الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضحية جوزيه لصدى البلد.. رفضت الأبيض من أجل الأهلي.. ولن أنسى موقف البدري وغزال الزمالك

ميدو محروس لاعب فريق
ميدو محروس لاعب فريق الشباب بالنادي الأهلي السابق

هو أحد اكتشافات بدر رجب لاعب الأهلي السابق فى بداية مدرسة الكرة بالقلعة الحمراء عام 1997 ، موهبة أضاء نورها فى الثامنة من عمره ، ليخطو بخطوته الأولى داخل جدران النادي الأهلي مرتديا شارة القيادة من أول يوم له ، تدرج فى الأعمار السنية داخل القلعة الحمراء إلى أن أصبح علاء ميهوب عين الأهلي النقية أبا روحيا له، إنه ميدو محروس لاعب الشباب بالنادي الأهلي السابق.

ما بين الوصول للقمة داخل القلعة الحمراء مع فريق الشباب، وعدم موافقة أسطورة النادي الأهلي مانويل جوزيه على تصعيده للفريق الأول ، كانت هناك كواليس وأسرار حكاها ميدو محروس خلال حواره مع "صدى البلد".

من هو ميدو محروس؟
أنا لاعب كرة قدم سابق بالنادي الأهلي في مرحلة الشباب ولدت بالقاهرة وبالتحديد في حي حلمية الزيتون 1-1-1987، و كأغلب الشباب مارست هوايتي المفضلة فى الشارع الى أن طلب مني أحد أقاربي بالانضمام إلى أحد الأندية وممارسة لعبة كرة القدم بانتظام للوصول الى احتراف اللعبة وذلك بعدما وجد امتلاكي الموهبة التي رشحتني للانضمام إلى أفضل نادي في مصر.
متى كانت بدايتك مع كرة القدم ؟
فى سن الثامنة من عمري ذهبت رفقه أحد أقاربي إلى اختبارات أحد الأندية فى دار المدفعية ، فرآني هناك الكابتن سمير فوزي واعجب بموهبتي فطالبنى بالذهاب في اليوم التالي إلى النادي الأهلي فرع مدينة نصر للكابتن جمال السيد ، وذهبت بالفعل إلى النادي بمفردي كون أبى متوفى وانا فى سن الخامسة ، شاهدني هنالك جمال السيد وبدر رجب داخل القلعة الحمراء فى الوقت الذي بدأ النادي فى إنشاء مدرسة الكرة عام 1997 ،تواجدت فى الاختبارات انا وأحمد حسن مكي وشريف أشرف لاعبا الزمالك السابق ، فاعجب بدر رجب بموهبتي وطالبني بالقدوم للنادي في اليوم التالي رفقة ولي الأمر لإمضاء الاستمارة و كان حريصا على معرفتي بأني سوف ارتدي رقم 4 بالفريق رفقة زملائي مكي وشريف ووفر لهما مبيت بالنادي كونهما مغتربين.

فى اليوم التالي ذهبت رفقة جدي "محمد" ووقع على استمارة انضمامي إلى صفوف النادي الأهلي في سن الثامنة مع الكابتن بدر رجب، وكان حريص على تكوين قطاع كرة قدم بالنادي إلى أن كون فريق من مواليد 87 ، مع المدير الفني الهولندي بروفيد ، ولاقتناع بدر رجب بي طلب مني ارتداء شارة القيادة فى الفترة الأولى من تواجدي داخل النادي وذلك داخل مدرسة الكرة ووظفني فى مركز الليبرو .


متى تم انضمامك إلى قطاع الناشئين بالأهلي؟

تم انضمامي إلى قطاع الناشئين فى سن الحادية عشر من عمري ، مع الأب الروحي لي الكابتن علاء ميهوب الذي أفادني كثيرا على المستوى الفني والاجتماعي فقد كان أباَ لي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لقد أعطاني شخصية النادي الأهلي وتحقيق الفوز داخل الملعب وذلك عام 2000 ولعبت معه فى مركز "الجناح الأيسر" وكانت من أفضل مواسمي مع الأهلي حيث أصبحت ثاني هداف فريق الناشئين بعد شريف أشرف ، وبعدها تدرجت فى الأعمار السنية وصولا بفريق الـ 14 عام مع حسام البدري المدير الفني السابق للفريق الأول بالنادي الأهلي. 
هل جمعك موقف لن تنساه مع حسام البدري؟

بالطبع .. في أحد الأيام ذهبت إلى المران ، ولم اخذ القسط الكافي من النوم ، وظهرت فى التمرين على غير العادة فأوقف البدري المران وعنفني على الأداء ، بعدها أكملت المران على غير المستوى المطلوب فطردني من المران مباشرا ، و كان يوظفني فى مركز الوسط المدافع ، وصانع ألعاب ، وكذلك جناح أيمن لصغر جسمي.

