الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد مئوية ثورة 1919.. كيف اختلفت الحياة الحزبية في مصر خلال مائة عام؟

صدى البلد

احتفلت مصر أمس بمئوية الثورة المصرية التي أسست للحياة الحزبية النموذجية وأفرزت عن حراك سياسيا أكثر تأثيرا لم تره مصر من قبل، وشكلت أول انتفاضة ثورية شعبية في تاريخ مصر الحديث، واستلهمت منها ثورة 25 يناير عام 2011 ضد مبارك، وثورة 30 يونيو عام 2013 ضد الإخوان.

وترتبط ثورة 1919 ارتباطا وثيقا بنشأة حزب الوفد إذ يمثل أعرق حزب سياسي عرفته مصر منذ مائة عام، وظل صامدا ومحافظا على رصيده التاريخي رغم الصراعات التى شابته مؤخرًا، وفى ضوء أحزاب أخرى استطاعت أن تتصدر المشهد السياسي في مقدمتها «مستقبل وطن» الذي استحوذ على غالبية رئاسات اللجان النوعية داخل البرلمان.

ويأمل سياسيون وحزبيون أن تستعيد مصر مكانتها الحزبية رغم تواجد بها ما يزيد على 104 أحزاب، مع ضرورة إعادة النظر في الأحزاب الموجود على الساحة لتفعيلها، بعد أن تراجعت أنشطة معظمها وغيابها بعد فشل فكرة الاندماج الحزبي وتشكيل ائتلاف يجمع كل القوى الحزبية.

من جانبه، قال المحلل السياسي طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن الحياة الحزبية فى مصر حاليا تشهد تراجعا ملحوظًا بغياب أدوراها بات انشغالها بالصراع على السلطة.

وأوضح "فهمى"، فى تصريحات لصدى البلد، أن الانطلاقة الحقيقية للحياة الحزبية فى مصر كانت مع بزوغ شمس ثورة 1919 والتى رسمت ملامح الحياة الحزبية فى مصر ونتج عنها حركة التغيير ونقل رسالة مصر من الداخل إلى خارج العالم لكبح جماح الاحتلال البريطانى على مصر آنذاك.

وأشار "فهمى"، إلى أن ثورة 1919 كانت نواة لوجود حياة حزبية على رأسها حزب الوفد وظهور أحزاب أخري مثل التيارات الليبرالية واليسارية حيث أثرت الحياة السياسية فى مصر.

وأضاف: أن الأحزاب السياسية فى مصر حاليا تشهد حالة من الضعف تحتاج إلى مراجعة وإعادة نظر وصياغتها من جديد، مشيرًا إلى أن الهدف من إنشاء الأحزاب حاليا بات من أجل الصراع على السلطة مع افتقاد الحزب لكيانه الفعلى حيث أصبح لا يتعدى كونه مجرد وحدة سكنية أو موقع الكترونى يعبر عن وجود حزب دون ظهور أداء أي دور منوط به.

وطالب "المحلل السياسي"، مجلس النواب بضرورة عمل مراجعة حسابية لكل الأحزاب فى مصر وتصويب أوضاع المقصرين وإلزامهم بخطة زمنية محددة تخدم المواطنين دون أن تلجأ لشطبها.

وعول "المحلل السياسي"، على مجلس الشيوخ المقرر عودته فى الحياة لمصر مرة أخري أن يكون له دور كبير فى إعادة النظر فى مجريات الحياة الحزبية فى مصر.

وبين اعتبار الدمج ضرورة لتجاوز «أزمة زيادة عدد الأحزاب»، والنظر إلى «عدم جدوى» الخطوة، أرجع ياسر قورة مساعد رئيس حزب الوفد السابق عضو الهيئة العليا بالحزب، ضعف الحياة الحزبية فى مصر حاليًا لعدة أسباب من بينها عمل الأحزاب بشكل فردى دون رؤى موحدة ما تسبب فى فشل فكرة الإندماج الحزب وتشكيل تكتل حزبي يثري الحياة السياسية فى مصر، وعدم التعامل مع مؤسسات الدولة بشكل مباشر وغيابهم عن الشارع المصري .

وأوضح "قورة"، فى تصريحات لـ صدى البلد، أن الحياة الحزبية فى مصر مرت بمراحل متعددة كانت بدايتها فى الفترة ما بين 1919 و1952 باعتبارها أكثر الفترات التي شهدت حراكا سياسيا كان الهدف منها توحيد القوى السياسية لتحرير مصر من الاحتلال البريطانى، وكانت متفاعلة بقوة مع مطالب الشعب والوطن.

وأضاف "قورة"، فى الفترة 1952 – 1977 ضربت الحياة الحزبية فى مصر فى مقتل منذ أن دأب الرئيس الراحل عبد الناصر على غلق حزب الوفد وانعكس تأثيرها السلبي على الحياة السياسية فى مصر امتد لأكثر من 25 عاما ـ حتى عادت لدورها من جديد.

وشبه "مساعد رئيس حزب الوفد السابق"، دور الأحزاب فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك بالديكور حيث كانت لاتمثل أى دور وكانت كيانات مفرغة من القيادات والمسئوليات ، لافتًا إلى أنه كان اتجاهًا مقصودا من النظام الحاكم بهدف خدمة الحزب الوطنى التابع له نظام مبارك.

ولفت "قورة"، إلى أن بعد ثورة 25 يناير شهدت الحياة الحزبية فى مصر سيولة بدخول عدد كبير من الأحزاب تجاوز الـ 104 أحزاب بعدما كان لا يتجاوز عددهم الـ 30 حزبًا.

وتابع: افتقار الأحزاب للتمويل من قبل رجال الأعمال نظرا لعزوفهم عن المشاركة ويرجع إلى الانعزالية الواضحة فى التعامل بين الدولة والأحزاب ما عكس واقع عدم اعتراف الدولة بالأحزاب.