الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نسرين حجاج تكتب: العظيم عمر خيرت

صدى البلد

حضرت أمس حفلة العظيم عمر خيرت بدار الأوبرا المصرية هذا الصرح الرائع الذى أنتمى إليه بفكرى وإحساسى وكل كيانى لأن به معظم أصدقائى الأوفياء فكلما دخلته أتذكر أيام إعتصام وزارة الثقافة ٢٠١٣ وكيف تآلفنا وتآخينا وصارت علاقتى القديمة بهم أقوى وأمتن من ذى قبل.

ولكن الأمس كان مختلفا كليا وبرغم أننى من عشاق خيرت ومن عاشقى حفلاته وأحضر باستمرار إلا إننى إنقطعت عنه فى اخر سنتين تقريبا لصعوبة الحجز ولأننى لا أثقل على أصدقائى بدار الأوبرا ، ولكن منذ أسبوع تمت دعوتى للحفل فكانت ليلة مميزة وكانت صحبه أكثر من رائعة .

وكنت على موعد مع موسيقى خيرت العظيمة جددت حبى للأوبرا على رأى الست وإرتويت وإرتوت كل ذرة من مشاعرى وجسدى بموسيقاه العظيمة فهو الرشيق الراقص على أصابع البيانو فتارة يعزف على سلالم "الميجور" وتارة يعزف على سلالم "الماينور" بكل خفة وحرية يتنقل وتنتقل عينى وقلبى لمراقبة هذه الأنامل الساحرة فيرجف قلبى وعندما أصفق أجدنى بكل حرارة وقوة أسقف لسيمفونية الجمال المصرى الذى يلعب على أوتار قلوبنا هو وفرقته نهيم ونطير ويتصيد أرواحنا بعزفه ثم فجأة يشير لنا أحد فرقته أحمد بالتسقيف فتجد الصالة بها موجة عالية من الطاقات الإيجابية وتجد قلبك يبتسم وتستنشق الحياة فى هذه اللحظة وعيونك تضيق مع هذه الفرحة الجماعية وتدخل فى موجة التسقيف الجماعى وهذا يحدث فى كل حفلة إنه "الإرتواء الموسيقى" يا سادة .

أكاد أجزم أن من عنده إكتئاب ويذهب لحفلة عمر خيرت سيخرج معالج نفسيا لأنه يدخل ليغسل روحه فموسيقاه تنقى روحك وتشد من ازرك وترفع همتك .

خيرت الإنسان
ما لا تعرفه عن عمر خيرت أنه خفيف الظل جدا وأن له يد بيضاء لمساعدة المحتاج فهو إنسان راقى المشاعر وحساس .

وسأقول شهادتى لمعاشرتى أغلب الفنانين أصدقائى وجدت منهم من هو محب للصدقات المخفية حبا جما وكما يعرفنى كل من حولى لى باع طويل فى السفر الخيرى لقرى الصعيد الفقيرة لأساهم فى تعليم الفقراء المحتاجين وكثيرا أجد فنانة أو فنان يقولون لى "نسرين عايز اساهم معاكى فى طلعتك السنة دى" الفنانين هناك منهم طبقه كقشور الشجر جاف ويقع ولا يشعر به أحد لأنه جاف المشاعر أنانى الشخصية لكن هناك منهم من يحنوا على الفقراء وهناك منهم من يستر بنات ويزوجهم وهناك من يساهم فى علاج مرضى ولكن الله أمرنا بالإنفاق فى السر والعلن ومعظمهم يفضلون السر.
 
السر هذه حالة بيننا وبين الله والعلن كى يتعلم من حولنا ويشاهد ويفعل مثلنا وكى نربى أبنائنا على العطاء وهذه كلها أيدولوجيات للتربية لا يفقهها غير " أسوياء الأنفس".

ونعود إلى الليلة الساحرة ..
فى حفل الفنان عمر خيرت تجد حالة من الحب والتناغم الروحى بينه وبين جمهوره قلما تجده فى أى فنان أخر فهو سريع البديهة وخفيف الظل فتجده يمسك الميكروفون ويداعب جمهوره وأيضا يداعب أعضاء فرقته ، ومن أجمل ما تجده فى خيرت إحترامه الشديد وأدبه الجم مع أعضاء الفرقه تقديره لهم يصل للجمهور فيشعرك بمدى رقى هذا الفنان الخلوق فتجده يعطى الفرصة لأجيال جديدة ويظهر فقرة ل صولو"القانون" أو صولو "الكمان" و"الجيتار" و...الخ.

وجدت فى هذه الحفلة موسيقى تشبعنى أنا وإبنى وكان إبنى وهو سنه اولى كلية تربية موسيقية يقترب منى ويقول هذه أغنية فيلم كذا وهذه أغنية كذا وهذه موسيقى مسلسل كذا لأنه متذوق للموسيقى وهذا ليس حديثا بل من صغره عاشق للموسيقى وعزف على البيانو دون تعليم بحسه فقط وأتقن العزف فأنا كنت حريصه على تشبع أولادى بالموسيقى لأن الموسيقى حياه فهى المود المصطنع الحالم الذى أصنعه متعمده لأعيش بداخله فى وقت ضيقى .

ومن العزف الذى تناغمنا معه كانت موسيقى :
الإرهابى
وقضية عم أحمد
وفيها حاجه حلوة
والخواجة عبدالقادر
والداعية
وخلى بالك من عقلك
وزى ماهى حبها
والبخيل وأنا
وغيرها من المقطوعات
وختم ب ١٠٠ سنه سينما
شكرا للفنان عمر خيرت على هذه الليلة
وأخيرا علموا أولادكم الموسيقى إرتقوا بمشاعرهم إمنحوهم التدرج على سلالم الخيال إمنحوهم بطاقة الدخول لعالم التذوق الفنى وهو عالم لو تعلمون عظيم .