وكان حسام البدري دائما ما يعنف اللاعبين من أجل إخراج كل ما لديهم لخدمة النادي الأهلي ، هو أحد رموز النادي وقلبه على الكيان بجد ، وتعنيفه ليس لأمر شخصى بل لمصلحة الفريق والأهلي بعدها تدرجت فى المرحلة التالية الـ16 سنة مع مصطفى يونس نجم الأهلي السابق إلى أن وصلت إلى منتخب الشباب.

وكان مصطفى يونس المدير الفني لفريق الـ 16 عام يوظفني فى مراكز مختلفة لتستفد من خبرة المراكز إذا احتاجك الفريق فى أى وقت، لأنه كان يرى أن تعدد المراكز يفيد اللاعب على المستوى الفني وفقا لمتطلبات المباراة، كوني لاعب استمتع بلعب كرة القدم ولست من اللاعبين أصحاب التكتيك داخل المستطيل الأخضر.
كيف تم ترشيحك إلى المنتخب الوطني ؟

تم ترشيحي الى منتخب الناشئين من خلال الكابتن محمد وهبه، بعدما أشاد بي الكابتن محمد الصيفي من رؤيته للاعبين فى منتخب القاهرة ، وذلك بعدما وجد فيا شخصية النادي الأهلي.

بعدها تم ترشيحي لمنتخب الشباب مع إبراهيم يوسف المدير الفني آنذاك ، رفقة 12 لاعبا من النادي الأهلي ، حضرت أكثر من تجمع مع المنتخب وكان هناك بطولة للفريق فى الكونغو ولم يتم اختياري مع الفريق لأسباب غير معلومة حتى الآن.
هل جمعك موقف مع ابراهيم يوسف ؟

ذهبت إلى نادي الجونة للكابتن إبراهيم يوسف المدير الفني للفريق آنذاك مع عمر مدحت واحمد عبد الرحمن زملائي فى الفريق ، فتظاهر بعدم معرفتنا وطلب رؤيتنا فى الملعب مع العلم أننا كنا معه في المنتخب لمدة سنتين وكنت قائد الفريق الثاني خلف احمد شمامة، فتأثرت نفسيا ، فجلست مع أحمد الصحيفي مدير الكرة بالفريق آنذاك وأبلغني بعدم رغبة ابراهيم يوسف تواجدنا مع الفريق، ولم أتدرب مع الفريق كثيرا وتركت النادي عائدا إلى الأهلي مرة أخرى.
ماذا بعد رجوعك إلى النادي الأهلي مرة أخرى؟

رجعت من الجونة إلى النادي الأهلي مع الفريق الأول تحت قيادة البرتغالي مانويل جوزيه فى عام 2004 ، وتم تصعيدي إلى الفريق مع مصطفى شبيطة وماندو حجازي، ومحمد سمير ، وتدربت لأول مرة مع الفريق على ملعب مختار التتش .
ما هو شعورك فى المران الأول مع الجيل الذهبي 2004-2005 تحت قيادة مانويل جوزيه ؟

شعرت بالرهبة الشديدة مع أول مران داخل ملعب التتش رفقة الجيل الذهبي بقيادة جوزيه ، وجمعني لقاء به قال لي فيه " نسمع عنك كلام جيد واتمنى ان تكون على قدر المسئولية مع الفريق" ، وكنت ألعب في مركز الجناح الأيمن ، وجمعتني لحظة صعب مع الفريق عندما بدأت اللعب مع الفريق الأول وظهر على أدائي الخوف فطلبني علاء ميهوب وقال لي " الرهبة والخوف لن ينفعك بشئ ، العب كورتك اللي انت عارفها، انت تملك قدمين وهم يملكون نفس القدمين، الفرصة جائت لك فحاول أن تثبت نفسك ووجودك" وذلك فى وجود إسلام الشاطر وأحمد صديق ومحمد بركات لاعبيين بالفريق وكانوا عمالقة في كرة القدم آنذاك.

