سومة أم البنات المكافحة بدمياط.. رحلة عطاء مع ابنتيها المريضتين

استطاعت أن تربي بناتها رغم معاناة اثنين منهما مع المرض، لكنها صمدت وكافحت من أجل أن تصل بهن إلى بر الأمان، لتستحق سومة زكى رشوان شريف"، البالغة من العمر 55 عاما، لقب الأم المثالية على مستوى محافظة دمياط.

وعلى مدار 33 عاما، كافحت لتربي ثلاثة بنات منهن اثنتين حاصلتين على مؤهلات عليا والابنة الثالثة تعانى من ضمور بخلايا المخ وشلل رباعى، ليطلق عليها بين أسرتها وأهل قريتها "أم البنات المكافحة".

تزوجت "سومة" من رجل فاضل حاصل على دبلوم تجارة يعمل بمصنع بلاط ثم أمين مخزن بالميناء وقد أثمر هذا الزواج عن ثلاثة بنات، ولدت الابنة الأولى بخلع مفصلي بالفخذ، وولدت الابنة الثالثة مصابة بضمور في خلايا المخ وشلل رباعي.

عانت الأم كثيرا حيث مرت الأسرة بظروف صعبة نتيجة مرض الابنتين، حيث تم إجراء 17 عملية جراحية للابنة الأولى لتثبيت مفصل الفخذ بالحوض مما تسبب ذلك في إرهاق نفسي ومالي للأسرة.

وبرغم من ذلك، قامت الأم بتعليمها، وكانت تذهب مع ابنتها على الكرسي المتحرك إلى الكلية حرصا على مستقبلها العلمي، حتى حصلت على بكالوريوس التجارة وحصلت على وظيفة بالوحدة المحلية بنظام 5 % وتزوجت وأنجبت.

لم تنشغل "سومة" عن رعاية بناتها الأخريات فقد حصلت الابنة الثانية على بكالوريوس فنون تطبيقية بامتياز وكانت من العشر الأوائل على دفعتها وتم تعيينها كاخصائى بهيئة قصور الثقافة وتزوجت وانجبت.

وتجاهد الأم مع الابنة الثالثة البالغة من العمر 19 عاما، طريحة الفراش التي لا تستطيع أن تتحرك إلا بمساعدة خارجية وتعانى من قرح الفراش فتضطر الأم إلى تحريكها باستمرار للحفاظ على جسدها، ويساعد الأم في ذلك الأب حيث يعمل بأكثر من وظيفة حتى يتمكن من مواجهة مصاريف العلاج وقسوة المعيشة.