الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قتل زوجته بسبب شائعات عن سلوكها.. واتهم غسالة الملابس للإفلات من العقاب

مسرح الجريمة
مسرح الجريمة

زواجهم الذى بدأ بقصة حب غير تقليدية مثل الكثير من زيجات الصعيد، لم يكتب له أن تستمر ويكتمل بعدما تمكنت الشائعات من دق مسامير الشك والخراب بين الزوجين الشابين، لتنتهى الرحلة بحبل حول رقبة الزوجة يقطع صلتها بالحياة خلال جلسة عتاب داخل غرفة نومهم.

الشائعات التى لم تترك رجلًا أو سيدة فى المناطق القروية والريفية، لامس بعضها أسماع الزوج خلال مروره فى شوارع وطرقات قريته، وهو ما أصابه بحالة من الجنون وعدم الاتزان، فزوجته ابنة عمه التى حظى بها بعد قصة حب جمعت بينهما ويعرف أخلاقها جيدًا لا يمكن أن يكون لها علاقة بما يدور على ألسنة الجالسين فى الطرقات، يتصيدون أخطاء المارة ويراقبون تحركاتهم ذهابًا وإيابًا.

قرار الإعدام لقصة الحب التى جمعته بزوجته لم يتم الإعداد له، فما زالت سهام الحب تجرى ممتزجًة مع دمائه فى عروقه وشرايينه، وهو ما دفعه لعقد جلسة عتاب كانت الأخيرة، لوضع حد أكاذيب وشائعات الخراب التى يتناقلها الخبثاء من أبناء قريته، وطلب منها أن تقسم على المصحف بعدم وجود علاقة تجمعها بأحد الشباب، إلا أنها أبت أن تفعل ذلك مستندة لكلمة قاطعة "إذا كنت بتشك فى بنت عمك يبقى أعمل اللى أنت عايزه" للتأكيد على أنها لا تخشى كلام الناس وتثق فى أنها لا يمكن أن تلوث شرف زوجها وابن عمها.

غيرة الزوج القاتلة أعمت نظره وقلبه عن الكلمات الأخيرة التى نطقت بها زوجته، فأمسك بـ "حبل" وضغط به على رقبتها حتى تعترف بالخيانة التى لا وجود لها إلا على ألسنة الناس، فأصرت على موقفها الصامد حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه وهو لا يدرى بأنها فارقت الحياة إلى عالم آخر لا يعرف إلا الحقيقة المطلقة.

محاولات الزوج بعد ذلك لإخفاء تفاصيل الجريمة والإدعاء بأنها توفيت نتيجة ماس كهربائى خلال استخدام غسالة الملابس، خوفًا من الفضيحة والعار، لم تستمر طويلًا بعدما أكد الطب الشرعى وجود شبهة جنائية وراء الواقعة، لينهار بعدها الزوج ويقر بتفاصيل جريمته النكراء التى استند فيها على شائعات وأكاذيب يرددها الخبثاء صباحًا ومساء على المارين فى الشوارع والطرقات.

وأقر الزوج أمام أجهزة الأمن، بأنه قتل زوجته بعد أن حاصرته الشائعات فى القرية بوجود علاقة بين زوجته وأحد الشباب، قائلًا: أعرف أخلاق زوجتى جيدًا لأنها ابنة عمى، لكن الشائعات التى كان يتغامز بها أهالى القرية أصابتى بالجنون ودفعتنى لمواجهة زوجتى بهذه الاتهامات خلال جلوسنا بغرفة النوم يوم الحادث، فقالت لى أنت تعرف كل خطواتى وتذهب معى لأى مكان، وطلبت منها أن تقسم على المصحف فرفضت وقالت لى "إذا كنت بتشك فى بنت عمك يبقى أعمل اللى أنت عايزه"، فقمت بخنقها بحبل حتى تعترف بالخيانة أو تقسم على المصحف، لكنها فارقت الحياة خلال ضغطى بالحبل على رقبتها، فقمت بوضع يدها فى الغسالة حتى تظهر الجريمة أنها توفيت نتيجة ماس كهربائى وعندما حضرت الشرطة أخبرتهم بذلك.

تلقى اللواء مجدى القاضى، مدير أمن قنا، إخطارًا بمصرع "نورا.ح.ع" 28 عامًا، ربة منزل "نتيجة إصابتها بماس كهربائى خلال استخدام غسالة الملابس، لكن تقرير الطب الشرعى أثبت وجود شبهة جنائية وراء الواقعة، وتبين من التحريات الأولية أن زوجها "أحمد.ر.ع" 29 سنة، عامل، وراء ارتكاب الجريمة، لسماعه شائعات تتردد فى القرية عن ارتباطها بعلاقة مع أحد الشباب، فتم إحالة المحضر لنيابة أبو تشت التى قررت حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة قتل زوجته عمدًا.