا إدارته المتربصة

وهذا الخلق والصدق من جانب النجم علي خليل .درس للجميع في نبل الأخلاق وإحترام الخصومة والصدق مع الذات. يحيا علي خليل وتحيا سيرته وخلقه .لا يكفي ياسادة التحدث عن المبادئ والأخلاق بالقول والشعارات فقط بل الأخلاق والقيم قبل كل شيء .

بل هي كل شيء قبل حتي الفرحة والمتعة التي تمارس من أجلها كرة القدم ...