الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

56 عامًا على تشغيل مطار القاهرة الدولي تجريبيا.. شيدته بريطانيا وأمريكا لخدمة قواتهما في الحرب.. حصد جائزة أفضل ميناء جوي في أفريقيا 2006.. وحصل على الآيزو في 2016

مطار القاهرة _ صورة
مطار القاهرة _ صورة أرشيفية

ستة وخمسون عامًا مرت على افتتاح الرئيس جمال عبد الناصر مطار القاهرة الدولي، تجريبيًا في 18 مارس عام 1963، بعد أن استغرق بناؤه آنذاك قرابة عشرة أعوام، ليكون بوابة مصر الأولى، وبداية حقيقية لفتح نوافذ الطيران المدني مع دول العالم، في وقت كانت لاتزال تستخدم فيه السوائل التقليدية والبدائية في السفر.

مطار القاهرة قبل 1963
تعود البدايات الحقيقية لإنشاء المطار لسنة 1942 وأثناء الحرب العالمية الثانية عندما قامت القوات الجوية الأمريكية بالتعاون مع الجيش البريطاني بإنشاء مطارًا عسكريًا على بعد 5 كيلو مترات من مطار ألماظة، وذلك لخدمة قوات التحالف المشاركة في الحرب، وسمى المطار باسم "مطار باين فيلد" نسبة إلى اسم أول طيار أمريكي قتل في معارك الحرب العالمية الثانية.

وكان المطار يضم مدرجين للطائرات، وبرج للمراقبة الجوية وأربعة حظائر للطائرات، والعديد من المباني ما جعله كبيرا جدا إذا ما تمت مقارنته بالمقاييس التي كانت سائدة في المطارات في ذلك الوقت، وفى 22 أبريل 1945 تم إنشاء مصلحة الطيران المدني المصرية بعد أن كانت إدارة صغيرة تنتمى لوزارة الحربية.

وبعد أن وضعت الحرب أوزارها وفى 15 ديسمبر من عام 1946، انتقلت إدارة المطار مع جميع المطارات المصرية الأخرى إلى الجانب المصري بعدما كانت تحت الإدارة البريطانية، وبدأت مصلحة الطيران المدني المصرية في تجهيز مطار مدني دولي ومن أجل استيعاب أكبر عدد من الركاب القادمين أو المغادرين للأراضي المصرية، تم توسعة صالتي السفر والوصول وتم تخصيص مطار ألماظة للرحلات الداخلية.

وفي سنة 1946، تم تغيير اسم المطار من مطار باين فيلد ليصبح مطار فاروق الأول وبعد قيام ثورة يوليو تم تغيير اسم المطار من "مطار فاروق الأول" إلى "ميناء القاهرة الجوى"، وفى سنة 1955 تم إجراء بعض الدراسات لبناء مبنى جديد للركاب بدلًا من المبنى القديم، وذلك لمواكبة حركة السفر المتزايدة، وتم اختيار موقع المبنى الجديد بين المدرجين الرئيسيين.

افتتاحه
في 18 مارس 1963، قام الرئيس جمال عبد الناصر بالافتتاح التجريبي لمبنى الركاب رقم 1 والذي استغرق تصميمه وتنفيذه ما يقرب من ثمانى سنوات إلى أن تم افتتاحه فعليا في 18 مايو 1963، وظل المبنى يعمل بكفاءة عالية حتى وصل عدد الركاب في عام 1970 إلى 1.268 مليون راكب، ونظرًا لهذه الزيادة في أعداد الوافدين إلى مصر فقد تم إنشاء صالة الركاب "رقم 2 وصول"، وفى عام 1977 وبعدها بعامين تم إنشاء الصالة "رقم 2 سفر".

انتعاشة الثمانينات
فى فترة الثمانينيات، شهد مطار القاهرة طفرة كبيرة في الطاقة الاستيعابية، وذلك بعد إنشاء صالة الركاب رقم 3 سفر ووصول في عام 1980، حيث وصل عدد الركاب في هذا العام 5.224 ملايين راكب.

مبنى الركاب رقم 2
وفى عام 1986 تم افتتاح مبنى الركاب رقم 2 بطاقة استيعابية قدرها 3 ملايين راكب، وتم تخصيص هذا المطار في المقام الأول لشركات الطيران الأوروبي والخليجي والشرق الأقصى، وقد بلغ عدد الركاب في عام 2000 ولأول مرة منذ إنشاء المطار 8.943 مليون راكب بزيادة قدرها 22.3% عن عام 1980.

