الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ومن اللهو ما قتل.. قصة مأساة فرحة تخطف أرواح أطفالها

العاب الموبايل
العاب الموبايل

يبدو أنه كما كانت للتطورات التكنولوجية الحديثة إيجابيات كثيرة، كانت لها سلبيات أكثر، إلا أن أبرزها القتل الإلكتروني، فهل توقعت أن تدفع الألعاب الإليكترونية أصحابها إلى القتل؟ هذا ماحدث وما زال يحدث.

على مدار العامين الماضيين، ولم تتوقف الألعاب الإليكترونية التي تستهدف الشباب، والتي طورت من نفسها بصورة أسرع من تطور التكنولوجيا ذاتها، والتي سببت حالة من العزلة لدى الأطفال والشباب في المراحل العمرية المختلفة، وصلت في بعض الأحيان إلى دفع مستخدمها للتخلص من نفسه والانتحار.

اللهو القاتل.. هكذا بات تسميتها بعدما تسببت تلك الألعاب في قتل العديد من الشباب في مختلف دول العالم، والذين لم يكف غيرهم عنها رغم كثرة التحذيرات من تلك الألعاب، وخطورتها.

مومو المرعبة

موجة تلو الأخرى، تصحب كل لعبة جديدة، بعدما تفتضح أثارها، والتي أخرها، تحدي «مومو»، على الهواتف المحمولة وخاصة عبر تطبيق «واتس آب» والتي تطلب من الأطفال القيام بتحديات خطيرة مثل إيذاء النفس او الغير، والتي تصل في بعض الاحيان إلى دفع صاحب اللعبة لتحدي نفسه بالانتحار.

التحدي الذي سمع الكثيرون كلمات أغنيته، والتي تحث على الرعب والعنف والقتل، حيث أن كلماتها: «مومو .. مومو .. مومو سوف تقتلك، ستأتى لك فى الليل، عندما تجلس فى سريرك، وفى الصباح ستكون ميتًا، هل تريد مفاجأة، انظر فى عينيها، أنا لا أكذب عليك.. مومو ستقتلك، هل ما زلت لا تصدقنى، هل تعتقد إنها مصنوعة من الحجر؟ ستصل إليك عندما تكون فى المنزل بمفردك.. مومو.. مومو».

صيد الضحية

اللعبة التي تبدأ الوصول للأشخاص على طريقة تحدي، ترحب بضحاياها بكلمات: «مرحبا أنا مومو.. أعرف كل شيْ عنك، هل تود تكملة اللعبة معي؟ إذا لم تلتزم بتعليماتي سأجعلك تختفي من على الكوكب دون ان تترك أثرا»، هكذا يبدأ التحدي بفتاة ذات عيون واسعة ومنتفخة بلا جفون وشعرها أسود، لتطل من خلال تلك الصورة على الأطفال والمراهقين، من خلال تطبيقي «فيس بوك» و «واتس آب».

بعد موافقة الطفل أو الشاب على خوض التحدي، وبدء اللعبة، يتلقي إجابة من «مومو»، كما يمكنه ان ينتظر لأيام تستخدم فيها الفتاة المرعبة صورتها وتحدث الضحية باللغة التي يفهمها، والتي تشترط عليه عدم تكرار الإجابة ذاتها، وعدم الإجابة على سؤال طرح من قبل، وفي حال مخالفة ذلك يتم تهديدة بأنها ستخفيه من على سطح الأرض.

رعب وسرقة 

التطبيق الخبيث لا يقتصر على دفع الأطفال والشباب للتحدي، لأنه بمجرد الضغط على صورة «مومو»، والحديث معها، تطلع على جميع الصور والفيديوهات وأرقام الهواتف الخاصة على الجهاز المحمول، حتى توهمهم بأنها تعرف كل شيْ عن المستخدمين وتعمل على ابتزاز المستخدمين لإجبارهم على تنفيذ المطلوب.

«مومو»، لم تكن هى البداية وكما انها لن تكون النهاية من بين الألعاب الإليكترونية التي تهدد حياة الأطفال والمراهقين، حتى أنها تعد استمرار للعبة «ببجي»، والتي أدمنها العديد من المراهقين، حتى أنها كانت سببا في قتل أحد الطلاب لمعلمته داخل إحدى المدارس بعد إمانه لهذه اللعبة، والتي شهدت العديد من الدول حوادث عنف للمراهقين بسبب تلك اللعبة كان من بينها العراق التي أعلنت فيها الحكومة، مقتل أحد الطلاب خلال محاكاته للعبة.

الإفتاء تحذر

دار الإفتاء المصرية من خلال مرصدها الإليكتروني، أصدرت بيانا حول لعبة «مومو» إنّه رصدت أخبار عن حالات قتل من مستخدمي هذه اللعبة، وحدّدت عشر نصائح لتجنّبها، أهمها: متابعة أولياء الأمور لأبنائهم بصفة مستمرة، ومراقبة تطبيقات الهواتف، وعدم تركها بين أيديهم لفترات طويلة، بالإضافة إلى «شَغل أوقات فراغهم بما ينفعهم».


المجلس القومي للأمومة والطفولة، أحد الجهات المنوطة في الحفاظ على الأطفال، حذر من تلك الألعاب، وحمل الأسرة دورا كبيرا للحفاظ على أرواح أبنائهم، وفقا لبيان أصدرته الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس في بيان، إن اللعبة التي وصفتها بـ«المميتة» تبدأ عن طريق متحكم غامض يرسل صورًا عنيفة الطابع إلى الطفل عبر التطبيق، أو من خلال الألعاب عبر الإنترنت، ويهدّد من خلالها الصغار في حال رفضهم اتّباع الأوامر التي تطلبها منهم، كما تشجع الأطفال على القيام بأعمال مؤذية، أو وضع أنفسهم في مواقف خطرة.

وناشدت العشماوي أولياء الأمور «بضرورة متابعة ألعاب أطفالهم باستمرار حتى لا يقعوا فريسة سهلة للقرصنة الإلكترونية، التي قد تعرض حياتهم للخطر».