أخميم أهم مراكز الصناعة فى مصر الإسلامية.. المدينة خرج منها العلماء والزاهدون.. صور

هي إحدى مدن محافظة سوهاج،وعرفها المصريون القدماء باسم خنتى مين بمعنى مقر مين إله الخصوبة، ثم أصبح فى القبطية شمين أو خمين وتعنى الحرارة أو النشاط، ثم حرفت فى العربية إلى أخميم.

وقصة مدينة أخميم مع الإسلام أخبرنا بها د.محمد أحمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق.

قال عبد اللطيف:بعد أن أتم عمرو بن العاص فتح مصر وسيطر على الوجه البحرى،أرسل أحد قواده وهو خارجه بن حذافة إلى الصعيد، فقام بفتح الأشمونين ثم توغل فى الصعيد الأعلى ففتح أخميم، ثم عقد مع أهلها صلحا وذلك لأنها كانت تمثل أهم مدينة فى الصعيد بعد البهنسا من حيث الحاميات والأسوار والحصون.

وبعد إتمام الفتح الإسلامى استقر بمدينة أخميم بعض من القبائل العربية التى هاجرت إلى مصر، مثل قبيلة بنى هلال وكذلك عاش واستقر فى أخميم قبيلة كنانة فى أواخر القرن 6هـ/ 12م وكذلك بعض من قبيلة جهينة.

وقد وصف على مبارك مدينة أخميم فى القرن 13هـ/ 19م بقوله أنها فى قمة العمارة والاتساع وتقترب عدة أهلها من مدينة أسيوط ومحيطها أوسع من محيط أسيوط وبها ضبطية ومحكمة شرعية ويسكنها الأقباط بكثرة وأكثرهم محترفون.

فمنهم التاجر والصائغ والصباغ وغير ذلك وبها عدة قيساريات،وخانات جامعة لأنواع المتاجر وحمام وحاراتها وشوارعها متسعة من الاعتدال وتشتهر بالعسل وعسلها مشهور بصفاء اللون وصدق الحلاوة ولها سوق كل أسبوع يوم الأربعاء.

والجدير بالذكر أن أخميم تعد واحدة من أهم مراكز الصناعة فى مصر الإسلامية بالنسبة لعديد من الصناعات، من أهمها صناعة الورق من نبات البردى وصناعة المنسوجات خاصة الصوفية، وكذلك صناعة السكر والجلود والزجاج،ولهذا فقد كان يوجد فى أخميم طوائف عديدة من الصناع والنقابات المهتمة بكل هذه الحرف والصناعات المنتشرة بها.

وقد خرج من أخميم كثير من العلماء والزاهدين، من أمثال الشيخ كمال الدين عبد الظاهر، وأيضًا العارف بالله سيدى ذى النون المصرى والذى يرجع أصله إلى قبيلة قريش،وقـد كان هذا الرجل حكيمًا فصيحًا، وقد قيل الكثير عن حسن أخلاقه وكراماته وقد توفى فى ذى القعدة سنة 245 هـ/ 859م، ودفن بالقرافة الصغرى بالقاهرة وبنى على قبره مشهد به أيضًا قبور جماعة من الصالحين رضى الله عنهم أجمعين.

وأخميم مدينة مملوءة بالآثار من مختلف العصور مثل المقابر والتماثيل المصرية من العصر الفرعونى،ودير أخميم ودير السبع جبال من الآثار المسيحية د،كما يوجد بها العديد من الآثار الإسلامية مثل مسجد الأمير حسن ومسجد السوق وضريح الشيخ كمال الدين بن عبد الظاهر.