مبنى الركاب رقم 3
وفى عام 2004، تم توقيع عقد تنفيذ مبنى الركاب رقم 3 المشروع الأضخم في مجال توسعة مطار القاهرة، حيث أصبحت الحاجة ملحة لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطار بعد زيادة أعداد الركاب بشكل هائل سنويًا، ففى عام 2005 بلغ عدد الركاب 10.218 ملايين راكب بزيادة قدرها 14.2% عن عام 2000، كما تم افتتاح صالة الوصول الدولية رقم 3 والتي تتبع مبنى الركاب رقم 1 وفى نفس العام تم افتتاح خدمة أهلا المميزة، حيث يتمتع الراكب بأجواء الضيافة العربية الأصيلة في صالات أهلا مع إنهاء إجراءات السفر دون أي مشقة.

وفى عام 2008 أقيمت احتفالية عالمية حضرها كبار رجال الدولة والشخصيات العامة ونجوم الفن والرياضة والمجتمع للإعلان عن بدء التشغيل التجريبي لمبنى الركاب رقم 3، وفى عام 2009 تم التشغيل الفعلي لمبنى الركاب رقم 3 لتعمل منه شركة مصر للطيران وشركات الطيران الأخرى الأعضاء في تحالف ستار العالمي، وفى نفس العام تم افتتاح طريق المطار الجديد.

أفضل ميناء جوى
وفى عام 2006 وبعد تعاظم ورقى مستوى خدمات الطيران الموجودة بمطار القاهرة ووصول عدد الركاب المترددين عليه إلى 10.778 مليون راكب بزيادة قدرها %20.5 عن عام 2000، حصل مطار القاهرة الجوى على لقب أفضل ميناء جوى في أفريقيا.
وفى 14 مايو 2009 بدأت شركة ميناء القاهرة الجوى تشغيل كاميرات حرارية تقيس درجة حرارة الركاب القادمين أثناء مرورهم من بوابات الدخول إلى صالات الوصول 1، 2، 3 بمبنى الركاب رقم 1، وصالة الوصول بمبنى رقم 2، إضافة إلى صالة الوصول بمبنى ركاب رقم 3، يأتي هذا الإجراء في إطار مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي تتخذها سلطات الحجر الصحي بالمطار لمواجهة تسلل الأمراض والأوبئة الخطيرة إلى مصر.

وفى عام 2010 تم افتتاح بعض مشروعات التطوير في مطار القاهرة مثل برج المراقبة الجديد، ليقوم بالتحكم في الحركة التشغيلية للممرات الثلاثة، ويمكن للبرج إدارة 120 رحلة طيران في الساعة، كما افتتح الممر الجديد لاستقبال أضخم الطائرات، والبدء فعليا في تطوير إنشاء مبنى الركاب رقم 2 لاستيعاب 8 ملايين راكب سنويا.

مبنى الرحلات الموسمية
ونظرا لانتعاش حركة السفر والوصول وكثافتها الشديدة في بعض الأوقات من العام دون غيرها كموسم الحج والعمرة، فقد تم افتتاح مبنى الرحلات الموسمية في عام 2011 ليتم تخصيصه لخدمة ضيوف الرحمن في السفر والوصول على رحلات مصر للطيران المتجهة من وإلى جدة، والمدينة المنورة لتخفيف الضغط على صالة السفر رقم 1 التي كانت تقلع منها رحلات حج وعمرة مصر للطيران بجانب الشركات الأخرى، كما تم تطوير ساحات انتظار مبنى الركاب رقم 1.

الجراج متعدد الطوابق والقطار الآلي
فى عام 2012 تم افتتاح الجراج متعدد الطوابق بطاقة استيعابية تصل إلى 3700 سيارة، كما تم افتتاح مشروع القطار الآلي ليربط جميع مباني الركاب بالمطار في وقت قياسى ويسهل من عملية السفر والترانزيت، وتم إنشاء محطة مكافحة الحريق، وفى 2013 فتم افتتاح فندق " ميريديان مطار القاهرة" بسعة 350 غرفة، كما تم تطوير قرية الشحن الجوى الجديدة والتي تقدم التسهيلات الفنية لدعم النمو في حركة الشحن عبر المطار.

