الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد 8 أيام.. صدمة موت "عبد الحميد" تؤجل عزاء ضحية الطائرة الإثيوبية

صدى البلد

بعد مرور 8 أيام على تحطم طائرة "بوينج" 737 التابعة للخطوط الجوية الإثيوبية، وتلقي أهالي الضحايا الـ "157" نبأ الوفاة، امتنعت عائلة الباحث عبد الحميد مجلي بمحافظة البحيرة، عن إقامة العزاء للفقيد، بالرغم من إقامة عدد من عائلات الضحايا سرادقات عزاء لذويهم، كعائلة الباحثة دعاء عاطف، والمترجمة سوزان أبو الفرج.

" إحنا صلينا صلاة الغائب، لكن مش هنعمل عزا لما نشوف الموضوع ماشي ازاي". هكذا قال خالد التهامي ابن عم الفقيد، قررت العائلة السفر إلى إثيوبيا لمتابعة سير التحقيقات والتأكد من الإجراءات " عشان نشوف الموضوع ماشي إزاي".

بدا من حديث خالد أن إقامة العزاء في يد شخصٍ له قوة وهيبة، وذي كلمة مسموعةٍ داخل العائلة " موضوع السفر وعمل العزا مش في إيدي ولا إيد إخوات عبد الحميد، إحنا بدو ولينا كبير هو اللي في إيده كل حاجة".

عبد الحميد الذي سافر في مهمة علمية إلى نيروبي بكينيا، وكتب القدر نهايته على متن الطائرة، له طفل صغير، وذو سيرة محمودة بين الناس، وكان عمله البحثي يتشابك مع عمل محققي الطائرة الإثيوبية المنكوبة ، وهو ما جعل العائلة تتعجل التحقيقات " إحنا عارفين كويس إن موضوع تحليل الـ DNA مش بياخد وقت كبير زي ما قالت إثيوبيا 6 شهور، عبد الحميد كان شغال في نفس التخصص، والموضوع مش بياخد أكثر من 40 يوم"، يقول خالد.

هذه الحيطة والحيرة، دفعت عائلة عبد الحميد إلى اتخاذ قرار السفر "ولو على نفقتنا الخاصة"، لمعاينة مكان الحادث " وإننا نشوف بعنينا بدل ما نسمع"، لكن عائلة الفقيد لها سبب واضح في عدم إقامة العزاء حتى الآن "الحادثة مكنتش متوقعة، خلت الناس مصدومة، كمان موضوع العزا مفترض يتم لما الجثمان ييجي، فاحتراما للناس مش عاوزين نبهدلهم ونعمل عزا ولما الجثمان ييجي نعمل عزا تاني".

تعيش قرية الأبقعين بالبحيرة مسقط رأس عبد الحميد حالة حزن دائم على الفقيد، صغر سنه وعلمه، وأخلاقه، كانت محل تعاطف الجميع مع وفاته " الوضع عندنا ملتهب جدًا، ليه 6 شهور عشان الجثمان يوصل، إحنا مش هنعمل عزا، وهنعمل ضغط عليهم، عشان يستعجلوا شوية في نقل الجثمان".

صمت خالد قليلًا، ثم قطع صمته قائلًا:" ده قضاء وقدر ربنا مكنش حد يتخيل اللي حصل في إثيوبيا، لكن ده قضاء وهنرضى بيه".

كانت الخطوط الجوية الإثيوبية أعلنت، قبل أيام، أن عمليات فحص الحمض النووي للبقايا المنتشلة من منطقة تحطم الطائرة قد تستغرق 6 أشهر، على أن يتم تسليم ذوي الضحايا شهادات وفاة مؤقتة.

ووقع الحادث بعد مرور دقائق على إقلاع الطائرة، وهي من طراز "بوينج 737 ماكس"، من مطار أديس أبابا، متجهة إلى العاصمة الكينية نيروبي.