الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

متحف مفتوح منهوب.. ماذا حوت ميت رهينة لتفتح مجانا للاحتفال بمئوية العيد القومي للجيزة مجانا

منطقة ميت رهينة الأثرية
منطقة ميت رهينة الأثرية

مع قرب الاحتفال بمئوية العيد القومي لمحافظة الجيزة، والذي من المقرر له نهاية الشهر الجاري، قررت وزارة الآثار فتح المنطقة الآثارية بميت رهينة مجانا، أمام المواطنين يوم 31 مارس الجاري، احتفالا بالعيد القومي الـ 100 للمحافظة.

وتحتفل محافظة الجيزة بعيدها القومي في 31 مارس من كل عام تخليدا لبطولات أبناء قرية نزلة الشوبك بمركز البدرشين، أثناء تصديهم للاحتلال الإنجليزي خلال ثورة 1919.

وتعد منطقة آثار رهينة التي تفتحها وزارة الآثار للمواطنين مجانا احتفالا بتلك الذكرى، واحدة من أهم المناطق الأثرية بمحافظة الجيزة، والتى تعد جزءا من جبانة منف و بها متحف ميت رهينة المفتوح والذى يعرض عدد من أهم القطع الأثرية منها تمثال ضخم للملك رمسيس الثانى، وثانى أكبر تمثال لأبو الهول بعد التمثال الأشهر بالجيزة، هذا بالإضافة إلى تمثالين ضخمين للملك رمسيس الثانى من حجر الجرانيت الأحمر.

المدينة الأثرية تقع على بعد 19 كيلومترا من جنوب القاهرة، وتعد مدينة "منف" أحد أعظم العواصم المصرية القديمة، والتي كانت من أغناها آثارا، والتي باتت تعاني الإهمال والتهميش، بعد ما تعرضت له من عمليات سرقة كبيرة للآثار.

المدينة التي تأسست عام 3200 قبل الميلاد، لتكون عاصمة مصر في عصر الدولة القديمة، والتي عرفت خلالها باسم مدينة "منف" حتى أصبحت في العصر الحديث قرية "ميت رهينة" وعدت من أشهر المدن في مصر القديمة.

عرفت قرية ميت رهينة في النصوص بالعديد من الأسماء: "إنب حدج" بمعنى الجدار الأبيض، و"من نفر" بمعنى الأثر الجميل، و"مخت تاوي" بمعنى ميزان الأرضين، وهو الاسم الذي حرفه الإغريق فصار "ممفيس"، ثم أطلق عليها العرب "منف".

أهميتها الجغرافية
تميزت "منف" بموقعها الجغرافي بين أقاليم الشمال والجنوب، إضافة إلى أهميتها الدينية حيث كانت تضم على أرضها عبادة الإله بتاح، والمعبود سوكر، كما انطلقت منها أحد مذاهب الخلق في مصر القديمة الذي عرف بمذهب "منف".

وكانت "من نفر" تضم القاعدة العسكرية التي ينطلق منها الجيش المصري، ويذكر عندما دخل الإسكندر مصر نُصّب فيها ملكًا، وضعفت العاصمة التي استمرت حتى نهاية الدولة القديمة من عصر الانتقال الأول.

عاصمة مصر
بعد تحقيق الوحدة بين مملكة الشمال ومملكة الجنوب على يد موحد القطرين الملك مينا والذي اختار منف عاصمة لمملكته، وأمر ببناء قلعة حربية محاطة بسور أبيض، ليحصن نصره ويحمى ظهره من غارات أصحاب الشمال، وأسماها "نفر" أى الميناء الجميل، ظلت منف عاصمة القطر المصري السياسية حتى نهاية حكم الأسرة الثامنة لمدة 535 سنة.

احتفظت منف بقيمتها التاريخية، حتى أنه تم تحويل مجري النيل لإفساح المكان لجلالها، كما أنها لعبت دورا سياسيا ودينيا واقتصاديا هاما، فمنها خرجت إحدى نظريات خلق الكون لدى المصريين القدماء "بتاح".

آثار ميت رهينة
حوت منطقة "ميت رهينة" العديد من الآثار المصرية والتي تم ضمها إلى مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، أبرزها تمثال رمسيس الثاني والذي يزن حوالي 100 طن ويصل طوله إلى 11 مترا، وتمثال أبو الهول المرمري من عصر الدولة القديمة والذي يصل طوله إلى ثمانية أمتار ويزن حوالي 80 ط

وتضم المنطقة معبد تحنيط العجل "أبيس" المقدس والذي اعتبر رمزا للإله "بتاح" رب سقارة، وأنه ابن "أوزوريس" فى بعض الأحيان، إضافة إلى معبد رمسيس الثاني ومعبد الإله "بتاح" ومعبد الإلهة حاتحور ومقصورة "تي الأولى" وثالوث ممفيس، وهرم زوسر أو "سقارة والذي يقع غرب مدينة "منف".

إهمال ميت رهينة
عانت قرية ميت رهينة معاناة شديدة، فبعد أن كانت عاصمة الدولة القديمة وبها آثار شاهدة على أحد أهم العصور التاريخية، عاشت القرية فترة إهمال واختفى العديد من آثارها، ولم يبق منها سوى أحجار وتماثيل متفرقة و3 تماثيل بمتحف "ميت رهينة" المفتوح.

شهدت "منف" بعد ثورة 25 يناير سرقة الآلاف من القطع الأثرية، كما خربت معابدها، كما اختفت 238 قطعة أثرية من مخزن منطقة "ميت رهينة"، حتى القى العديد من المسئولين الكثير من الخطط والوعود لتطويرها خاصة لكونها شاهدة على احد أهم الفترات والعصور في التاريخ القديم، ولكونها أحد أهم العواصم المصرية القديمة.

الاكتشافات لم تتوقف
القرية التاريخية لم تنضب حتى اليوم آثارها، ولم تتوقف اكتشافاتها، فقبل شهرين ونهاية شهر سبتمبر من العام الجاري، أعلنت وزارة الآثار، عن نجاح البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة آثار "ميت رهينة"، في الكشف عن مبنى أثري ضخم، بمنطقة حوض الدمرداش التي تبعد حوالي 400 متر شمال متحف ميت رهينة.

الكشف الأثري الجديد عبارة عن الكشف عن مبنى ضخم تبلغ مساحته 14.5 17X مترا، ويرجح أنه يمثل جزءا من الكتلة السكنية للمنطقة، وهو مبني من قوالب الطوب اللبن المدعمة بكتل ضخمة من الأحجار الجيرية، شيدت أساساته وأسواره الخارجية والدرج الداخلي له بقوالب الطوب الأحمر.

محافظ الجيزة يعد بالتطوير
محافظة الجيزة كثفت من جهودها في الفترة الأخيرة للارتقاء بمستوى النظافة ورفع المخلفات والقمامة بمنطقة ميت رهينة، وخاصة في محيط متحفها المفتوح، وهو ما أكد عليه اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، خلال زيارته لمتحف ميت رهينة، للاطمئنان على معدلات تواجد الوفود السياحية الزائرين للمتحف.