EN 
تحرك سريع من الثقافة لإنقاذ تمثال الفلاحة المصرية
- عبد الدايم: ضرورة الالتزام بقرار رئيس مجلس الوزراء الصادر في هذا الشأن
- سرور: الأزمة لم تكن الأولى أو الأخيرة
- أبو سعدة: مازلنا نناشد المحليات بعدم التدخل في مجال الفضاء العام للميادين
شهدت الساحة الفنية التشكيلية مؤخرًا، جدلا كبيرا عقب تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورا لتمثال "الفلاحة المصرية" للمثّال الراحل فتحي محمود، عند مدخل مدينة الحوامدية جنوب الجيزة بعد تجديده، للتشويه، من قبل المحليات، وظهر التمثال وشفاهه مدهونة باللون الأحمر الصارخ، وأحد الركبتين باللون الذهبي دون الأخرى، فتبدو الفلاحة وكأنها جالسة على الطريق بركبة "عارية".
وقال الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية، إن تمثال الفلاحة سبق وتم تجديده من قبل إلا أنه تعرض للتشويه من قبل موظفي المحليات.
وأضاف سرور، أنه حال علمه لما تعرض له التمثال مؤخرًا، إرسال فريق من إدارة الترميم بالقطاع، لمعاينة التمثال، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادته لأصله.
وأكد سرور، أنه تم إخطار كل المحافظين بعدم إجراء أي أعمال ترميم للتماثيل الموضوعة بالميادين العامة دون الاستعانة بالمتخصصين من الفنون التشكيلية، لافتًأ إلى أن الأزمة لم تكن الأولى أو الأخيرة، حيث أنه تم ترميم أحد التمثال التي تعرضت للضرر أيضًا مؤخرًا في محافظة أسوان، وكذلك التمثال الشركة القابضة للسينما بالهرم.
وناشد سرور كل المسؤولين بديوان عام أي محافظة من محافظات مصر، بعدم التعرض لأيا من التماثيل الموضوعة بالميادين العامة دون الاستعانة بقطاع الفنون التشكيلية الذي سيرسل متخصصين من القطاع لترميمه دون تكليف المحافظة أي مبالغ مالية.
وأكد المهندس محمد أبوسعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، أنهم ناشدوا المحليات من قبل عدة مرات، ومازلوا يناشدوهم بعدم التدخل في مجال الفضاء العام للميادين وعدم ترميم أي تماثيل إلا بعد الرجوع للجنة الدائمة التي شكلتها وزيرة الثقافة برئاسته، وعضوية أحد الأثريين ورئيس قطاع التشكيليين ورئيس قسم النحت بكلية الفنون الجميلة.
وأضاف أبوسعدة، أنهم تواصلوا مع المحليات في مدينة الحوامدية للوصول مرتكبي الفعل، وكيفية إصلاحه بشكل سريع، خاصة أنه أمر محسوم وتحدثنا فيه مع العديد من المحافظين، لافتًا إلى أن قطاع الفنون التشكيلية يعمل على ما يشبه دليل ترميم تماثيل الميادين على مختلف أنواعها وخاماتها للتواصل مع جميع المحافظين وتعريفهم به حتى لا تتكرر مثل هذه الأمور مرة أخرى، وقطعت فيه الفنون التشكيلية شوطا طويلا.
واتخذ وزارة الثقافة إجراءات إنقاذ تمثال الفلاحة المصرية للمثال الراحل فتحى محمود والموجود بمدخل مدينة الحوامدية بعد أن تعرض لعمليات صيانة خاطئة أدت إلى تشويهه حيث شكلت الدكتورة ايناس عبد الدايم وزير الثقافة لجنة متخصصة من قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور خالد سرور والجهاز القومى للتنسيق الحضارى برئاسة المهندس محمد ابو سعدة لمعاينة التمثال لإعادته إلى شكله الأصلي.
وأكدت عبد الدايم، على ضرورة الالتزام بقرار رئيس مجلس الوزراء الصادر في هذا الشأن خاصة وأن وزارة الثقافة خاطبت الجهات المعنية بالاستعانة بالمتخصصين من وزارة الثقافة حال الشروع في ترميم التماثيل التي تجمل ميادين مصر وعدم العبث بها باعتبارها من الملامح الحضارية للبلاد وجزء من ثروتها الفنية.
وأشارت إلى أن وزارة الثقافة حاليا بصدد إعداد وإصدار دليل لأسس ومعايير ترميم الأعمال الفنية في الفراغات العامة لتكون بمثابة مرجعا يتم تنفيذ أعمال ترميم التماثيل على أساسه وفق قواعد وشروط فنية صحيحة تلتزم بها الأحياء والوحدات المحلية بجميع المحافظات تحت إشراف قطاع الفنون التشكيلية منعا لتكرار مثل هذه التشوهات وذلك حفاظا على الثقافة البصرية والقيم الجمالية التي تعد أحد دعائم تكوين الشخصية المصرية.
ونجحت الوزارة في إعادة الرونق لتمثال الفلاحة للمثال فتحى محمود الموجود بمدخل مدينة الحوامدية حيث انتهى المجلس المحلى للمدينة مع ممثلي قطاع الفنون التشكيلية من إعادة الشكل الأصلي للتمثال وإزالة الألوان المخالفة والتشوهات التي أصابته.
