الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد صلاح عصره.. لاعب الأهلي أول عربي وأفريقي تطأ قدماه الملاعب الإنجليزية كمحترف

توفيق عبد الله على
توفيق عبد الله على غلاف توبيكال تايمز

ركلته تخطت شباك المحروسة وأوصلته للعالمية، تسديداته لم تخطئ مرماها حتى سدد هدفه الذي سطر اسمه في التاريخ الكروي، حمل شعار المارد الأحمر وارتدى زي القلعة الحمراء، ومن النادي الأهلي ذاع صيت توفيق عبد الله ليصبح أول لاعب مصري يتصدر غلاف مجلة أجنبية.


13 نوفمبر عام 1920، شاب أسمر ذو شارب بملامح شرقية، يركل الكرة وخلفه الهرم الأكبر وأبو الهول، هكذا خرجت مجلة "توبيكال تايمز" في إصدارها مشيدة باللاعب المصري توفيق عبد الله، الذي قدم الفوز لفريقه الإنجليزي ديربي كاونتي بعد تسجيله هدفا حتميا في مرمي مانشستر سيتي، في مباراة سحق فريقه فيها خصمه بثلاثية، ليلمع اسم ذلك اللاعب المصري المحترف في الدوري الإنجليزي، الذي تألق في صفوف فرق ديربي كاونتي وكاوندن بيث وهارتليبوليس يونايتد وأخيرًا بلروفيدينس.


ولد الفتى ذو الركلة التي لا تخطئ مرماها، في القاهرة عام 1896، ليصادف نشأته بداية تأسيس النادي الأهلي، وتصبح عائلته من أولى العائلات التي نالت عضوية القلعة الحمراء حينها، وانضم لفريق الأهلي عام 1914 في الثامنة عشر من عمره.

برع الفتى بركلته، وتسديداته، فمثل الأهلي في بطولة المنطقة وكأس السلطان قديما، بجانب تألقه في مبارياته الودية التي لعبها بالزي الأحمر أمام الفرق الأجنبية، لتكن تلك المباريات بمثابة طريق يمهده وسبيله للاحتراف في الدوري الإنجليزي.

انضم توفيق عبد الله إلى منتخب مصر في أولمبياد بلجيكا عام 1920، فجذب أنظار الإنجليز إليه، خفة حركته وركلاته وسرعته في أرض الملعب، فسعى نادي ديربي كاونتي الإنجليزي لضمه إلى صفوفه ونجح في ذلك، ثم انتقل إلى الدوري الإسكتلندي عام 1922، وبعدها إلى الدوري الويلزي عام 1923.

لم يحقق توفيق الفوز المرجو في الدوري الإنجليزي، ليبتسم له الحظ مرة أخرى في دوري أجنبي آخر، وبحلول عام 1924، سافر توفيق عبد الله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتنقل بين أنديتها، وسجل أهدافا توجته بلقب هداف الدوري الأمريكي عام 1925، وقاد فريقه نيو يورك ناشونالز للفوز ببطولة كأس أمريكا، وأنهى رحلته في الملاعب الأمريكية عام 1930، وانتقل إلى أحد الأندية الكندية ليعتزل بها مشواره الكروية.

تألق الشاب المصري في الساحة الخضراء خارج مصر، إلا أنه لم يبخل بركلة على منتخب بلاده، فبجانب مشواره الاحترافي، تألق توفيق في صفوف المنتخب المصري وانتظم في مباراياته الوطنية.

أنهى فتى الملاعب الذي احترف خارجا مشواره في الملاعب، إلا أن حنينه للساحة الخضراء جعله يعود أدراجه مرة أخرى، فحصل على رخصة التدريب من إسكتلندا بعد الاعتزال، وعمل مساعدًا للمدرب في فريقه الكندي، ومع اشتعال الحرب العالمية الثانية عاد توفيق إلى مصر، وتولى مهمة تدريب المنتخب المصري في الفترة بين 1940 - 1944.

وعلى الرغم من انضمام بعض اللاعبين المصريين إلى صفوف أندية أجنبية، حيث كان هناك محترفون في الفترة ما بين 1920 - 1930 ومحمد لطيف الذي لعب فى 1935 بحكم دراسته فى جلاسكو رينجرز الإسكتلندي، ومن قبله حسين حجازى عام 1912 ولكن بصورة غير احترافية ولعب لنادي فولهام وانضم للمنتخب الإنجليزى، كان فتى القلعة الحمراء هو أول محترف بالمعنى الحقيقى، ليكون توفيق عبد الله أول محترف مصري وعربي وأفريقي، في تاريخ الكرة، وعلامة في إنجازات القلعة الحمراء.