EN 
قرية العمار الكبرى إحدى قرى محافظة القليوبية , هى قرية تختلف شكلا ومضمونا عن باقى قرى مصر , حيث تجد فيها كل ما هو جميل ومنطقى من ثقافات وخبرات وإبداع , وأسرار دفينة , وواقعية وخيال , وإختلاف وتشابه , وحرية وعدل , ووطنية وحماس , وعلاقات يربطها الزمن ولا يستطيع أحد أن يفككها , وإنتماء من النبلاء لا نهاية له , وخبرات عميقة ـ المهم ـ ستجد فى العمار كل ما هو قادر على الإدهاش , ويبعث الرغبة لدى كل من يسمع أو يقرأ عن هذه القرية أن يحيا فيها .
كل هذا لم يأت من فراغ وإنما من جهد ومثابرة لرجال حملوا على عاتقهم قيم ومعايير إفتقدها الكثير فى المجتمعات البعيدة عبر الأزمنة المختلفة , الماضية والحالية , وليعبر أهل هذه القرية بالزمن الى أزمنة مستقبلية بعيدة , دون أن يهملوا قيمة واحدة من قيم الحق والجمال والعدل والإنصاف والطيبة والبراءة المرسومة على وجوه الكبار قبل الأطفال , وأبناء ضموا بأفكارهم قيم التطور للحفاظ على الرمز والتاريخ بماضيه وحاضره ومستقبله.
معظم أهل العمار مثاليون إلى أبعد درجة يتخيلها البعض أو لا يتخيلها الكثير , فدعونا لا نتأخر فى رفع القبعة لهم , وبإعتبار أننى ابن هذه القرية التى يتمنى الكثير الإنتماء إليها , أرفع القبعة إحتراما وتقديرا وتبجيلا لأهلها "أهلى" الذين لم يمسسهم الملل والإحباط , لأنهم جميعا يحملون العناد الإيجابى للوصول الى ما يتمنوه فى خدمة قريتهم والقرى المجاورة , إمتدادا الى خدمة الوطن فى كل أنحائه وأرجائه.
وما يجب التأكيد عليه فى مقالى أن الجميع فى العمار من أبنائها الشرفاء يحملون على عاتقهم قضية حب الوطن والإرتباط بالأرض والطين , وعلاقة العشق الممتدة مع جذور أشجار المشمش والتى تقف شامخة معبرة عن تاريخها القديم , وعن أبنائها الذين يحلمون بالمستقبل الحقيقى،
فكان هدفهم الوطن الصغير والكبير قبل أنفسهم , لدرجة أن الجميع فى العمار يحملون المسئولية دون أن يحملها لهم أحد , فالجميع مترابط ومتحد برغم الهدوء الشديد الذى يغلب كطابع عام فى شخصية هؤلاء الفلاحين الذين يعتزوا ويرتبطوا بمهنة الفلاحة برغم أن الكثير فيهم يحمل الشهادات الجامعية بل إن الكثير فيهم أساتذة متخصصون فى علوم كثيرة بمختلف الجامعات , فالأصل فيهم لا ينسيهم التاريخ ولا يجعلهم يفضلون مكانا للحياة أفضل من هذه القرية التى تحتضن أبنائها وزرعت عشقها فى قلوبهم فلم يستطيعوا التخلى عنها برغم صعوبات الحياة , وبرغم مناداة المدنية والحضارة بعيدا عن تلك القرية , ولا أخفى عليكم سرا لأنه فى الأساس معلن للجميع , أن العمار صانعة حضارات فلا تستطيع حضارة أن تنافسها لأنها أصل الحضارات .
أهلى فى العمار تيجان على رؤوسنا وأوسمة على صدورنا , لأننا تعلمنا منهم ووجب علينا أن نقم وننهض وننتفض وننحنى أمامهم إحتراما وتبجيلا على ما قدموه للعمار وأبنائها , فهم قدوتنا وسبيلنا الى المستقبل , وتحية لهم جميعا أطال الله فى أعمارهم , ورحم الله وغفر لمن رحلوا عن عالمنا ممن كانوا لهم بالغ الأثر فى تكوين شخصيات ثقافية وسياسية وفنية وإقتصادية , وممن تركوا علامات وأعمال يشهد الزمان لهم بها .
ويجب أن أناشد السادة المسئولين فى محافظة القليوبية الى النظر الى هذه القرية المتميزة , لأنها صاحبة ثقافة وفكر وبناء وعمل , فإنظروا إليها من باب رد الجميل فالعمار أعطت الكثير لأبناء القليوبية وجاء الدور على المسئولين لتطوير هذه القرية بداية من شبكة الطرق والكهرباء والصرف الصحى ومتابعة النظافة بشكل دورى وتجميل وتشجير شوارعها , كما يجب إستغلال وجودها على شاطىء الرياح التوفيقى لإنشاء كورنيش وممشى سياحى .
