الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب: تثمين دمى الإرهاب القاتلة بالوعى المعلب

صدى البلد

الحرب على الإرهاب ، مواجهة الإرهاب وغيرها من المصطلحات العسكرية ، و شهداء الوطن من كل فئات الشعب الإجتماعية و الجغرافية من رجال الجيش و الشرطة ، جميعها تؤكد أننا نواجه عدو فى ساحة معركة حربيةً فى حرب حقيقية تفوق آثارها التدميرية آثار الحروب التقليدية ، حرب عدوها معلوم و أسلحتها و أذرعها مستترة تعيش فى ثوب شيطان بيننا ولا تظهر إلا وقت الهجوم ، من هنا تكمن قوتها فالإرهاب سلاح غير مرئي تم إعداده بحرفية.

ولكن مع تتبع آثاره بدأت بعض ملامحه فى الظهور خصوصًا الرأس التى تمول وتزرع و ترعى و تدعم ، ويبقى الجسد أو الدمى القاتلة التى تلاحقها الأجهزة الأمنية فى مهنية تتطور مع تطور ملامحه ، وملاحقة الدمى مهما تحقق فيها من نجاح تظل محدودة لأن الدمى تتوالد تلقائيًا بفضل أسهامات رقبة الإرهاب التى تربط بين الرأس و الجسد و الممثلة فى "سائسي العقول" ، الذين يتم تجنيدهم مباشرة بواسطة الرأس لطرح أفكار و إتجاهات لا تتطابق مع الواقع ، وتزودها ببعض المعانى الحقوقية و السياسية الزائفة لتكون وعى معلب يتم صبغته بالدين ، لعلم الرأس المدبر بالتاريخ الذى يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن الطاعة العمياء و الحكم المطلق لا يؤيد بمثل الدين الذى يمنح لأوامر الحاكم أو الخليفة أو الأمير أو المرشد قدسية الأوامر السماوية فى الخضوع .

ولا دليل أكثر من وصف الخليفة فى عهد المتوكل بظل الله الممدود فى الأرض بينه وبين عباده ، وتم إختيار الدين الإسلامى كونه الدين الخاتم الذى لا دين بعده ، بالرغم من كون الإسلام يحرم قتل النفس منذ بدايتها ، فلا دين جرم وحرم قتل الجنين مثل الدين الإسلامى ، كما أن الإسلام دين رحمة قائم على الوقاية لا العقاب . و أهم ما يؤكد أن الإرهاب صناعة عسكرية ووجه أخر لسلاح البارود ، فكما للأسلحة التقليدية مسمياتها و موديلاتها ، كذلك الإرهاب مرة القاعدة ومرة داعش وغيرها ، و تبقى الجماعات التى تصنف نفسها على أنها جماعات دينية سلمية لا تحمل السلاح هى أول مراحل التصنيع ، وفى مقدمة "سائسي العقول " التى يرعاها راعى الإرهاب بفجاجة ، واصفًا إياها بالجماعات السياسية المتهضة ، مع علمه أن الأسلام لم يعرف قبل عشرينات القرن الماضى الجماعات الإسلامية ، التى تمتثل لدورها المرسوم بعناية لصناعة مناخ مناسب لحضانة و نمو الدمى التى تحتاج إلى جو من الإحباط السياسي و النظرة التشاؤمية التى تصور كل شيئ داخل الوطن بالثابت وغير المتحرك و يدعوا الناس إلى التكييف مع هذا الوضع الثابت الذى فرض عليهم بسبب سلبيتهم السياسية ، مانحًا فى الوقت ذاته عزاء وراحة لمن يشعرون بالذنب لعدم مشاركتهم فى الحياة السياسية و المجتمعية ، لعلم راى الإرهاب بخطورة النظرة التفاؤلية .

خاصة تلك التى لا إفراط فيها التى تجعل المواطن يعترف بالإنجازات المحققة ، ويتلمس نقاط ضعفه ، ما يدفعه إلى التفكير فى تحويل الممكن إلى واقع ، ويلجىء "سائسي العقول " إلى تعزيز موقعهم و تغذية هذه الدمى فى مراحلها الأولى عن طريق التقليل من قدرة مؤسسات الدولة المختلفة من إحداث التغيير المنشود لإبقاء الشعب بشكل عام وصفوة عقوله بشكل خاص فى حالة إنعدام ثقة وشك فى المؤسسات بما يزيد من الإحباط وقد يتسلل إلى العاملين داخل هذه المؤسسات فتقل الكفاءة و الإنتاجية. مما سبق ندرك أننا للقضاء على الإرهاب علينا قمع هذه الجماعات وقطع عنق الإرهاب (سائسي العقول) فكريًا ، وإفساد مناخ تفريخ الدمى القاتلة .