الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حسيت باستشهاده قبل ما يقولولي.. والدة الشهيد مصطفى تحكي قصة بطولة وتضحية ووفاء

صدى البلد

لم تبدأ حديثها بواقعة استشهاده، بل ابتسمت وتذكرت ما فعله معها قبل الاحتفال بعيد الأم، خلال العام الماضي، وكأنه يعلم مسبقا باستشهاده "كان حنينا وبشوشا وكان دايما بيسعدني هو وأخواته الثلاثة، قبل آخر عيد أم كنا في القاهرة في مناسبة أسرية.. وأفتكر أن عجبتني شنطة، وحفظ شكلها، وتاني يوم لقيته داخل علي بيها، وبيقولي انتي تطلبي عيني، واجيب لك اللي عمرك ما شفتيه ولا تحلمي به"، تحكي والدة الشهيد مصطفى محمود محمد.

وعي الأم

لم يكن مصطفى الابن الوحيد الذي التحق بالكلية البحرية، فقد سبقه أخوه بعامين "ولو أطول ولادي الاتنين التانيين يدخلوا الجيش ويخدموا بلدهم كنت عملت، وأولادي كانوا من المتفوقين واختاروا بإرادتهم أنهم يخدمون بلدهم، ومن أول يوم التحقوا بالكلية البحرية، وأنا اعتبرهم في معية الله".

"مصطفي لم يخطب أو يتزوج، اتخرج 2011، ولم يجد وقت لحياته الشخصية وكان كل همه يطور شغله ويرضي رؤساءه ويخدم بلده"، تقول والدة الشهيد.

يوم الاستشهاد

14 مارس 2018 ، كان يوم استشهاد البطل مصطفى محمود، ضابط الوحدات الخاصة البحرية، ولكن رغم ذلك فقد علمت الأم باستشهاد ابنها قبلها "كنت حاسة قبلها بشهر، وكل يوم كنت بطمن عليه باتصال او على الواتس، وأوقات يرد وأوقات مينفعش عشان الشبكة في سيناء، وقبل الاستشهاد بيومين، متكلمش خاص، لكن يوم الاستشهاد صحيت وكأني عارفة ان خبر استشهاده جاي، ولبست وقعدت وبلغت والده أن تعبانة ومقبوضة، ولم أبك حتى عندما قبلت جبينه بعد الاستشهاد ونفذت وصيته وفرحت".

تمنى الشهادة

تكشف والدة "مصطفى" أنه هو أيضا كان يعلم باستشهاده "كان دايما يطلب مني أن مبكيش وان ادعي له بالشهادة، واقوله ازاي، يقولي اوعي تبكي ولا تحزني المفروض تفرحي، و هيقولوا لك ام الشهيد، وكان دايما يقولي احنا هنفرمهم، لو معملناش كده هتلاقيهم في بيوتنا".

آخر لقاء

وحول آخر لقاء بينهما "آخر مرة شفته قبل ما يسافر 10 يناير، وآخر رسالة منه يوم 12 مارس 2018، قبل استشهاده كانت صباح الخير والجمال عليكي يا أمي ربنا يخليكي لينا".

واقعة استشهاده تحكيها بدموع يغمرها الفرح "كان مصطفى معروف بأنه بوتشر يعني الجزار، وهو كان قرب حدود سيناء، واستغاث به زملاؤه وجرى لمسافة كيلو ونزل في الجبل وتعامل مع التكفيريين وقتل 4 وأصاب 3، وبعدها استشهد".

طموح الشهيد

"ابني كان بيرفض الإجازات، وكان طموحا، وكان رفض يسافر بعثة في الخارج، وخد أكثر من 13 فرقة رغم صغر سنه، وكان علاقته حلوة بأصحابه واخواته وزملائه في الشغل، وكان بيعمل خير كتير وميقوليش عليه، وهو اتمنى الشهادة وربنا لبي دعاه".. تقول والدة الشهيد.

مصلحة الوطن

مازالت والدة "مصطفى" تحتسب الشهيد عند ربه، وتتمنى أن تعود الأسر المصرية لسابق عهدها، حيث الوقوف على مصلحة الوطن وتربية الأبناء علي حب الوطن "لو رجعنا زى زمان مش هيكون في تكفيريين و ناس متربية علي قتل الجنود والضباط، احنا نربي أولادنا على حب الوطن والاستشهاد في سبيل الله وليس جماعة أو فرد".

نصيحة للمصريين

ووجهت والدة الشهيد نصيحة للمصريين "عاوزة أقول لكل ام واب وكل معلم ومعلم، يعلموا الاولاد يعني إيه مصر وأن لو حبوا اسرتهم وربوه الأولاد في حب، هيطلعوا يحبوا البلد".

شكر للقيادة السياسية

وأنهت حديثها بمدى امتنانها لما حدث خلال الاحتفال بيوم الشهيد "بشكرهم علي تكريم أبني واهني نفسي أني أم الشهيد وكفاية الناس بتبارك أن ابني شهيد.. وعمري ما خفت علي مصطفي ولا هخاف علي اخوه اللي في البحرية، ربنا ينصر اولادنا ويحفظ جيشنا وبلادنا".