الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الست غالية ضحت بالغالي في سبيل الوطن.. قصة صاحبة الـ 105 أعوام التي كرمها الرئيس

صدى البلد

على كرسي متحرك، وقف أمامها الرئيس عبد الفتاح السيسي، انحنى لها احتراما مقبلا يديها، لحظة انتظرتها السيدة العجوز طويلا، تحققت اليوم، نظرات من الفرح مختلطة بالدموع التي لم تستطع عن حبسها لتنهمر مع طبطبة الرئيس عليها، وتقبيل جبينها، خلال الندوة التثقيفية الثلاثين للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد. 

غالية السيد محمد خليفة، المرأة الغالية التي عاشت حياة بسيطة في إحدى قرى المنوفية، عام 1914، كللتها بـ14 ابنا، لم تبتسم لها الحياة كما حلمت، عاشت عمرا طويلا مديدا ولكن لم يعش أبناؤها، لم يتبق لها اليوم سوى واحد فقط، وتوفي الباقون.

وفي عام 1962، اتشحت بالسواد للمرة الأولى، ودعت فلذة كبدها الذي أرسل في مهمة مع الجيش المصري خلال حرب اليمن، وكان الوداع بمثابة الأخير واللقاء الذي لم يتجدد بعد، لم يثلج صدرها سوى إيمانها بالله، واحتسبت ابنها شهيدا عند الله، ومع شعور الفخر والحزن على فقدان حبيبها.

لم تلبث غالية أن خرجت من حزنها على الأول حتى لحقه ابنها الثاني، الطيار من أبطال حرب أكتوبر، بعدما كانت تفخر به بين أهل المنوفية، تقف لتتلقي عزاؤه وتودعه عام 1976، بعدما استشهد أثناء إحدى الطلعات التدريبية. 

واليوم، تجلس الست غالية، بعدما أكملت المئة والخمس أعوام، لم تحملها قدميها فاستعانت بكرسي متحرك، هَرِمَ جسدها، وأصابها الوهن، أكثر من قرن عاشته الست غالية، مرت برؤساء وعاصرت تاريخ مصر بثوراته وحروبه وأزماته، واليوم، تجلس على كرسيها تحلم بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، حبها الجم له جعل هذا الحلم بمثابة تكريم لها، كيف لا وقد قدمت اثنين من فلذة كبدها فداءا لتراب الوطن.

واليوم، قدم العقيد ياسر وهبة، مقدم الندوة، السيدة غالية السيد محمد خليفة من محافظة المنوفية، تبلغ من العمر 105 أعوام، وتريد مصافحة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وانهى تقديمه قائلا:" السيدة كان لها طلب، وهو مصافحة الرئيس السيسي، فهل يلبي الرئيس طلبها؟" 

وكعادته لا يرد سائلا، وبكل حب ومشاعر فياضة، ترك الرئيس عبد الفتاح السيسي مكانه، متجها للسيدة غالية، ليقبل يدها ويكرمها بدرع والدة الشهيد، ليحقق أمنية السيدة المعمرة، متبادلا أطراف الحديث معها في لحظة أبكت الحضور فانهالوا بالتصفيق تقديرا لهما.