استمريت فى المران مع الفريق لمدة أسبوع ، بعدها استبعد مانويل جوزيه كل اللاعبين الناشئين ، فجمعني حديث مع وائل رياض فقال لي :" جوزيه لم يستبعد اللاعبين الناشئين لأسباب فنية ، ولكن لن الفريق مقبل على البطولة الافريقية ومباريات عديدة بالدوري ، وهو يفضل تقليل عدد اللاعبين لزيادة التركيز ".
ما هو الشئ الذي يميز النادي الأهلي أثناء دخول لاعبيين شباب مع الفريق الأول ؟

ما يميز النادي الأهلي هو الثقة التي يستمدها اللاعب الناشئ من داخل وخارج الملعب ، فداخل الملعب تجد الدعم من اللاعبين الكبار أولا ، ثانيا: لا يوجد فرق بين لاعب كبير وآخر صغير ، بل بالعكس تجد الدعم الفني والمعنوي من اللاعبين الكبار ، فلا يوجد داخل الأهلي الحاجز الموجود بين اللاعبين . 
ماذا بعد استبعاد جوزيه الى اللاعبين الشباب من الفريق الأول؟

تم نزولنا الى فريق الشباب بالنادي تحت سن الـ20 ، بقيادة ضياء السيد ، وكنت محبط نفسيا إلى أن لحقت بي الإصابة فى غضروف الركبة أثناء مباراة لفريق الأهلي أمام الشمس ، وأجريت العملية وواصلت التأهيل داخل النادي ، إلى أن تم استدعائي مرة أخرى من جانب الفريق الأول للأهلي بفرمان من مانويل جوزيه ونزلت المران المسائي ، وكان ذلك فى بداية فترة الإعداد قبل السفر إلى معسكر ألمانيا ، وبالفعل أجريت المران لمدة أربع أيام بعدها تم استبعادي من معسكر ألمانيا. 

بعدها نزلت الى فرقتي بالشباب مرة اخرى مع الكابتن فتحي مبروك وخضت مباريات إلى أن تجاوز سن العشرين وعلمت أنه لا توجد فرصة لي بالالتحاق بالفريق الأول مرة أخرى، لأن الفريق كان وقتها يعتمد على اللاعبين الجاهزة من خلال الصفقات.
ماذا بعد الخروج من النادي الأهلي؟

فى عام 2008 كان الأسطورة محمود الجوهري فى منصب المدير الفني لاتحاد الكرة المصري فقرر أن يتم إنشاء فريق 21 سنة كان هذا القرار بمثابة القضاء على جيلين متتاليين فى مصر وحرمانهم من اللعب فى الفريق الأول فى أنديتهم ، وذلك للمنتخب الأولمبي فذهبت إلى النادي الأهلي للإلتحاق بالفريق الجديد فقال لي آنذاك أحمد ماهر مدير قطاع الناشئين فى هذا الوقت أن الكابتن فتحي مبروك أغلق القائمة الخاصة باللاعبين .

ذهبت بعد ذلك إلى فريق طلائع الجيش وحضرت المران الأول مع فريق الناشئين وكان يتابع المران صبري المنياوي المدير الفني للفريق الأول الطلائع فى هذا الوقت وأحمد الكأس المدرب العام، وطالب الكابتن صبري منى ومن طارق حامد لاعب الزمالك الحالي الحضور فى اليوم التالي إلى مران الفريق الأول وكنت غير مقيد فى الفريق وطالب المنياوي من أحمد الكأس ضرورة قيدي فى الفريق ، وكان هدفي هو الرجوع إلى النادي الأهلي مرة أخري.

فريق الجيش فى مباراته بالدوري خسر بنتيجة ثقيلة من فريق بتروجيت فتمت إقالة صبري المنياوي فعدت مرة أخرى إلى فريق الشباب وجاء فاروق جعفر على رأس القيادة الفنية للفريق الأول وطلب ضم لاعبيين من الشباب تربية الأهلي والزمالك فتم استدعائي مرة أخرى للفريق الأول ودخلت القائمة أكثر من مرة مع الفريق لكن لم تتاح لي الفرصة للمشاركة مع الفريق فى الدوري الممتاز ، فدخلت فى مشادة مع فاروق جعفر بسبب عدم مشاركتي فقال لي :" وقت ما أرى أن الفريق يحتاج لوجود سيتم الدفع بك دون أى أزمات"، بعدها تم استبعادي من التواجد فى قائمة الفريق خلال مباريات الدوري فقررت مغادرة الفريق.

