الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مع احتفالات النوروز الفارسي.. ماذا تعرف عن النوروز القبطي «أقدم عيد لأقدم أمة»؟

صدى البلد

تحتفل عدة شعوب في هذه الأيام بعيد "النوروز"، وهو عيد السنة الجديدة بالتقويم الفارسي أو الشمسي، ويوافق هذا العام يوم الخميس 21 مارس، لكن كثيرًا منا لا يعرف أن مصر كانت تحتفل بعيد مماثل، ألا وهو عيد النوروز القبطي.

ما "النوروز" الفارسي؟

هو عيد النوروز أو عيد الربيع أو عيد بداية العام "الشمسي" الإيراني الجديد، هو أحد أعرق الأعياد التي تمارس على وجه الأرض، ولا يقتصر الاحتفال به على الإيرانيين فقط، حيث يحتفل به الأكراد والعلويون والبهائيون أيضًا. 

وكلمة نوروز في اللغة الفارسية تعني اليوم الجديد، وبعد دخول الإسلام عربت الكلمة إلى "النيروز"، أما عن أصل هذا العيد فهناك عدة روايات أو أساطير، منها أنه يعود إلى "زرادشت" مؤسس الديانة الزرادشتية التي انتشرت قديما في إقليم فارس وامتدت حتى بعد وصول الإسلام إلى هناك. 

أما الرواية الثانية فترجع إلى أسطور الملك "جم" أو "جمشيد" الذي أنقذ العالم من الشتاء الذي كان سيقضي على الحياة على الأرض، حيث قام بصنع عرش من الجواهر والألماس، وأمر الجان أن يرفعوه إلى السماء حيث سيجلس على العرش الذي هو بمثابة الشمس التي ألقت بنورها على الأرض تتجمع جميع المخلوقات حوله وسمي هذا اليوم الجديد أو النوروز.

أما الأسطورة الثالثة فهي أسطورة الملك الضحاك أو ملك الزمان الذي كان متجبرًا وشديد الظلم، وبدأ النوروز حين ثاروا عليه بقيادة "كاويان" الحداد وانتصروا عليه.

وإذا نظرنا إلى عادات الاحتفال سنجد عادة الاحتفال بإضرام النيران، تلك العادة تعود إلى الأكراد في سوريا والعراق وتركيا وإيران وأفغانستان وكازخستان وباكستان، وغيرها.

أما الطقوس المشهورة لهذا العيد، بخلاف ارتداء الملابس ذات الطراز الكردي والخروج للتنزه ، يشبه أيضًا النوروز احتفالنا في مصر بعيد "شم النسيم"، فعلى الرغم من اختلاف الحضارتين الفرعونية والفارسية، فإننا نجد تشابهًا ليس بقليل بين العيدين.

فنجد أحد أهم الطقوس هو مائدة الـ"هفت سين" وبالعربية تعني "السبعة سينات"، وهي عبارة عن وضع سبعة أشياء على الطاولة تبدأ جميعها بحرف السين، كذلك تلوين البيض ودحرجته على المرآة، كذلك تختلف تفاصيل الطقوس بين القبائل والأعراق المختلفة في إيران.

النوروز القبطي

النوروز القبطي أو النيروز القبطي، هو أول أيام السنة المصرية من شهر توت، وكان أقباط مصر يحيونه كل عام، ويعتبر أول يوم في السنة الزراعية.

وأصل كلمة نوروز هنا ليس فارسيا بل قبطي، حيث أتت الكلمة (ني-يارؤو) وتعني الأنهار، فهذا الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل، وعند دخول اليونانيين إلى مصر، أضافو حرف الـ"سي"، فأصبح "نيروس"، فظن العرب أنها كلمة نوروز الفارسية، ومن هنا حدث الخلط.

النيروز عند المصريين القدماء

كان التقويم المصري مرتبطًا بالزراعة، واختار المصري القديم شهر "توت" كبداية للعام بالتوافق مع موسم فيضان النيل، الذي تزداد فيه خصوبة الأرض وتتضاعف المحاصيل ويعم الخير.

النيروز عند الأقباط المسيحيين

ارتبط النيروز عند الأقباط المسيحيين بعيد الشهداء، ففي عصر الإمبراطور دقلديانوس، الذي يعد أكثر العصور التي تعرض خلالها المسيحيون للاضطهاد، احتفظ المصريون بمواقيتهم وتقويمهم، التي يعتمد عليها الفلاحون في الزراعة، لكن تم تصفير عداد السنين، لتسبح السنة الأولى هي سنة حكم دقلديانوس، والتي توافق 282 ميلادية، والأولى قبطية، و4525 توتية فرعونية.

وكان المسيحيون يخرجون في هذا التوقيت إلى الأماكن التي دفنوا فيها شهدائهم خفية لحيوا ذكراهم، ويعد النيروز هو أقدم عيد لأقدم أمة.

النيروز في عصر المماليك

كان واحد من الاحتفالات الكبرى التي يحتفل بها المصريون جميعًا مسلمين ومسيحيين، كما كانت الدولة الفاطمية تحتفل به على المستوى الرسمي وتوزع العطايا والخلع إلى جانب الاحتفالات الشعبية.

وكان الناس يحفتلون بالنيروز بشكل كرنفال شعبي، حيث يخرج الناس إلى المنتزهات العامة ويرشون بعضهم بالماء ويختارون شخصا من بينهم ينصبونه كأمير للنيروز يسير بموكبه في الشوارع والحارات، ويفرض على الناس الرسوم ويحصلها ومن يرفض يرشه بالماء، في إطار من الدعابة واللهو.

وقال عنه المقريزي: "في سنة أربع وستين وثلثمائة، وفي يوم النوروز زاد اللعب بالماء ووقود النيران وطاف أهل الأسواق وعملوا فيلة وخرجوا إلى القاهرة بلعبهم ولعبوا ثلاثة أيام وأظهروا السماجات والحلي في الأسواق ثم أمر المعز بالنداء بالكشف وأن لا توقد نار ولا يصب ماء وأخذ قوم فحبسوا وأخذ قوم فطيف بهم على الجمال".