الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دينا المقدم تكتب: الترشيد بين الدين والمصريين

صدى البلد

قال تعالى: 
«يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِين»...

فتعريف ترشيد الاستهلاك هو استخدام الموارد المتاحة بالشكل الأمثل، من خلال الاعتماد على تقنياتٍ وإجراءاتٍ محدّدةٍ دون إلحاق الأذى بإنتاجية الأفراد وراحتهم، حيث إنّ الترشيد في استهلاك هذه الموارد لا يعني منع استخدامها، بل استخدامها بكفاءةٍ عاليةٍ للحدّ من هدرها..

يعنى إيه الكلام ده:
يعنى إنك تقدر تستخدم كل شيء  متاح عندك ولكن بوعي وبدون إهدار وإسراف وبيساعدك فى ده التطور والتقنيات المتاحة لديك الآن.

فنحن شعب مهدر لجميع طاقاته نستخدم الأشياء دون وعى ودون خوف لا نعي أن مصادر الطاقة فى العالم أجمع فى نقص ولا نقدر نعم الله علينا.

يعتبر الترشيد ركيزةً من الرّكائز الاجتماعيّة المهمّة التي تُبنى عليها المُجتمعات السّليمة والقوية حيثُ أكّد عليها الله تعالى بقوله: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذلك قَوَامًا) حيثُ يضمنُ التّرشيد للمجتمع السّلامة من الأزمات التي تقفُ عقبةً في طريقه.. يعنى تخيل تصحى بكرا الصبح متلاقيش مياه مثلا ولا كهرباء هيكون السبب وقتها أنت!!

أيوا أنت اللى أهدرت نعمة ربنا ومحافظتش عليها! 

بنكون قاعدين فى البيت ومشغلين 50 لمبة واستهلاك غير مبرر! 

ستات البيوت وهى فى المطبخ بتفتح المياه وهى مش بتستخدمها! 

فى رمضان نطهو الطعام ببزخ ونلقى به فى القمامة! 

فى الصباح نقوم بتشغيل جميع الأجهزة فى وقت واحد!

إن ما تقوم به الدولة المصرية حاليا من إصدار تشريعات لتجريم كل من يسرف في استخدام الطاقة بمختلف صورها، خطوة حسنة، تعالج كثيرا مما يقع فيه الناس من استهتار بنعمٍ أنعم الله بها على البشرية جمعاء، وإهدارها فيما لا يفيد، ليس من المعقول أن نرى كل يوم وفي أماكن مختلفة في محافظات مصر، إنارة الشوارع متروكة في وضح النهار! وبالمثل ما يحدث لرش الشوارع بالمياه النقية الصالحة للشرب في حين يحرم منها كثير من الناس! مع العلم أن هذه المياه قد كلفت الدولة ملايين بل مليارات الجنيهات لتصبح صالحة للشرب وليس للرش في الشوارع، وأيضا الذين يأخذون فوق حاجتهم من الخبز والدقيق، سواء كان مدعما من الحكومة أو لا، ثم يلقون بالفائض بعد ذلك إما طعاما إلى الدواجن أو في صناديق القمامة...

كما أن قيام البعض بإلقاء القاذورات والمخلفات وما يخرج من دورات المياه بالمنازل في المياه التي تروي بها الزراعات أو مياه النيل، يعد جريمة من أعظم الجرائم، حيث يؤدي ذلك إلى الإسراف والإهدار المباشر للمياه الصالحة للشرب أو ري الزراعات، بالإضافة إلى تلوث المياه العذبة النقية، مما ترتب عليه وجود فيروسات مرضية يعاني من شرها كثير من الناس، ويجعل الدولة تنفق مليارات الجنيهات على علاج المواطنين من هذه الأمراض، وهو نوع من الإسراف والإهدار لتلك الأموال التي نحن في أشد الحاجة إلى إنفاقها على مشروعات تنموية تدر دخلا لتحقيق تقدم البلاد وتشغيل الشباب.

إن الله لا يهدي من هو مسرف كما أن الإسراف يعد سببا من أسباب الضلال، قال تعالى« كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ»، وقد وصف الله سبحانه وتعالى المسرفين بأنهم مفسدون في الأرض، وكأن هذا النص القرآني يخاطب أهل هذا الزمان الذي نعيش فيه، ونحن نقول للذين يهدرون الطاقة ويسرفون في استهلاك الثروات والموارد الطبيعية أنتم مفسدون في الأرض.

فيا أيها المفسدون فى الأرض.. إن محاربة الإسراف بمختلف صوره تبدأ من البيت، من خلال تعليم الأولاد منذ الصغر المحافظة على الطاقة والمياه وعدم الإسراف فيها، وعلى دور العبادة والتعليم ووسائل الإعلام المختلفة العمل على القيام بنشر ثقافة الترشيد في كل الأمور الحياتية، كما أن على علماء الدين من خلال الدروس والندوات واللقاءات الفكرية في جميع أماكن تجمعات الناس، أن يوضحوا ويظهروا فائدة الترشيد في نفقاتهم واستهلاكهم اليومي للطاقة والموارد الطبيعية بمختلف صورها، وما يؤدي ذلك إلى الإفساد في الأرض كما أخبر بذلك القرآن الكريم وبينته السنة المطهرة.

وعلى كل مواطن مصرى أن يقوم بواجبه نحو خدمة وطنه، فعلى المسئولين محاسبة من يتسببون في الإسراف والتبذير وإهدار المال العام بقوة وحسم، وأيضا في الوقت نفسه على المواطن إذا رأى أي وجه من أوجه الإسراف، أن يبادر بالفور بإبلاغ المسئولين عن ذلك أو أن يقدم النصيحة والتوعية.. 

لنتق الله فى نعمة حتى لا تزول.. 

هو ده بيت المهمل اللى ممكن يخرب أسرع من بيت الظالم..