EN 
لا يعرف كثيرون أن التاريخ الإسلامي يزخر بعشرات القصص والمواقف الإنسانية لأمهات سطرن حكايات وصفحات من التاريخ، وتحمل الكثير من المعاني، قررنا إلقاء الضوء عليها.
كثير من هذه القصص كشفها لنا الدكتور إبراهيم العسال أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية والإرشاد السياحي، وعضو اللجنة العلمية للتراث الثقافي بالاتحاد الاندلسي في اسبانيا، والباحث والمحاضر بجامعة قرطبة في اسبانيا.
العسال قال: شهد التاريخ الإسلامي نماذج عديدة للأمهات ساهمت في كتابة التاريخ سواء في الخلافة الإسلامية بشكل عام أو في التاريخ الإسلامي لمصر بوجه خاص؛ فمصر وفي العصر الفاطمي عرفت كتب التاريخ السيدة العزيزية وهي أم ثاني الخلفاء الفاطميين في مصر العزيز بالله وكان لها مكانة كبيرة في حياته، وكان لها أثر كبير في كثير من السياسات التي انتهجها ابنها العزيز وهي زوجة المعز لدين لله الفاطمي وكان اسمها "تغريد".
والسيدة "قاسم" او "هاشم" أم أحمد بن طولون مؤسس أولى الدول المستقلة عن الخلافة العباسية في بغداد سنة 254 هجرية والتي كان لزوجها الثالث باكباك اكبر الأثر في صعود نجم ابن طولون واستقلاله، كذلك أم السلطان الايوبي الكامل التي قام بدفنها في قبة الامام الشافعي في القرافة الصغرى بمصر.
أما على مستوى الخلافة فمنهن على سبيل المثال لا الحصر نماذج شهيرة منها الخنساء التي دفعت أولادها الأربعة دفعا نحو الشهادة في معركة القادسية التي كانت فاصلة بين الخلافة الإسلامية والقوات الفارسية سنة 15 هجرية، كذلك أم أحد أهم أئمة الحديث الشريف أبو سفيان الثوري وهو أمير المؤمنين في الحديث والتي ضرب التاريخ بها المثل في دفع ابنها لطلب العلم .
فكانت تقول لها اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي وهي المقولة التي يرددها الجميع، كذلك صفية بنت ميمونة بنت عبد الملك والتي قدمت للحضارة الاسلامية الامام أحمد بن حنبل والتي ترملت في سن مبكرة الا انها وهبت حياتها لابنها أحمد حتي صار يُشار له بالبنان في علم الحديث، والامثلة كثيرة حقيقة في كل مجالات المعرفة في الحضارة الإسلامية.
وتابع: التاريخ الإسلامي به نماذج أيضا للأخت التي قامت بدور الام، وضرب مثالا بالعباسة أخت هارون الرشيد أقوى خلفاء بني العباس وبنت الخليفة المهدي والتي كان يعتز بها الرشيد كثيرا ويستشيرها في أمور حكمه إلا انها لم تكن كأمه، أما الأخت التي لعبت دور الأم فكانت أخت الإمام ابن حجر العسقلاني وهو بالمناسبة إمام مصري مولود في مصر وينتمي الي أئمة القرن التاسع الهجري، كان اسمها "ست الركب" وكان يقول عنها هي أمي بعد أمي.
وكانت تعلمه وتهذبه وتسهر على راحته، كذلك "ست الملك" وهي بنت الخليفة الفاطمي العزيز بالله وأخت الحاكم بأمر الله والتي ساعدت في الوصاية عليه، وحافظت على المبدأ الوراثي للدولة الفاطمية ولها صولات وجولات في حياة الحاكم بأمر الله ذلك الخليفة المثير للجدل.
