الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.جوزيف أمين يكتب.. تأملات بشأن منتدى الشباب العربى - الافريقى

د.جوزيف أمين
د.جوزيف أمين

انعقاد منتدى الشباب العربى - الأفريقى الاخير بأسوان يعد مكسبا كبيرا للدبلوماسية المصرية..وتتويجا لجهد كبير يقوم به الرئيس السيسى تجاه التواصل مع شباب مصر وكذا شباب العالمين العربى والافريقى.. وحتى العالم بأسره..وما يعنيه هذا من توارد الأفكار الشابة والابداعات المنتظرة وتجمع أبرز الشخصيات المسئولة عن قضايا : العرب وافريقيا..سواء الحكوميين والرسميين أو ممثلى المنظمات غير الحكومية أو الجهات والهيئات الخاصة وحيث يلتقون ويتحاورون بشكل علنى وعلى مرأى ومسمع من العالم كله..لصالح الجميع.. وبدون أن تكون النتائج لصالح طرف على حساب الآخر.

وحقيقة تعجبنى شخصية الرئيس السيسى وافكاره الشابة والمتجددة ومبادراته المتنوعة وحرصه على التواصل مع الشباب بكافة مشاربه عبر المنتديات والملتقيات المختلفة..كما أعجبنى كذلك حرصه فى خطابه الختامى بالمنتدى على اطلاق مبادرات وتوصيات هامة تخص تفعيل العمل المصرى مع قارتها الأفريقية وفى نواحى عديدة..كالبحث العلمى والصحة ومكافحة الارهاب والتطرف ودعم العلاقات المصرية- الأفريقية فى كافة المجالات ومع كافة الدول والفعاليات بداية من السودان امتدادنا الطبيعى الأصيل فى الجنوب..والعمق الأول والاهم فى علاقاتنا الافريقية بجانب اثيوبيا بالطبع. ..

وحسنا فعل الرئيس السيسى عندما حث الشباب :العربى-والافريقى على النقاش والحوار معا لوضع تصور مشترك يهدف للابتعاد عن اى مدركات ذهنية خاطئة لدى الطرفين قد تعرقل التقارب العربى-الافريقي فى مجمله...تماما كما حثهم على حماية أوطناهم والسعى لتحقيق آمالهم وأحلامهم.

كيفية تحويل المبادرات الى التنفيذ:


وحقيقة ما ابتغيه ليكون العمل على ما يرام هو مناقشة امكانية تنفيذ تحويل أفكار الرئيس ومبادراته الى التنفيذ من خلال آلية يتفق عليها بهذا الشأن..وهنا يأتى أهمية الطرح الذى سبق وعرضناه بضرورة وجود وزارة للشأن الأفريقى فى مصر..تعنى برسم سياستها وتعمل على تنفيذها خاصة بعد أن زادت طموحات مصر الأفريقية وطرحت العديد من المبادرات التى لابد من تنفيذها خاصة بعد أن صرحت بها القيادة السياسية من منصة منتدى الشباب.

ولعل المقصود بهذا الشأن لا يعنى أنه مجرد زيادة فى الهيكل الادارى للدولة الذى هو متخم بالفعل ويعانى..ولكن المقصود هو وجود جهة معنية بالشأن الأفريقى:تخطط وتنسق وتنظم..تعمل وتشارك مع هيئات الدولة المعنية وحتى مع الهيئات غير الحكومية لتأخذ لب الأفكار "من كل صاحب رأى وفكر" وتضعها موضع التنفيذ،وفى هذه الحالة من حكم المؤكد أن تشارك كل الجهات المعنية بالشأن الأفريقى فى مثل هذه المنتديات والفعاليات.

ولا شك أن المشاركين وقوامهم: مثلا فى مؤتمر الشباب الأخير يصل قرابة ١٥٠٠ شخص..هم بالفعل من القامات الرفيعة ومن المتخصصين فى مجالات عدة،والدبلوماسيين والاعلاميين والعلماء والباحثين والرياضيين ومن دول عربية وأفريقية متباينة..وحتى من هيئات وجهات شتى ,وحيث أنه قد حان الوقت أن نعطى الفرصة للمتخصصين فى الشأن العربى والافريقى ومن أفنوا عمرهم فى هذا المضمار..لكى يشاركوا بالحضور وبالرأى وكذا من يعملون بأفكار غير تقليدية خارج الصندوق..ومن هم قادرون على افادة الوطن بأفكارهم وآرائهم المستنيرة..وابتكاراتهم وانجازاتهم.

مستقبل العمل الأفريقى فى مصر:


حقيقة نحن بحاجة لتضافر كل الجهود وفى كافة التخصصات لتحقيق طموحات مصر الأفريقية فى عام رئاستها التاريخية للقمة الحالية..ولعل من أهم الطموحات التى يمكن تنفيذها فى هذا العام:القناة الفضائية الأفريقية..والتى سبق أن أطلقنا مبادرة انشائها منذ عقد أو يزيد...وهى ممكن أن تكون وسيلة هامة وفاعلة لدمج أبناء القارة المتعددة انتماءاتهم:الاثنية واللغوية والدينية ودفعهم لتحقيق الاندماج الوطنى فى بلدانهم...ويمكن أن تكون القناة وسيلة للتواصل التقافى والتعليمى والاعلامى بين الثقافات والقوميات المتنوعة.

وحقيقة الامر أن الرئيس السيسى بمبادراته ومقترحاته القيمة يريد أن يكون لمصر أدوات فعالة فى أفريقيا بمجالات: الصحة..والبحث العلمى..وفى أفرع العلوم وكافة أشكال الابداع وبكافة صوروأوجه العمل الجامعى والأكاديمى ...وهذا مؤشر طيب وعمل تتفوق مصر فيه بشكل واضح..والمطلوب كما سبق الحديث أن تكون هناك الآلية التى تضمن التنفيذ الدقيق وبشكل فعلى وصحيح لمبادرات الرئيس,.وبحيث تؤتى هذه المبادرات بثمارها..وتصل للنتيجة المرجوة..وهو ما يعد استكمالا لما نهجته مصر منذ خمسينيات القرن الماضى حين سلكت مسار دعم حركات التحرير وتعزيز استقلال الدول الأفريقية...قبل أن تتجه خاصة فى ثمانينيات القرن الماضى لنهج الدعوة للتنمية ومحاولة حل مشكلة الديون الأفريقية...

ومؤخرا وفى العقد الحالى زاد توجه مصر الافريقية تجاه الشراكة والتنمية مع القارة وتعزيز فرص البحث ودعم المجال العلمى وتنشيط المجال الصحى...والمزيد من ارسال القوافل الطبية المتناوبة الى القارة الأم,الأمر الذى يستحق الدعم والتشجيع والعمل على انجاح هذا التوجه كمصلحة قومية عليا لمصر وأبنائها قبل أن تكون للاخوة والأشقاء.