بعدها تم استدعائي في فريق الشباب 21 سنة لخوض مباراة الأهلي وطلائع الجيش ببطولة الجمهورية على ملعب مختار التتش ، لعبت المباراة بالكامل وقمت بصناعة هدفين وفاز فريق الجيش 4-1 ، عقب المباراة اتجه لي المهندس عدلي القيعي وقال لي "بتصنع هدفين أمام الأهلي يا ميدو .. ماشي" ، وكان فينجادا المدير الفني للمنتخب الأولمبي يتابع المباراة وتم استدعائي للمنتخب الأولمبي مرة أخرى وحضرت أكثر من تجمع لكن يحالفني التوفيق مع المنتخب فى المشاركة فى أي بطولة رسمية. 
هل طلب الزمالك ضمك في فترة تواجدك فى المنتخب الأولمبي ونادي طلائع الجيش؟

نعم .. طلب الزمالك ضمي من خلال كابتن حسن بصري المدير الفني لفريق الـ 87 آنذاك فى الزمالك و، وقال لي : " ميدو أريدك فى الزمالك وبعد ذلك سنضمك إلى الفريق الأول لأن إمكانياتك أكبر من مرحلة الشباب" ، لكن حبي للنادي الأهلي منعني من ارتداء الفانلة البيضاء كوني أحد أبناء القلعة الحمراء منذ الثماني سنوات ، وأوضحت الأمر لحسن بصري مدرب الزمالك السابق.
ماذا بعد فترة اللعب فى طلائع الجيش ؟

انتقلت الى صفوف فريق حرس الحدود تحت قيادة طارق العشري ، وهو من طالب بضمي إلى صفوف الفريق كوني أحد أبناء النادي الأهلي ولاعب يمتلك شخصية القلعة الحمراء بضرورة الفوز المستمر ، ودخلت قائمة الفريق أكثر من مرة مع طارق العشري لكن لم يحالفني التوفيق في المشاركة مع الفريق فى المباريات الرسمية ، ليتم رحيلي إلى صفوف المصرية للاتصالات فى الدرجة الثانية ومن ثم إلى فريق الطيران في الدرجة الثالثة لمدة 4 سنوات.
وماذا عن الاحتراف الخارجي ؟

لم يحالفني التوفيق فى الاحتراف الخارجي ، لاني لم اكتب تاريخ فى الكرة المصرية ، وكذلك الظروف الأسرية التى لم تكن تساعدنى على الاحتراف الأوروبي ، كما انتى لم يحالفني الحظ فى التعامل مع وكيل أعمال جيد يستطيع جلب عروض قوية من الدوري الممتاز أو الاحتراف الخارجي.
هل تملك عروض للعودة مجددا لممارسة كرة القدم ؟ 

نعم امتلك عرض من فريق ينتمي لدوري الدرجة الثانية الممتاز "ب" ، وله حظوظ كبيرة فى الصعود إلى الدوري الممتاز خلال الموسم المقبل ، كما أنني أعمل حاليا مدربا فى أكاديمية النادي الأهلي بالقطامية مواليد 2004 ، ولا يوجد ما يمنعني من العودة مجددا إلى ممارسة كرة القدم كوني في بداية الثلاثينيات واتمتع على مستوى فني وبدني مميز.
بعيد عن كرة القدم .. ماذا عن حياة ميدو محروس الاجتماعية ؟

انا وحيد امي بعد وفاة والدي فى سنة الخامسة من عمري ، فوالدتي كانت الأم والأب لي ، وهي سبب كبير فى ما وصلت إليه فى كرة القدم ، فلم تبخل عليا فى أى مجهود مادي أو معنوي سواء من الحضور للمران والمباريات وأدعو الله أن يطيل فى عمرها ويبارك لي فيها ، وكذلك زوجتى التى وقفت بجانبي خلال فترة عديدة من حياتي و تحملت الكثير من الأعباء التى مرت عليا خلال مشواري مع كرة القدم .