توسعات وإنشاءات جديدة
وجاء عام 2014 ليشهد افتتاح قرية البضائع الجديدة والتي تقع على مساحة 17 ألف متر بما يمثل طفرة لحركة التصدير والاستيراد في مصر، كما تم افتتاح مبنى الـDHL بمطار القاهرة على مساحة 10000 متر مربع، ويعد المركز هو المحور الرئيسي للتوزيع في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث يعمل المركز على تعزيز عمليات الفرز وإعادة تصدير الشحنات الواردة من أوروبا إلى دول المنطقة، ويضم المركز الجديد أحدث التكنولوجيات العالمية التي تضمن تسلّم وتوصيل الشحنات بأعلى مستويات الجودة والسرعة.

وفي عام 2015 تم افتتاح بوابات الجوازات الإلكترونية، حيث تم تركيب 4 بوابات إلكترونية، وأن هذه الخدمة يتم تطبيقها اختياريا مقابل رسم مادي في مقابل أنها تتيح للراكب إنهاء إجراءات الجوازات خلال سفره ووصوله في دقائق معدودة دون الوقوف في طوابير الجوازات، ما يوفر الوقت والجهد على مستخدم الخدمة.

كما تم تزيين مهبط الطائرات بلوحات بيئية، وتركيب 200 كاميرا مراقبة على أسوار المطار، ومشروع تجديد ممر الطائرات، وافتتاح تحديث السنترال التليفوني لمطار القاهرة.

وفي عام 2016 تم افتتاح الممر L05 والذي يصل طوله إلى 3300 م بعرض 60 م بعد تطويره وتجهيزه بأنظمة الملاحة المتطورة وتزويده بالإضاءة الحديثة LED ليكون جاهزا لاستقبال الطرازات المختلفة من الطائرات وعلى رأسها الطرازات العريضة والعملاقة.

وفى حدث هو الأول من نوعه، وصول أول طائرة صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الشمسية "سولار امبالس" إلى أرض مطار القاهرة وسط احتفالية غير مسبوقة حضرها كبار رجال الدولة ووفود أجنبية وسفراء دول أجنبية، كما حضر المؤتمر الصحفي العديد من القنوات والوكالات الأجنبية والعربية لتغطية الحدث عالميًا.

كما تم افتتاح مبنى الركاب رقم 2 بعد تطويره وزيادة الطاقة الاستيعابية إلى 7.5 مليون راكب سنويا، ليرفع الطاقة الاستيعابية الكلية لمطار القاهرة الدولي لما يزيد على 30 مليون راكب سنويا وبقيمة استثمارية 3.4 مليار جنيه، وبه 28 كوبري تحميل، و78 كاونتر جوازات، كما يحتوي المبنى على 11 غرفة فندقية داخل الدائرة الجمركية مجهزة على أعلى مستوى يستخدمها الركاب ألعابرون دون الحاجة للحصول على تأشيرات دخول لمصر.

كما حصل مطار القاهرة على شهادة الآيزو المتكاملة في البيئة والجودة والسلامة والصحة المهنية.

وفي عام 2017، تم افتتاح محطة محولات كهرباء "2" بجهد "66 - 11 ك" والهدف الرئيسي من إنشاء المحطة هو تغذية مبنى الركاب رقم "2" و"3" بمطار القاهرة الدولي بالطاقة الكهربائية الكافية، وكذلك توليد الطاقة والإمدادات والأحمال الكهربائية بضغوط مرتفعة لرفع كفاءة خطوط نقل القدرة الكهربية للمطار.

وفى العام ذاته، حصل مطار القاهرة على جائزة أفضل مطار في الشحن الجوى بأفريقيا، كما تم تشغيل مبنى الركاب رقم 2 ونقل شركات الطيران تباعا من مبنى الركاب رقم 1، وأقرت شركة SGS العالمية المانحة لشهادات المطابقة الدولية استمرار مطار القاهرة في مطابقته لمتطلبات نظام إدارة الجودة طبقا للمواصفة الدولية وذلك بعد إجراء الاختبارات اللازمة للنظام.

وفي عام 2018، حصل مطار القاهرة على ثلاث شهادات مطابقة دولية في نظم الإدارة المتكاملة، بعد تفوقه في اجتياز آخر مراحل الاختبار السنوي لنظام الإدارة المتكامل طبقًا للمواصفات القياسية الدولية، وبذلك يكون مطار القاهرة أول مطار في جمهورية مصر العربية ينجح في مطابقته لمتطلبات نظم الإدارة الحديثة طبقا للمواصفات الدوليّة.